حكامنا الأجلاء .. القدس يناديكم .. أين أنتم ؟؟
عنوان المقال ليس دعوة للحرب ضد الكيان الصهيوني الغاشم أو تهكم أو سخرية لا سمح الله من حكامنا العرب .. الجميع نكن لهم وأنا بصفة خاصة أحترم وأبجل كل حاكمنا العرب الأوفياء، منهم والخائنين، بارك الله في أعمارهم وأمد في بقائهم علي كراسي الحكم عقودا طويله من أجل بناء إمبراطوريتهم المسمومة بكلمات فارغة وملفوفة بغلاف الوطنية الجوفاء.
لكنني هنا فقط أوجه رسالة لحكامنا وقادتنا السياسية والإسلامية .. أين أنتم مما يحدث في المسجد الأقصي، أولي القبلتين ؟؟ ولماذا لم نسمع منكم هذه المرة عبارات الشجب والإدانة والتنديد ؟ وهل إنتهي وقت هذه المصطلحات الثلاث أم أنكم رأيتم ان الصمت أفضل ألف من الكلام هذه المرة ؟ ، خاصة أن اصواتكم " بحت" بضم الباء من الإدانة والتنديد والشجب في حق الكيان الصهيوني الذي إنفرد بالشعب الفلسطيني وإستغل إنشغالكم بمشاكلكم الداخلية مع شعوبكم، فتصرف مع المرابطين بالمسجد الأقصي تصرف وحشي بهذا الشكل الذي يخالف كل الاعراف الدولية والإنسانية والقوانين التي صدرت من مجلس الامن والأمم المتحدة والجامعة العربية .
أين أنتم ياعرب مما يحدث الأن في مدينة القدس المحتلة التي تعتبر درة الاماكن المقدسة لدي المسلمين والتي تضم بين جنباتها المسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي الكريم صلي الله عليه وسلم، ولماذا لم يتحرك أبناء الأمة الإسلامية وأن يقوموا بواجبهم تجاه فلسطين عامة، وعاصمتها القدس، وجوهرتها المسجد الأقصى بصفة خاصة، لأنه أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين.
الدفاع عن قضية فلسطين واجب قومي وعروبي واسلامي لانها تضم المسجد الأقصي الذي يدنس الآن بأقدام الصهاينه ، بجانب الوحشية التي استخدمتها أجهزة بنيامين نيتياهو أمام بطولات شباب فلسطين الأعزل، اجبرت كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية علي إستخدام لغة الإدانة للأفعال الصهيونية في ساحة المسجد الأقصي ودعت الكيان الصهيوني المحتل للإنسحاب فورا من ساحة المسجد الأقصي وترك حرية العبادة للاماكن الدينية دون مضايقات وعودة الأمور إلي ماكانت عليه قبل زرع البوابات الألكترونية .
أجهزة الاحتلال الإسرائيلي فشلت في تقدير الموقف وإعتقدت ان المساس بحرمة المسجد الأقصي لن يحرك مشاعر الشباب الفلسطيني او الامة العربية لكنها فؤجئت برد فعل لم تكن تتوقعة ولم تستطع مخابراتهم في قراءة الموقف جيدا خاصة بعد نجاح عملية طعن نفذها شاب فلسطيني، داخل مستوطنة حلميش غرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة وأسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة مستوطنة رابعة رغم حالة التعتيم المتعمد علي هذه العملية إلا أنها لم تستطع إخفاء الحقيقة ونقلت قلق الشارع الإسرائيلي من تكرار هذه العملية مرات قادمة .
كما نجح الإعلام هذه المرة إلي تحرك دبلوماسي سريع من جانب مصر وفرنسا والأردن و السويد ومطالبة الدولة الصهيونية بإزالة القيود المفروضة على ممارسة الشعائر الدينية فى المسجد الاقصي، ودعت الخارجية المصرية إلي ضرورة وقف الإنتهاكات من خلال التشاور الذي جري بين وزيري خارجية مصر والأردن خلال الاتصال والخطوات والإجراءات التى يمكن اتخاذها فى الإطار العربى لمواجهة الأزمة الحالية، وتقييم الموقف من جوانبه المختلفة، وان التصعيد الاسرائيلى ضد الفلسطينيين سيجعل مصر تلجأ إلي مجلس الأمن بشأن القدس مع مطالبتها بوقف إنتهاكات الدولة العبرية فورا.
في الوقت الذي اجتمع المجلس الوزاري الصهيوني المصغر بقيادة رئيس الوزراء " بنيامين نيتناهو" والتي خرجت هذه الجلسة بعدة نقاط اهمها الإبقاء علي البوابات الألكترونية التي زرعها أجهزة الكيان الصهيوني المحتل علي مداخل المسجد الأقصي المبارك، في الوقت الذي اكدت فيه الأجهزة الشرطية في الدولة العبرية بانها لن تستمر طويلا أمام المظاهرات الحاشدة للشباب الفلسطيني الذي كسر كل التقاليد وأظهر بطولات نادرة كعادته عجز حكامنا العرب عن إظهارها للأسف الشديد و امتدت مباحثات ليلية على مدار أكثر من 4 ساعات متواصلة خرجت الشرطة الإسرائيلية ببيان أكدت فيه أنها لن تستطيع الصمود امام حركة الشباب الفلسطيني في الوقت الذي حذرت فيه جهات سيادية من ازالة البوابات الالكترونية بحجة أنه لن يكون من السليم، الإعلان عن إزالتها في الوقت الراهن، 'وإلا سوف يُنظر إليه على أنه استسلام، وسوف يضعف السيادة الإسرائيلية .
ويحسب للشباب المرابض امام الاقصي إلي أنه وضع القيادات السياسية في المنطقة العربية والحاكم العرب في وضع سيئ للغاية وليس بجديد بالطبع مع إصرارهم أو اصرار معظمهم علي إستخدام حالة الطناش لما يحدث علي الأراضي الفلسطينة والمسجد الأقصي بالتحديد وهو الأمر الذي يجعلنا نتسائل او نطرح عدة اسئلة أعتقد انها مشروعه.
- هل سيفيق العرب لنصره القدس الأسير؟
- هل هم سعداء الان وهم يرون ابواب القدس مغلقة وان الأقصى الآن بلا أذان ولا إمام ولا مصلين بسبب اصرار الأحتلال الصهيوني ؟
- هل يتركون الاقصي اسير وهم يرون مخطط استكمال تهويد القدس يمر امام اعينهم ؟
- لماذا لم نسمع ضجيج أردوغان خليفة المسلمين المزعوم الذي تعود علي الصياح المتكرر ولماذا لم يرسل خمسة ألاف جندي الي القدس كما أرسل مثلهم إلي الدوحة لحماية قصر تميم ؟
أعتقد أن هذه الأسئلة مشروعه وتدور في أذهان المواطن العربي الذي يغار علي دينه وأرضه .. فهل سيأتي يوما وسيفيق حكامنا الأجلاء ؟ أم ان أذانهم أصبحت صماء لا تسمع نداء القدس وإستغاثته المتكررة ومحاولات صهيونية جادة لتهويد المدينة المقدسة.