الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معاشرة الوداع!!


فتوى غريبة.. تقشّعِرُ منها الأبدان.. أحدثت حالة من الجدل عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعدما أطلقها أحد أساتذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تُفتي بجواز معاشرة الزوج لزوجته الميّتة.

ولم يكتف أستاذ الفقه بالفتوى وحدها، بل أشار إلى أنه لا يُعَّدُ "زنا" ولا يقام على الزوج الحد أو أي عقوبة، لأنها شرعًا أمرٌ غير محرم، والفعل الحقيقي أنها زوجته.. هذا ما أفتانا فيه الرجل!!!

لكن ردًا على هذه الفتوى الغريبة، أعلن عدد من أساتذة الأزهر رفضهم لهذه الفتوى، معتبرين أنها فتوى ضالة وتتعارض مع حرمة الموتى، وصيانة أعراضهم، وأنها فتوى مخالفة ويجب محاسبة من أصدرها.

من جانبه، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن بعض الفتاوى غير رشيدة وغير حكيمة تصدر دون فهم أو وعي أساءت للدين الإسلامي.

وأضاف وزير الأوقاف خلال افتتاحه لمعسكر تدريب الأئمة بالأقصر أمس الأول، السبت: "للأسف لو أتينا بأعدائنا ليسيئوا لديننا ما بلغوا معشار ما تفعله الجماعات المتطرفة"، وضرب الوزير مثالًا بما أثير مؤخرا حول حكم جماع الرجل لزوجته المتوفاة قائلا: "بالذمة ده كلام في بني آدم عنده حس إنساني يمكن أن يفكر في جماع سيدة ميتة يا ناس اتقوا الله".

وقد أحالت جامعة الأزهر الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، للتحقيق معه بعد إصداره فتوى تحلل معاشرة الزوج لزوجته الميّتة.

وقال الدكتور أحمد حسني، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن الجامعة ستستدعي صبري عبد الرؤوف للتحقيق فيما نسب إليه وإلى أي دليل استند في فتواه التي أثارت جدلًا مؤخرًا.

وصاحب الفتوى (صبري عبد الرؤوف) لم يكتف، بل دافع عن فتواه وفسّرها من جهته في تصريح: "إن الأمر حلال لأنها زوجته شرعا، وحين عاشرها هنا لم يرتكب إثما أو ضررا، وشرعا له الحق أن يغسّلها ويكفنها ما يعني أنه يقوم بلمسها، فهو أمر حلال، لذلك لم تعد هناك أي مخالفة شرعية، ولكنه أمر غير محبب اجتماعيا".

وأوضح صبري عبد الرؤوف أن من يقوم بالمعاشرة حالات نادرة، وقد يكون له ضرر له شخصيًا يتسبب بأمراض، ومن يقوم بذلك يسمى معاشرة الوداع، ولكنها أمر غير مخالف شرعًا وحلال له، ولكنه غير مألوف إنسانيًا، وهذا الفعل تعافه النفوس.

والله إنني أتعجب من هذه الفتاوي وأصحابها، فحينما تخرج الفتاوى الشاذة من أصحاب الفكر المتطرف فهذا أمرٌ طبيعي، ولكنها لمّا تصدر من أُناس بعضهم محسوب على أهل العلم فهذا كارثي بالفعل، ومن وجهة نظري، من يفعل ذلك فهو إنسان بلا قلب، بدون مروءة أو إحساس وإذا لم يكن لذلك حد فمن يفعل ذلك لابد أن يجد من يجابهه بالعقل والمنطق، فلا يوجد منطق أو مجرد لحظة تفكير واحدة في أن الإنسان من الممكن أن يعاشر ميتا، وإنني لأعجب من أمر لن يصدر من حيوان، فما بالك بالإنسان، الذي ميّزهُ الله بالعقل!!

من كل قلبي: بالله عليكم يا علماء الأزهر، أفتونا فيما يفيدنا، ألهذا الحد وصلنا إلى توافه الفكر، ألا توجد قضايا أكثر أهمية تفيد المسلمين هنا وهناك، لقد سئمنا تطرف الإسلام، فالإسلام لم يكن يوما منفرًا، بل دين يسر وجميل ولا يحض على البغض والكراهية، ألم يكفكم ما أصاب الإسلام من أضرار؟ ألم يكف ما أصاب أمة محمد جميعها؟ نستحلفكم بالله! إن بعض الفتاوى غير رشيدة وغير حكيمة، تمامًا كما قال وزير الأوقاف، وتصدر دون فهم أو وعي أساءت للدين الإسلامي.. يا ناس اتقوا ربكم.. يا رب أعنا على هذا البلاء!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط