قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كبير الأثريين يكشف العلاقة بين حج مكة والعرابة المدفونة بسوهاج قبل آلاف السنين .. صور

0|علاء المنياوي

قال مجدى شاكر كبير أثاريين وزارة الآثار، إنه يهل علينا بعد أيام قليلة الحج،حيث تخرج ملايين المسلمين من كافة الأجناس قاصدين بيت الله الحرام فى مكة لأداء فريضة الحج ومافيها من طواف وسبعة أشواط ووقفة عرفات، مشيرا إلي مفاجأة مفادها أن أجدادنا المصريين عرفوا الحج،وكانت لهم بعض المناسك المشابه لتلك التى يمارسها المسلمين.

وتابع: لم تنقطع فكرة الحج فى عهد المسيحيين، ففكرة الطواف والملابس والتحلل كل ذلك مارسه المصرى القديم رغم اختلاف المعتقد،حيث كان المصرى دائما البحث عن سبب وجود العالم،وعرف أن هناك قوة عظمى هى التى تدفعه وظل يبحث عنها ويحاول التقرب لها بمختلف الطرق، وإن أخطأ فى بعض الأحيان حتى أنعم الله عليه بالرسل ليدلونه على هذه القوى العظمى.

وأوضح أنه لم تعرف الكتابة المصرية القديمة كلمة محددة تشير لمفهوم الحج،رغم أن هذه الرحلة كانت من أهم أمنيات كل مصرى وكانت تصور كمنظر أساسى فى معظم المقابر لكل الطبقات،وكانت رحلة الحج تتم لمنطقة العرابة المدفونة فى محافظة سوهاج،وذلك لوجود معبد"خنتى أمنيتى"أمام الغرب وعالم الموتى ويقع على الطريق المؤدى لمقابر الملوك وقبر أوزوريس.

وأشار إلي أنه كانت أعز أمنية لكل مصرى أن يدفن أو على الأقل يزور هذا المكان،ليتلقوا هدايا الألهه من قرابيين وبخور وليضمن لنفسه مكانا بين المتميزين من الموتى ويشارك فى أعياد أوزير،ورغم أن غالبية الشعب المصرى كانت ذات دخل لا يسمح بوجود فائض تكفى نفقات الحج المرتفعة،لذا كان بعض الموظفين يستغلون فرصة تكليفهم بمهام رسمية بالقرب من أحد المراكز الدينية،ليقوموا بتحقيق تلك الأمنية العزيزة بزيارة المكان وترك لوحة أو نقش لدى المعبود لينول البركة،وعندما يعود يشيد لوحة يثبت بها ذلك ويضعها فى مقبرته.

وقال: كان المصرى يهتم بيوم الدفن مثل اهتمامه بإختيار مكان القبر،ولا توجد مدة محددة تفصل بين الوفاة ويوم تشييع الجنازة،والذى كان يتأخر بسبب رحلة الحج لأبيدوس، حيث كان يوضع تابوته فى وسط قارب مزين وبجواره نسوه من أقاربه يندبن ويولولن،ويقف كاهن ليقدم له القرابين ويحرق البخور أمام المومياء،وأمام ذلك قارب آخر به عدد من النساء يولولن فى اتجاه الجثة وقارب أخر للرجال ورابع لزملائه وأقاربه.

وأوضح أن موعد رحلة الحج كان اليوم 8من الشهر الأول من فصل الفيضان،حيث كانت إحتفالات أوزير تجرى فى الشهر الأول الفيضان،ويتواكب مع عيد أوزير الذى يستمر من الثامن من الشهر الأول الفيضان حتى يوم السادس والعشرون من نفس الشهر والليلة الكبيرة فى يوم ٢٢من نفس الشهر.

واستطرد: بجانب الحج لأبيدوس كانت هناك زيارات لبوتو وسايس وهليوبوليس وكلها مدن لها قدسيتها وكانت لها مقاصير تشارك فى عيد أوزير،وبعد العودة والأنتهاء من رحلة الحج كانت المراكب تعود للشاطئ الغربى،وتبدأ رحلة تشييع الجنازة بوضع التابوت على زحافة تجرها اربعة ثيران،لتجرى لها طقس فتح الفم وصب الماء أمامها،ويتخلل ذلك ولولة الزوجة وهى تحتضن مومياء زوجها وكانت احيانا ترافق كل هذا الراقصات والمغنيات للموكب.

وكشف أنه بدراسة الملابس المستخدمة في الحج الأسلامي والفرعونى،فإنه تعتبر الملابس جزء مهم من المناسك الأسلامية،وهي ذات اللون الأبيض وهي نفس الملابس المستخدمة في مناظر الحج الفرعوني إلي منطقة أبيدوس،ومدون الكثير من هذه المناظر علي جدران المقابر سواء الأفراد أو النبلاء،حيث إعتبرت مناظر رحلة الحج شيئا حرص المصري على تسجيل مناظرها على جدران مقبرته

واللون الأبيض له الكثير من الدلالات من حيث الصفاء والتسامح والتقوي والورع والسمو والغفران من الذنوب،والأبيض فى الهروغليفية(حدج) في حين كلمة الحجاز مكونة من( حدج آذ)،وكلمة آذ تعني خطوة أو الضياء والنور،وبذلك تكون كلمة الحجاز تعني الخطوة البيضاء أو الخطوة ذات الضياء(ومازالنا نقول مكة فيها جبال النور طلة على البيت المعمور)كما تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم.

وقال شاكر أنه في الحج الإسلامي يقوم الحجاج بتغطية الكتف اﻷيسر ويحتوي علي القلب،وبالفعل هناك مناظر الحج الفرعونية تظهر تغطية الحجاج الكتف اﻷيسر دون الكتف اﻷيمن،وربما لما يحمله اللون الأبيض من قيم عالية،وأن الجانب اﻷيسر من الجسد الذي يغطيه الحاج يحتوي علي القلب،وأن الله في هذا اليوم يريد أن يغفر للحجيج جميعا،لذلك يريد أن يراها بيضاء مثل اللون اﻷبيض الذي يغطي القلب والذي يكون منبع الغل والحقد كما هو أيضامنبع من الخير واﻷحسان.

واستطرد: لذلك يغطي كل الحجيج الكتف اﻷيسر لأن الله يريد ان يرى كل القلوب بيضاء وهو غافر عما بداخلها من الشرور،وإعتبر الفراعنة أن القلب هو أهم ما يزين اﻷنسان ويجمله،ويدخل في أسماء الملوك ويأخذ صفات من الجمال وسمي (أيب)،وكانوا يصفون شخصا بأنه طيب القلب أو ذو قلب طيب،ووكلمة طيب أو طيبة هي(نفر)،وكان صغار السن في الجندية هم النفرو تعني الجمال أو الناضجون،ولمكانة القلب كان يحنط وكان يركن له ويعتبر حجة علي صاحبه أثناء محاكمة الموتي الفرعونية.