الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضريبة الكبار


الفنانون أنواع هناك من يظل نجما محليا تنحصر شعبيته داخل حدود وطنه وهناك من تتعدى شعبيته الحدود لباقي العالم العربي وبالتأكيد هؤلاء قلة، وهنا تكبر مسؤولية الفنان بحجم جماهيريته وتجد أعماله دائما تحت الأضواء وينتظرها النقاد والجماهير بفارغ الصبر وبالتالي تكون الأعمال صاحبة الجدل الأكبر.

من بين النجوم الكبار الذين عرضت أعمال لهم وتعرضت لجدل شديد كان عادل إمام ومعه النجمتان غادة عبد الرازق ويسرا والثلاثة هم الأكثر طلبا وتوزيعا "عربيا" على مستوى الدراما المصرية وكل فنان فيهم اجتهد واختار عملا يقدمه هذا الموسم وأرى أن من حق الفنان أن يجتهد ويجرب وعلينا نحن إبداء الرأي والنقد ولكن ليس لدرجة أن يخرج أحدهم ويقول هذه أخر فرصة لفلان أو فلانة! مثلا الثلاثة الذين ذكرتهم هم الأغلى والأكثر توزيعا خارج مصر إلى الآن وينتظر أعمالهم الجمهور العربي وفي النهاية وجودهم إضافة للفن المصري.

عادل إمام يظل نجما استثنائيا على مستوى العالم وليس مصر فقط بسبب الفترة الزمنية التي ظل فيها متربعا على قمة النجومية في السينما نحو ٤٠ سنة! إلى جانب وقوفه على خشبة المسرح وتقديمه عدد ليالي عرض مسرحية فاقت أي فنان آخر، تاريخ يستحيل تكراره الآن، تجربته هذا العام لم تنل رضا الكثيرين ولم يحالفه التوفيق في اختيار الفكرة منذ البداية! فكانت مناسبة للسينما أكثر حيث تعتمد على الإبهار وتكنيك تصوير مناسب أكثر لشاشة السينما وجمهورها فيما ينتظر جمهور التليفزيون حكايات درامية معاصرة يحب ويعايش شخصايتها القريبة من عالمه وواقعه، لكن في النهاية تجربة "عفاريت عدلي علام" عمل بين عشرات الأعمال التي قدمها وسيقدمها وبالتأكيد جميع نجوم العالم يكون لهم أعمالا دون المستوى في قائمة أرشيفهم الفني وأمر طبيعي الهبوط والصعود ولكن لسنا من نصدر حكم الإعدام فهناك طرف آخر وهو الأهم الجمهور ومعهم المنتجين الذين يعرفون من يجلب لهم المكسب من الخسارة.

النجمة الأخرى التي كانت محط أنظار الجميع هي غادة عبدالرازق وتعتبر من أبرز نجمات الدراما المصرية في سنواتها الأخيرة وكشفت عبر عدة أعمال عن موهبة كبيرة جعلت شعبيتها تصل لجميع أنحاء العالم العربي وأصبحت ضمن قائمة الكبار وينتظر أعمالها جمهور بالملايين وبالنظر لتجربتها هذا العام مسلسل "أرض جو" أرى أنها الأفضل في الثلاث سنوات الأخيرة وعابها السيناريو الذي لم يستطع أن يحافظ على إيقاعه في منتصف الحلقات وبعض الخطوط الدرامية كانت تحتاج لمزيد من المساحة وكذلك "الكاست" كان هناك بعض الممثلين دون المستوى خاصة وأنهم يقفون أمام ممثلة كبيرة مثل غادة، ولكن كما قلت الجمهور والنقاد ينتظرون دائما من هؤلاء الفنانين أعلى مستوى في الدراما والتمثيل كما عودتهم دائما فلذلك يكون الضغط كبير على هؤلاء النجوم وهم يعملون في ظروف إنتاجية صعبة والوقت ليس في صالحهم دائما، ولكن نجحت غادة بالخروج بتجربتها الجديدة مع المخرج محمد جمعة بشكل يرضيها ويرضي جمهورها لحد كبير وقدمت فكرة جديدة عن "الإرهاب" الحالي ومدى تأثيره إجتماعيا على أسرة الإرهابي، وأيضا قدمت عدد من الوجوه الجديدة كعادتها ولكن عليها التفكير من الأن فيما ستقدمه العام القادم وبالتأكيد مهمتها تكون أصعب لأن مسؤوليتها أكبر كنجمة جماهيرية تنافس على المقدمة ولذلك عليها البحث من الأن عن العمل الجديد الذي ينتظره جمهورها.

أما الفنانة يسرا ومسلسلها "الحساب يجمع" لفت نظري المجهود الكبير في العمل وايضا في الشخصية التي قدمتها يسرا لانه تقريبا معظم شخصياتها كانت تنتمي للطبقة الارستقراطية أو المتوسطة، لذلك مغامرتها بتقديم شخصية تنتمي لعالم "العشوائيات" هو مجازفة ورغم أنني كنت غير متحمس لمشاهدة المسلسل في البداية إلا أن يسرا بأدائها لشخصية "نعيمة" جذبتني بشدة وبدأت أصدقها انها تلك المرأة التي تنتمي لهذا العالم، والتي تكافح من أجل حياة كريمة لها ولأبنائها ولعدد من النساء مسؤولة عنهن "طبقة الخادمات" وهو نموذج حقيقي موجود في هذا العالم ورغم ان العمل لم يحقق نفس أصداء مسلسلها العام الماضي لكنها نجحت مع المخرج هاني خليفة في تقديم عمل جيد ومعها عدد من الممثلين الذين لفتوا الأنظار مثل إيمان العاصي وكريم فهمي وبوسي وناردين فرج.

لا نريد أن نقسو على نجومنا الكبار في أحكامنا على أعمالهم الرمضانية، نحذرهم نعم ولكن دون تجريح أو إهانة لأعمالهم، مهمتنا نقد هذه الأعمال والإشارة على نقاط الضعف بها، دون أن نكيل الاتهامات لأصحابها لأني أرى أحيانا مقالات للبعض وكأنها "خناقة"! ومن يسافر خارج مصر يعلم أن نجومنا كنز لنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط