ليبيا.. وعمق الأزمة!!

منذ اندﻻع الثورة فى ليبيا وحتى اﻵن، والمشهد يزداد وضوحا يوما بعد يوم وخصوصا بعد التصريحات الأخيرة للعميد المسمارى المتحدث باسم الجيش الليبى الذى اتهم قطر صراحة بتمويل الفصائل والتنظيمات الإرهاربية التى تتواجد على الأراضى الليبية منذ اندﻻع الثورة التى كانت لها تداعياتها فى الداخل والمحيط الإقليمي وخصوصا فى مسألة حيازة الأسلحة للجماعات الإرهابية وخصوصا فى منطقة الساحل والصحراء فى الغرب الأفريقى. ...وكذلك دول الجوار وخاصة مصر.
مع التأكيد أن تلك التنظيمات تستطيع أن تتمدد إقليميا مع توافق الأهداف والرايات التى ترفعها تلك التنظيمات التى ﻻ غاية لها سوى الوصول إلى مكاسب سياسية.
وبرعاية دول ترغب في تقسيم المنطقة لضمان أمن الكيان الصهيوني وكذلك الحفاظ على إمدادات دول المنطقة من الثروات الطبيعية، وخاصة البترول والأهم تبنى وﻻءات غربية تضمن الحماية المستقبلية وكذلك تحقيق اﻻستقرار والبقاء طويلا في كرسى الحكم المدعوم بقوى عظمى تساند بقاءه بحسابات المصلحة التى تحكم العالم اليوم بدون أى شك وهى الأساس منذ القدم في العلاقات الدولية التى عمادها حيازة القوة والتأثير والفاعلية فى القرار الدولى..ولهذا مقومات عديدة وللموضوعية يمتلكها غيرنا حتى وأن كانت بشكل غير إنسانى.
وساهم سقوط النظام الليبى ورأسه القذافى فى تصدير الأزمات الممتدة لدول الحوار على خلفية تنازع الأهداف بين الرايات والتنظيمات التى تسعى لفرض النفوذ على الأرض وﻻهم لها سوى فرض الهيمنة على مناطق الثروات على الساحل الليبي وبناء كيانات سياسية جديدة غرضها تقسيم ليبيا إلى دويلات يسهل التحكم فيها بعد ذلك.
وقد كان وجود مثل تلك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش أثرا بالغا فى تصدير مشاهد الدم والقتل تحت مزاعم مذهبية والأكثر كارثية التداعيات التى نراها الآن فى المحيط الإقليمى واﻻستراتيحى الذى كانت نتائجه عدم اﻻستقرار والرجوع خطوات إلى الخلف في مسائل الأمن والتنمية التى عمادها احترام الآخر ووضع الخطط والبرامج لذلك.
ومع تلك الأجواء أصبح الهدف الأساسى لحفتر ورجاله هو عودة ليبيا لأهلها وهى مهمة أراها صعبة ويلزمها الكثير من الوقت.
وعلى الدول العربية والأفريقية دور واضح فى مواجهة تلك التنظيمات التى من ضمن أهدافها تمزيق وحدة الدول وخلق حالة من عدم اﻻستقرار التى من شأنها القضاء على حلم التنمية وﻻبد من المواجهة على واقع تنسيق السياسات بين الدول لأن رايات المذهبية وعدم قبول الآخر ستدمر كل شيء.
فهل تعى مصر والدول العربية الدرس وتحاول التعاون وخلق جو من العدالة وتوحيد الجهود للقضاء على تلك الظاهرة الإرهابية التى تتسبب فى انهيار الأحلام والدول.
وليكن معلوما أن ثمن القضاء على تلك التنظيمات سيكون غاليا وغاليا جدا ..والقصد هنا الدماء لأن عند رفع السلاح ﻻ تكون المواجهة إﻻ بالردع الكافى ....حتى تعود الأحلام وخطط التنمية التى غابت أو تراجعت بحكم الأولويات.