قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إشكالية الإعلام العربي .. الواقع والمأمول


يبدو أن التحديات فى عالمنا العربى أقوى من أن يلتزم العرب بميثاق شرف إعلامي يدعم الوحدة العربية بعيدا عن محاولات الجزيرة لزعزعة استقرار المنطقة لمأرب صهيونية، وهذا ما سطرت عناوينه اجتماع وزراء الإعلام العرب مؤخرا بالجامعة العربية والذى "رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ"، حيث طالبت القاهرة مرارا وتكرارا توحيد الخطاب الإعلامي العربى للبناء وليس الهدم، ولكن بعض الدول تسعى إلى فرض واقعها الإعلامي فى سبيل المصلحة حتى ولو أبرمت اتفاقات إعلامية مع إسرائيل بل تستورد تلك الأدوات من هناك، وآخرها استضافة قيادات الكيان الصهيونى فى قناة الجزيرة القطرية مع منسق عمليات الاحتلال فى الأراضى الفلسطينية "يؤاف بولى مردخاى"، للحديث عن آخر المستجدات فى الحرم المقدسى مؤخرا، ألم تدرك أن هذا الكيان هدفه الفرقة فلماذا تتحالف معه؟ إنها المصلحة بل والأدعى أن تلك الدولة تنشر استثماراتها فى إسرائيل وتدعى الحيادية وتوحيد الصف العربى.

ماحدث فى الجامعة العربية مشهد سيتكرر كثيرا ولن يسفر عن شيء طالما وجود تلك الأيدولوجية المتفردة لوأد أى طموح عربى فى الاستقرار والبناء وتوحيد الكلمة لمواجهة مخططات الغرب والذى يسعد كثيرا بمشاهدة مايحدث على الساحة الإعلامية فى واقعنا العربى.

الرئيس السيسى فى اجتماعه الأخير مع وزراء الإعلام العرب وضع استراتيجية فمن أراد العودة إلى الصف العربى عليه باتباعها وتركزت فى عدة محاور، أبرزها وضع ميثاق شرف إعلامى عربى يلتزم به الجميع، بالإضافة إلى تنفيذ الاستراتيجية العربية للإعلام والتى تتطلب جهدا كبيرا بين كافة الأطراف العربية وتتطلب توحيد الصف العربى فى إطار مكافحة الإرهاب والتطرف وخاصة فى وسائل الإعلام، وذلك لخلق مجتمع عربى قادر على النهوض في تشكيل الوعي الحقيقي للشعوب العربية بما يواجه من تحديات وتهديدات، لاسيما في ضوء الظروف الإقليمية غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة.

وجاءت ردود فعل إيجابية من أشقائنا العرب فى الإمارات والسعودية والبحرين والكويت الداعمين لمصر، ولديهم مواقف مشرفة معنا وسلطنة عمان بقيادة السلطان قابوس ووزير إعلامها الدكتور عبد المنعم الحسنى، والذى تشرفت بلقائه أكثر من مرة التى أعلنت على لسانه صراحة تقديرها الكبير لمصر حكومة وشعبًا وما تبذله من تضحيات جسام في مواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أهمية مواصلة جهود تجفيف منابعه ووقف دعمه والترويج لأفكاره، وأكدت أن هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق الإعلام العربي خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية انطلاقا من الثوابت العُمانية الراسخة لدعم علاقات التعاون العربي وتوطيد الأواصر العربية على كافة المستويات، وهذا ما توافقت به الاستراتيجية العمانية والتى كانت ترتكز على عدم التدخل فى شئون الدول تحييد الإعلام وتوجيهها لتوحيد الصف العربى لا للهدم عكس دول أخرى.

ولكن السؤال هل سيتفق العرب ويسمعون لنداء القاهرة بتطبيق المبادئ الخمس، وهى تنسيق السياسات الإعلامية التنموية بين وسائل الإعلام المختلفة فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف، وعدم الوقوف موقف الحياد عند التغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية والتعامل معها على أنها عدوان على الدولة والمجتمع والتركيز على آثارها السلبية على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب تنظيم حلقات نقاشية وبرامج تدريبية لمعدّي البرامج التليفزيونية والإذاعية في كيفية تناول القضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن القومي، والامتناع عن إعادة بث إنتاج وسائل إعلام المنظمات الإرهابية وتداعياتها، ودعوة وسائل الإعلام إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومواقعهم الرسمية لإقامة الحوارات مع الشباب حول الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية فهل يلتزم بها العرب؟