الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعديل سلوكيات المجتمع بالتعليم وقوة القانون


يمر المجتمع المصرى فى الوقت الراهن بمرحلة من أخطر مراحل بناء المجتمع الحديث، مجتمع الحداثة والتطور والإنتاج والبناء والعمل، بناء مجتمع قائم على مؤسسات قوية، كالقاطرة تدفع عجلات المجتمع تتحرك للأمام، تعمل القيادة السياسية فى الوقت الراهن بنموذج مختلف لم نعهده من قبل، نستشعره فى لغة الخطاب السياسي، ونستشعره أيضًا على أرض الواقع.

نرى منذ فترة تغير لغة العالم، خاصة الدول الكبرى، فى حديثها عن مصر وأهميتها فى قلب العالم العربى، يتحدثون عن مكانتها وعن قوة شعبها، نرى إنجازات متعددة منها شبكة الطرق وإدارتها، العاصمة الإدارية الجديدة، إعادة فتح المصانع المعطلة، وإنشاء مصانع جديدة، ومحطات لتوليد الكهرباء، وإنشاء محطة الضبعة النووية، وقناة السويس الجديدة كمحور هام للتنمية، وإعادة هيكلة السكة الحديد بالاتفاق مع الشركات الكبرى العاملة فى هذا المجال، وتسهيل الإجراءات الحكومية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وإنشاء مدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالى، وإنشاء قواعد عسكرية فى المنطقة الغربية، وتسليح الجيش بالعديد من الفرقاطات والأسلحة المتطورة، أصبحنا نسمع عن القبض على مسئولين كبار متلبسين بقضايا الفساد وتطهير الجهاز الإدارى للدولة من الفساد، والعمل على تعميم الحكومة الذكية فى جميع مؤسسات الدولة، وغيرها من الإنجازات المهمة لأبناء دولة عصرية حديثة تواكب الأمم والشعوب من حولها.

وما يشغلنى ويشغل غيرى من بنى جيلى ومن هم مهمومون بقضايا الوطن والتطلع لمستقبل أفضل، نجد أنه مازال السواد الأعظم من المجتمع المصرى يحتاج لإعادة تشكيل وعيه وسلوكه لمواكبة التعامل مع التطور الذى يحدث على أرض الواقع.
 
أجد أن هناك بناء مساكن جديدة وعاصمة إدارية وطرق وكبارى ومبانٍ إدارية وحكومة ذكية، وجذب للاستثمارات الأجنبية، ولكنى أتساءل أين التعليم والتدريب ونشر الوعى والثقافة، للتعامل بشكل احترافى مع تلك الإنجازات للنهوض ببلدنا الغالى، أين التغيير فى التعليم والمناهج والقائم بعملية التعليم، أين تغيير عقلية العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة كى يواكبوا تلك التطورات والتعامل معها بشكل جاد ومهنى.

وأرى من خلال وجهة نظرى المتواضعة أن بلدنا فى الوقت الحاضر، يحتاج إلى كل العقول والأيادى لبناء هذا الوطن، والحكومة مطالبة بنشر التعليم الجيد لأبنائنا فى المدارس والتدريب والوعى والثقافة والمعرفة بين الفئات المختلفة فى المجتمع، لأن تغيير السلوكيات السلبية وتعديلها يبدأ بما يعرف بالغزو المعرفى والفكرى، ثم يأتى القانون وفرض الغرامات والعقاب الفورى لكل من يخالف الآداب العامة واللوائح والقوانين بشكل يمنع التحايل، قانون رادع لا تهاون ولا تساهل فى تطبيقه، قانون مرورى رادع لا تفرقه فيه بين أبناء المسئولين والمواطن العادى، قانون لمخالفات البناء لا هوادة فيه، قانون لآداب وأخلاقيات الشارع المصرى واحترام حرمة الطريق وحرية الحركة، وتطبيق قوانين البيئة والتعدى عليها سواء التلوث الهوائى أو البصرى أو الضوضائى أو الأخلاقى.

أرى عندما يتم تفعيل تلك القوانين بشكل حازم وجاد على الكبير والصغير، سوف تصبح سلوكيات المصريين عادة إيجابية اعتدنا عليها، كما اعتدنا على مر العصور الماضية السلوك السلبي من اللامبالاة والاتكالية والأنامالية وغيرها من السلوكيات الهدامة، وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط