خالد حنفي والخيوط العنكبوتية

إن الافتراء على الأبرياء جريمة عظيمة وخطيئة منكرة وإن الظن السيئ والتسرع في الاتهام آثاره أليمة في الدنيا والآخرة إذ قال الله تعالى في سورة النور: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ صدق الله العظيم لقد صار الحسد والعداوات الشخصية من الأمور المستشرية التي تبعث على هذه الافتراءات ولقد أصبح سوء الظن في الناس متفشيًا وكم من أعراض قد انتهكت وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.

أن ماحدث مع الدكتور خالد حنفي وزير التموين الأسبق من مؤامرات ودسائس حاكها ونسج خيوطها العنكبوتية زمرة من أصحاب المصالح الخاصة كانت لهم مطالب غير مشروعة وهم ديابة مسعورة وثعابين صفراء كانت تظهر بين الحين والحين في صورة ملك وقادوا حملات من الخفاء لتشويه صورة الوزير أمام الرأي العام ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فقد شاءت إرادة الله أن تظهر براءته التي كانت ليست محل شك ممن تعاملوا معه أو سمعوا عنه أو حتي عوام الناس من البسطاء والغلابة الذين لمسوا مدي نجاحه في توفير رغيف خبز لهم والقضاء علي الطوابير وحصولهم علي السلع التموينية مرتين شهريا لأول مرة من خلال حصتهم التموينية وسلع نقاط الخبز وهذا ما كشفت عنه تقارير الأجهزة الرقابية ومباحث الأموال العامة التى تسلمها جهاز الكسب غير المشروع إلى عدم وجود شبهة كسب غير مشروع أو زيادة طارئة فى ثروته باستغلال النفوذ وكشفت التقارير التى جاءت فى أكثر من 65 صفحة أن الوزير حصل على ثروته التى يمتلكها حاليا من مصادرها المشروعة وهو ما ينفى استغلال نفوذه فى تضخم الثروة وحصوله على كسب غير مشروع فضلا عن براءة الذمة المالية له وأثبت التقارير أن الثروة السائلة والمنقولة والعقارية التى يمتلكها جزءًا كبيرًا منها جاء عن طريق ميراثه من العائلة وسردت التقارير الوظائف التى تقلدها الدكتور خالد حنفي قبل توليه وزارة التموين ومنها رئاسته لجهاز تنمية التجارة الداخلية والتى كان يتقاضاه منها ما يقرب من 25 ألف جنيه شهريا كما عمل كمدير تنفيذى للمعهد العربى للتجارة والبورصات السلعية براتب لا يزيد عن 20 ألف بجانب عمله كاستشارى اقتصادى فى بعض المنظمات المحلية العربية والدولية والوزارات والأجهزة الحكومية حيث كان أحد المستشارين للمشروع القومى للميناء والمنطقة اللوجيستية والصناعية شرق بورسعيد ومشروع محور قناة السويس اللوجيستى كما تسلم جهاز الكسب غير المشروع خطابًا من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى والذى تضمن مفردات المرتب الذى كان يتقاضاه الدكتور خالد حنفى أثناء عمله عضوا بهيئة التدريس بالأكاديمية وعميد كلية النقل الدولى واللوجيستيات بالأكاديمية العربية بالإسكندرية على ما يقرب من 6 سنوات والتى كان يتقاضى فيها مرتب يتعدى الـ100 ألف جنيه وإن هيئة الفحص والتحقيق بجهاز الكسب غير المشروع تسلمت من مجلس الوزراء إقرار الذمة المالية الخاص بالوزير والذى تبين مطابقته مع مصادر دخوله.

كما أوضحت التقارير الرقابية أن إدارة فندق الذى كان يقيم فيه وزير التموين خالد حنفى منحته تخفيضًا على الحساب الذى كان يقوم بدفعه للفندق كباقى النزلاء لأنه كان يقيم فى الفندق تحت بند إقامة طويلة المدى بشروط وتخفيضات خاصة بلغت نحو 11 ألف جنيه شهريا شاملة 25.44% ضريبة وأنه تم إجراء تخفيضات له وفقا لهذه الإقامة الطويلة كباقى النزلاء وأضافت التقارير أنه كان يقوم بدفع حساب إقامته بالفندق باستخدام بطاقة الفيزا كارت مشيرة إلى أن البطاقة كان يتم تغذيتها بالأموال من إدارة شئون العاملين بمجلس الوزراء وأحيانًا عن طريقه شخصيا دون وجود شبهة فى ضخ أموال أكثر من الأموال التى كان يحصل عليها من مصادر مشروعة كما أوضحت التقارير الرقابية أنه لم يتم ثبوت أى وقائع فساد ضد الدكتور خالد حنفى فى قضية فساد القمح سواء فى التقارير الواردة للجهاز أو التحقيقات التى تجرى بشأن تلك القضية.

وللعلم كان العالمون ببواطن الأمور وعلي كافة المستويات يعلمون أن هناك مؤامرة علي الدكتور خالد حنفي بهدف الإطاحة به واستطاعوا تعبئة الرأي العام بمعلومات سلبية تجاه الوزير بما ليس فيه مما اضطر الى تقديم استقالته ولذا قام مجلس الوزراء ولأول مرة بتقديم الشكر له والثناء علي الجهود التي بذلها خلال توليه الوزارة والنجاحات التي حققها ولم يحققها أي وزير تموين قبله وهي رسالة غير مباشرة من مجلس الوزراء للرأي العام بألا تصدقوا هذه الحملة الشعواء ضد الوزير وأنه من أنجح الوزراء.

ولذا لابد أن يكرم الدكتور خالد حنفي علي أعلي المستويات وهو أقل واجب لرد اعتباره بعد ماتعرض له في سمعته وما قدم من نجاحات متفردة وهي منظومة الخبز والتي تحسب من إنجازات الرئيس السيسي والذي وضعها البنك الدولي في أدبياته وأقام احتفالا للوزير في مقر البنك بواشنطن وهو أول وزير مصري يحظي بهذا الشرف ولابد من الاستعانة به في موقع مسئولية للاستفادة من خبراته وأفكاره التي هي دائما خارج الصندوق بدلا المنظمات الدولية والمؤسسات العالمية التي تتسابق حاليا للتعاقد معه للاستفادة من أفكاره وبعد ذلك نشتكي من هجرة العقول.