اسأل الرئيس وحديث الصدق

كان لي الشرف أن أشارك علي مدار يومين في فعاليات المؤتمر الرابع الدوري للشباب بمكتبة الإسكندرية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد كبير من أعضاء الحكومة وعلى رأسهم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وبمشاركة 1300 من شباب محافظات الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ والغربية وممثلي شباب جمعيات رجال الأعمال وغيرهم، وفي بداية المؤتمر تم الإعلان عن انعقاد مؤتمر دولي للشباب في نوفمبر المقبل تحت عنوان منتدي شباب العالم ويجمع كل شباب العالم في مدينة شرم الشيخ وانطلاق الموقع الخاص به بأكثر من لغة وهو فكرة لتفعيل التواصل بين مختلف شباب العالم وتبادل الخبرات والثقافات وتوجيه رسالة من مصر لنشر السلام والقضاء علي الجهل والعنف من خلال الحوار والتعاون بين شباب العالم.

وبلا شك أن هذه المؤتمرات للشباب هي خطوة إيجابية لدمج الشباب في المسيرة الوطنية الساعية لبناء مصر المستقبل والوصول إلى الدولة القوية الديمقراطية الحديثة القائمة علي المواطنة وسيادة القانون وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، كما تؤكد مدى حرص القيادة السياسية علي المصارحة والمكاشفة الكاملة لكل مشاكل الوطن وتساهم في تأهيل الشباب سياسيا وعلميا واقتصاديا ليصبح فاعلا في المستقبل وإحاطته بالظروف المحيطة بالوطن والمؤامرات الداخلية والخارجية التي تحيكها قوي الشر للنيل من مصر، وأيضا يبرز المؤتمر رغبة الدولة في استيعاب الشباب والاحتكاك المباشر بين الشباب وكبار الدولة، وهو نوع من الشراكة في الحكم وحالة من حالات الديمقراطية، بالإضافة إلى أن عقد المؤتمر كل شهر في محافظة مختلفة يؤكد حرص الرئيس السيسي علي اللامركزية ومشاركة أكبر قدر من شباب الجمهورية في هذه المؤتمرات والاستماع إلى آرائهم وأحلامهم وطموحاتهم ومشكلاتهم.

وتميزت جلسات المؤتمر بحسن التنظيم والالتزام وكان هناك جهد واضح ومشكور من جانب أجهزة الأمن، بالإضافة إلي الجهد الاعلامي الراقي والمتميز من السفير الخلوق علاء يوسف المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، واشتملت جلسات المؤتمر علي موضوعات في منتهي التنوع والجدية ومنها جلسات مصر 2030 والإصلاح الاقتصادي وصناعة الدولة الفاشلة، وكانت جلسة اسأل الرئيس خلال المؤتمر من أهم الجلسات حيث كانت حديث صدق من الرئيس أجاب خلالها علي العديد من الموضوعات التي شغلت الرأي العام والقضايا الجماهيرية منها الخاص بالإرهاب ومشكلة جزيرة الوراق والعشوائيات والتعدي علي الأراضي والإصلاح الاقتصادي وعن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة وكانت كل إجابات الرئيس مباشرة وصادقة.

وكرم الرئيس خلال المؤتمر عددا من النماذج المصرية الشابة الناجحة والمضيئة منهم ياسين الزغبي وهو نموذج للإرادة والتحدي وقصة تحمل الكثير من الأمل والإرادة حيث لم تمثل ساقه الصناعية إلا أن يحقق أحلامه ويهزم المستحيل رغم تعرضه لمصاعب كثيرة واستطاع أن يقهر كل دعاوي الإحباط وخاض عددا من سباقات الدراجات ليكون مثالا للتفاؤل والإرادة وطاف محافظات الوجه البحري بدراجته لتجميع شكاوى المواطنين وتسليمها للرئيس والمسؤولين في المؤتمر والطالبة مريم فتح الباب الأولي علي الثانوية العامة، وهي نموذج لشباب مصر يحتذي به في الجد والاجتهاد والتحدي لظروف اقتصادية ومعيشية صعبة فرضها الواقع عليها ولم تستسلم لها وسطرت سطرا جديدا من سطور قصص النجاح نسجتها نبوغها وتفوقها، وحرص الرئيس علي جلوسهما بجانبه تكريما لهما ورسالة قوية بأن الشاب لايجب أن يقف مكتوف الأيدي أمام الظروف الصعبة والصعاب والتحديات وأنه قادر علي تحقيق المستحيل والطالبة آية طه مسعود الأولى علي الثانوية علي مدارس الدمج والتي تحدت مرض ضمور العضلات وتفوقت بحصولها نسبة 99.3%.

وتعد رسائل الأمل في هذا المؤتمر كثيرة وواعدة ولابد من ترابط وتكاتف وتماسك الشعب المصري مع قيادته للاستمرار في تحقيق مزيد من الاستقرار والإنجازات مهما كان حجم التحديات والصعوبات والمخاطر وعلى رأسها الإرهاب الأسود.