ليلة الخميس

علي مدار عشرات السنين يعتبر المصريين يوم الخميس من أهم الأيام فرحة وبهجة وينتظرونه ،لأنه يأتي في نهاية أسبوع عمل ويعقبه يوم راحة وهو يوم الجمعة، مما يكون فرصة للاستجمام والخروج والنزهة مع الأسرة أو الأصدقاء للاستمتاع والراحة.
وهناك من يفضل الجلوس في المنزل وسط أولاده ومتابعة برامج التليفزيون، كما أنه من المعروف لدي المصريين أن يوم الخميس هي غالبا ليلة حميمية بين الأزواج، ولكن ابت الحكومة الرشيدة أن ينعم المصريون بهذا اليوم وقررت أن تكون كل قرارات النكد الحكومي وهي قرارات الزيادة في الأسعار ليلة الخميس دائما وعلي سبيل المثال لا الحصر الزيادة في أسعار المواد البترولية مرتين خلال 8 أشهر وزيادة أسعار ما يصل إلى 3 آلاف صنف من الدواء وزيادة أسعار الكهرباء وزيادة تذكرة المترو وزيادة تعريفة الركوب في أتوبيسات النقل العام وتطبيق ضريبة القيمة المضافة كبديل لقانون الضريبة العامة على المبيعات وزيادة أسعار مياه الشرب، أضف إلى ذلك تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه وتجاوز الدولار 17 جنيها وكان آخر قرار اتخذ برفع الأسعار يوم الخميس هو قرار ارتفاع أسعار كروت شحن التليفون المحمول بنسبة 36%.
ولذا حولت الحكومة يوم الخميس من يوم فرحة إلي يوم غبرة ومن ليلة حمراء إلى ليلة سوداء وأصبح المواطن المصري لا ينتظر يوم الخميس إلا بكل توجس وخيفة خشية من أي قرارات تنكد عليه وتصيبه باكتئاب من حكومته الرشيدة، بدلا من أن كان ينتظرهذا اليوم للاستعداد للفرحة.
ولكن الحقيقة التي لا يعلمها المصريون وتغيب عنهم أن كل قرارات الحكومة بزيادة الأسعار تتعمد تعلنها يوم الخميس لان ذلك يصب في مصلحة المواطن حيث يصاب بحزن وغم مما يكتئب ولا يخرج من البيت للنزهة وذلك توفير لأمواله وايضا حالة الحزن يعقبها انهيار في الأعصاب فلا يستطيع القيام بواجباته مما يحافظ علي صحته وفي نفس الوقت التقليل من الانجاب، ولذا لابد أن نقول كلنا في نفس واحد إحنا اسفين يا حكومة وتعيش الحكومة وبنشكرك علي كل قرارات الخميسية التي تصب دائما في مصلحتنا.