الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعليم والثقافة الجنسية


منذ أيام قلائل، فى أحدى براج التوك شو الذى يقوم بتقديمه الإعلامى المتميز عمرو أديب، عرض تقريرا من أحدى مؤسسات استطلاع الرأى الأجنبية غير المعلومة بالنسبة لى ، وعرض علينا أحصائية توضح أن القاهره رقم واحد من ضمن عشر بلدان فى التحرش بالمرأة.

 وبعيدًا عن التحليل العلمى الذى من المفترض أن يتم ، وعدم تضمنه لبقيت النسب فى بعض بلدان العالم المتقدم وعواصمه ونسب التحرش بها وإهانة المرأة والعدوان عليها ، بعيدًا عن كل هذا ، دعونا نركز فى مأل إليه مجتمعنا فى الوقت الحاضر من تدنى للثقافه الجنسيه ، والنظره المتدنيه لفهوم الجنس فى مجتمعنا ، وما ونقوم به فى مدارسنا لتعليم أبنائنا الطلاب من مفاهيم عن الثقافة الجنسية.

وهنا أطرح سؤالا مهما، هل من المناسب تعليم الثقافه الجنسية للأبناء فى المرحله الأبتدائية ؟

وهنا أرجع لمرجع للتعليم الجنسي يطلق عليه ، دليل سيكاس للتعليم الجنسي الشمولى، حيث يتم النظر لفكرة البدء فى التعليم الجنسي فى الخامسة من العمر وكأنها مسأله بديهية لا تقبل الجدل ، حيث ترى سيكاس ضرورة بدء التعليم الجنسي للأطفال فى المرحلة العمرية من خمس الى ثمانى سنوات ليشتمل على معلومات حول الأستمناء والأعضاء التناسلية والمثلية الجنسية والأيدز والتحرش.
 
ولكن هل من الحكمه ان يبدأ تعليم جنسي على نموزج سيكاس فى بداية التعليم المدرسى ؟ ويختلف العديد من علماء النفس ويحذرون من أن التعليم الجنسي فى فتره الكمون وهى الفتره الممتدة من سن السادسة الى المراهقة، قد يكون شديد الضرر.

 حيث يكون الطفل فى تلك المرحلة غير مهتم بالامور الجنسية ، كما أن مرحلة الكمون تعطى للأبناء فرصة لتنمية العلاقات واكتساب الصدقات ، وهذا الأمر يعوق تطور الشخصية أو يشوهها، وبالنظر إلى حال أولياء الأمور وأبنائنا فى المدارس ، وارتفاع نسب التحرش الجنسي، والاغتصاب، وتفشي الاضطرابات الجنسية
أجد أننا جميعا نحتاج أن تعرف على الثقافة الجنسية من خلال الحب.

 فالحب فى المرحلة العمريه لابنائنا فى المرحلة الابتدائية على قدر كبير من الأهمية، بل وربما أكثر أهمية من تناول حقائق عن الجنس والتناسل والإيدز والتحرش، فأجد أن التركيز على الحب الحقيقى داخل منازل هؤلاء التلاميذ والكيفية التى يعبرون بها عن حبهم للأم وللأب وللأخوة وللأصدقاء وللأهل ، فلابد أن نزيد من معارف الأبناء أن النزوع الى أن تحب وتكون محبوبًا هو غريزه إنسانية.

لابد من توجيه أسئلة تحث على التفكير ، على أيد متخصصين فى المجال النفسي فى حصص وبرامج داخل الفصول الدراسية، لتزويد التلاميذ بالمفاهيم الصحيحة عن الثقافة الجنسية من خلال التعاطف والمحبه والإيثار والأمانه والصدق وليس التعبير عن ذلك من خلال المشاعر فقط بل من خلال الأقوال والأفعال أذا أردنا التعامل مع الثقافه الجنسيه وتعليمها لابنائنا فعلينا التعامل مع الأخلاقيات، لانك من المؤكد أن تحب شخصأ لا تحترمه، وأن حبنا للأشخاص يتوقف على تقيمنا لأخلاقه وتصرفاته.
 
علينا أن نهتم بالتعليم الجنسي داخل مدراسنا من خلال فتح الحوار وإطلاق العنان للأفكار كى تنطلق، علينا ان نكون على قدر المسؤلية وقدر من مواجهة أنفسنا، أن هناك مفاهيم كثيرة مغلوطة وغير صحيحة لابد من تصحيحها، وتربية أبنائنا على التعبير الحر والتفكير خارج الصندوق ، علينا نحن كمربين وأباء وأمهات أن نفرق بين الحياء وبين الثقافة والعلم فى الأمور الجنسية، حتى ننشئ جيلا متوازنا نفسيا وجسديا وعاطفيا وجنسيا
متى تهتم مؤسستنا المهتمه بالنشئ بالثقافة الجنسية؟

لتفادى الاضطرابات الجنسية والأمراض اللأخلاقية التى تفشت فى المجتمع، وأصبحت تتخطى كونها ظاهره بل أصبحت مشكله تعانى منها الكثير من الأسر المصرية والسبب يرجع لاضمحلال الثقافة الجنسية فى مدراسنا ولدى القائمين على تربية أبنائنا.. وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط