محمد رشاد رافضا «إعادة توظيفه»: قيمة قصر البارون وتاريخه تفرض تركه مزارا سياحيا

قال الدكتور محمد رشاد مدير عام آثار شرق القاهرة إن الدراسات الاستشارية لترميم قصر البارون إمبان استغرقت سنة و3 أشهر، وقام بها مكتب مصر للدراسات الإستشارية.
وأضاف: تضمنت الدراسة كل كبيرة وصغيرة خاصة الرصد والرفع المساحي للأثر وتحديد حالته الإنشائية، وحجم وعدد الشروخ الموجودة وحالة التربة والاساسات، والتوثيق الفتوغرافي وجسات وحفر كشفية أشارت الى إستقرار المبنى إنشائيًا، وتوثيق متكامل للعناصر الأثرية والواجهات والزخارف والمساقط الأفقية للقصر باستخدام المسح ثلاثي الأبعاد ومحطات الرصد المتكاملة، وكل هذا تم تجميعه في مجلد كبير ستتم الاستعانة به أثناء الترميم.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" بمناسبة بدء شركة المقاولون العرب والمكلفة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الآثار في أعمال تطوير وترميم القصر، وذلك وفقًا للبروتوكول الموقع بين وزارة الآثار والهيئة لترميم مجموعة من المباني الأثرية بجميع أنحاء الجمهورية، وبدأت الشركة في تجهيز المعدات اللازمة لأعمال التطوير بعد أن تسلمت كافة المستندات والدراسات الخاصة بالمشروع من المكتب الإستشاري.
وعن تكلفة أعمال الترميم قال إنها تقدر بـ113 مليون جنيه وتستغرق ما بين 12 و18 شهرا، ووجود الإدارة الهندسية للقوات المسلحة في الترميم يضمن الجدية خاصة في المواعيد، وسيكون هناك إشراف مشترك ومتابعة للترميم بين المنطقة الأثرية وإدارة القاهرة التاريخية وذلك لمتابعة النواحي الفنية للترميم خاصة في الزخارف، حتي لا يحدث خطأ وإن حدث ويتم تداركه وتعديله بسرعة، مشيرا إلي أن الدراسة الاستشارية أكدت أن أساسات القصر بحالة جيدة كذلك طريقة البناء ومعدلات الخرسانة والأعمدة.
وتابع: الخطورة كلها في الزخارف والجص والأسقف التي تعرضت كثيرا للماء والشمس والهواء، ما أثر عليها بالسلب، وهو ما يجعل مشروع ترميم البارون صعب خاصة، فيما يتعلق بالزخارف كونها فريدة جدا وليست مصرية "هندوسية وهندية"، لابد من ترميمها ومعالجتها بلا خطأ في شكلها، ولذلك فإن تلك الزخارف هي أكثر ما سيستغرق وقتا في الترميم.
وعن المقترحات المطروحة لإعادة توظيف القصر بعد ترميمه خاصة تحويله لفندق أو مول تجاري، قال "رشاد" إن هناك مقترحات كثيرة لإعادة توظيف القصر، لكن وجهة نظري كأثري أن يتم تركه ليكون مكانا تاريخيا ويتم فتحه للزيارة كمزار سياحي، خاصة أنه لا يوجد مشروع يتناسب مع قيمة وحجم وتاريخ البارون، كما قيل فندق أو مول ومحلات تجارية، لأن هذا سيقلل من قيمته كأثر فريد ليس في مصر فقط بل في العالم كله، وهناك بعض الملحقات للقصر خاصة اسطبل خيول البارون وتاريخه من تاريخ القصر، وتحويله لمركز ثقافي لنشر الوعي الأثري.
يذكر أن تكلفة ترميم البارون تم توفيرها من الحكومة المصرية التي رصدت مبلغ ١.٢٧٠ مليار جنيه لاعمال تطوير وترميم ٨ مواقع أثرية وهي قصر محمد علي في شبرا، واستراحة الملك فاروق بمنطقة أهرامات الجيزة، ومشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة، وقصر الكسان بأسيوط، والمعبد اليهودي بالإسكندرية، والمتحف اليوناني الروماني، والمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
ويعتبر قصر البارون إمبان، تحفة معمارية فريدة من نوعها شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، الذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر، ويقع القصر في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، وتبلغ مساحته حوالي 12.5 ألف متر، واستلهم البارون إمبان بناء القصر من معبد أنكور واتفي في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية واكتمل البناء عام 1911.