آلاف الكويتيين في مظاهرات حاشدة.. الشرطة فرقتهم بالقنابل المسيلة للدموع..والداخلية تتبعتهم بـ "هليكوبتر"

يبدو أن الربيع العربى "سيطول" الكويت..فقد خرج آلاف الكويتيين في مظاهرات حاشدة مساء اليوم الأحد دعت إليها المعارضة رداً على إعلان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بإجراء تعديل جزئي للقانون الانتخابي المثير للجدل.
واحتشد المتظاهرون أمام قصر العدل بوسط العاصمة الكويت وتحركوا باتجاه مقر مجلس الوزراء ورددا هتافات "الله واحد ونرفض نرفض الصوت الواحد".
وذكرت وسائل إعلام كويتية أن قوات الشرطة فرقت المتظاهرين باستخدام الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، وحالت دون توجه المظاهرات إلى أبراج الكويت.
وأضافت أن قوات الشرطة استعانت بطائرة هليكوبتر للتحليق فوق المظاهرات لتحديد مسارها بدقة، وإعطاء التعليمات الكفيلة بتفريقها.
ودعت المعارضة الكويتية على مواقع التواصل الاجتماعي أمس السبت إلى مظاهرة اليوم تحت عنوان "مسيرة كرامة وطن" تنطلق من دوار الساعة مروراً بقصر نايف وقصر العدل وصولاً إلى ساحة التغيير مقابل مقر مجلس الوزراء.
وجاء في بيان أصدرته قوى المعارضة عقب اجتماعها أمس السبت في ديوان رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون أحد أقطاب المعارضة- أن "محاولة السلطة تعديل الدوائر الانتخابية "انقلاب جديد على الدستور".
وفي المقابل أعلنت وزارة الداخلية السبت أنها لن تسمح مطلقاً بتنظيم أية اعتصامات أو تجمعات أو الخروج بمسيرات وجلسات أو مبيت في أي مكان خارج نطاق الساحة المقابلة لمجلس الأمة.
وقالت الوزارة في بيان إنه "حتى لا يكون أحد فوق القانون أيا من كان فإن الوزارة تهيب بجميع المواطنين بأنها لن تسمح مطلقا بتنظيم أية اعتصامات أو تجمعات أو الخروج بمسيرات وجلسات أو مبيت في أي مكان وأيا كان مدتها خارج نطاق الساحة المقابلة لمجلس الأمة المخصصة لحرية التعبير السلمي عن الرأي لمن شاء من المواطنين وحدهم دون سواهم أيا كانت الأسباب والمبررات والدوافع".
وأضافت أن "أي مظاهر للشغب والعنف والتحريض على الإثارة والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة والمصالح العليا لأمن البلاد سوف يجابه بكل الشدة والحزم".
وقررت الحكومة الكويتية- في اجتماع استثنائي السبت- الموافقة على تعديل المادة الثانية من قانون الانتخابات لتغيير طريقة التصويت، بحيث يصبح للناخب اختيار نائب واحد بدلا من أربعة، وتحديد موعد الانتخابات في الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل، لكن المعارضة دعت المواطنين لمقاطعة الانتخابات ترشيحا وتصويتا.
ويقسم القانون الانتخابي المعمول به حاليا الكويت إلى 5 دوائر انتخابية تنتخب كل منها 10 نواب، وينص على أنه يحق لكل ناخب التصويت لـ 4 نواب كحد أقصى .
وتعتبر المعارضة هذه القرارات محاولة من "الحكومة للتحكم في نتائج العملية الانتخابية التي أسفرت عن فوز أغلبية من المعارضة في انتخابات فبراير 2012 قبل أن يتم حل مجلس الأمة بحكم من المحكمة الدستورية.
وقضت المحكمة الدستورية العليا في يونيو الماضي بحل برلمان 2012 الذي هيمنت عليه المعارضة الإسلامية وإعادة برلمان 2009 الموالي للحكومة بسبب مسائل إجرائية، لكن برلمان 2009 فشل في عقد جلساته مرتين على التوالي لعدم اكتمال النصاب وهو ما جعل أمير الكويت يحله في السابع من أكتوبر الجاري.
وأكد أمير الكويت في خطابه الجمعة الماضي أن تعديل الدوائر الانتخابية يهدف "لحماية الوحدة الوطنية وتعزيز الممارسة الديمقراطية ويحقق تكافؤ الفرص والتمثيل المناسب لشرائح المجتمع".
وقد قال شهود عيان من رويترز إن الشرطة الكويتية استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق محتجين حاولوا تنظيم مسيرة يوم الأحد احتجاجا على التغييرات التي أدخلت على قوانين الانتخابات والتي ترى المعارضة أنها تخدم المرشحين الموالين للحكومة.
وقال الشهود ان المتظاهرين تجمعوا في مناطق مختلفة من العاصمة لتنظيم مسيرة الى مقر الحكومة وطوقت الشرطة بعض الاحتجاجات وأمهلت المحتجين بضع دقائق للتفرق ثم أمطرتهم بقنابل الغاز وقنابل الصوت وتابع الشهود انهم رأوا عدة مصابين لكنهم لم يحددوا عددهم.