الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المصريون وتكرار السلوك الإيجابي


منذ خمسين سنه مضت ، حدثت تغييرات كبيره وهائله فى العلوم النفسيه وتفسير السلوك الانسانى ، حيث أقرت جميع النظريات السلوكيه ، بأن الناس جميعا يتأثرون بالدوافع الداخليه والأحداث والمواقف الخارجيه ، حيث أشار عالم النفس الشهير "سكنر" الى أن السلوك لا يتكرر إلا إذا تم تعزيزه من الخارج.

وذكر عالم النفس" واطسون " ان الوسيله الوحيده للتغيير هى إعادة صياغة الفرد من خلال تغيير بيئته ، كى تنشأ لديه عادات جديده ، وكلما تغيرت بيئة الفرد وعاداته تغيرت شخصيته.

ومن خلال منظور علم النفس نجد أن للحرية المجتمعيه والفكريه والثقافيه علاقة وطيده بالعمليه الابداعيه، فالمجتمعات التى تهيئ جوًا عامًا من الإنفتاح للخبرات والتحديث فى المفاهيم هى التى تهيئ أفضل سياق للإبداع والعكس صحيح ، إذ إن جمود الفكر والضغوط المجتمعيه التى تؤكد على التطابق والالتزام بالطقوس الجامده يعوق العمليه الإبداعيه.

وبالنظر الى ما تمر به مصر فى تلك الحقبه الهامه فى رسم ملامح واستراتيجيات البلد وخطتها المستقبليه للنهوض بمصر على كافة الأصعده ، نجد منذ أيام قلائل افتتاح منتدى شباب العالم بمدينة السلام شرم الشيخ ، حيث أثبت الشباب المصرى للعالم كله ، قدرة مصر المتمثله فى شبابه على تحدى الصعاب ، وقدرة الشباب على استيعاب حضارة مصر واجترارها فى الأوقات المناسبه ، حيث عبر الشباب عن المخزون الحضارى وأنهم حقًا أحفاد بناة الأهرام.

أكد لنا الشباب فى تلك الأيام الخمسه الماضيه ، قدرته على تغيير صورة مصر أمام العالم ، جذب الأنظار الى مصر ، وضع الاعلام العالمى فى مأزق وأثبت له خطأ ما يبث فى وسائل اعلامه ،أثبت للعالم أجمع ان مصر قادره بشبابها على التحدى وتخطى الصعاب ، أعاد للمصريين الروح الايجابيه ، وان مصر تمر بمرحلة التطور والبناء ، أثبت للعالم أن مصر استعادت مكانتها ولكن فى هذه المره استعادت مكانتها بشكل وأسلوب مختلف ، شكل حضارى يواكب التطور والتقدم الذى سبقتنا اليه بعض الدول ، شكل قائم على التنظيم والاعداد الجيد ، والتنسيق بين الجهات والمؤسسات المختلفه بالدوله ، من حيث التأمين وجودة الوسائل المستخدمه داخل القاعات من حيث الاضاءه والصوت والتصوير والتنظيم لشكل القاعات والمنصه والتنسيق والتنظيم داخل أروقه المنتدى وبين المتحدثين والارتقاء بلغة الحوار ، ومن حيث المضمون ، الافلام التسجيليه المبهره ، وأداء الشباب وأفكارهم المتنوعه والخلاقه ، وحفاوة استقبال الشباب المصرى للشباب من مختلف جهات العالم ، تحدث الشباب بلغه واضحه وثابته وبطلاقه لغويه تدل على حسن الاستماع والتعلم ، أثبت الشباب المصرى ، رغبته واصراره على التغيير قولًا وفعلًا.

أكد لى المنتدى ، أن مصر تسير على الخطى السليمه ، نحو تحقيق استراتيجيه مدروسه ورؤى مستقبليه معلومه ، كما اتضح لى أن البيئة المشجعه الحاضنه تخلق حقًا سلوكأ ايجابيا ، ومع التأكيد والاستمراريه تجاه التشجيع والانفتاح على العالم من حولنا ، سوف تتكرر السلوكيات الايجابيه للمصريين وسوف تصبح عدوى جماعيه تعم أفراد الشعب المصرى.

فالنلتف جميعا من أجل تبادل الخبرات بين مجتمعات العالم ، فى مجالات العلم ، والصحه ، والثقافه والفنون ، والزراعه ، والصناعه ، والتكنولوجيا بمختلف صورها واشكالها.

علينا أن نتعلم ونؤكد على التحول من الجمود والثبات الى المرونه والحركه ، التحول الى ثقافة الجودة والاتقان فى كل ما نعمل ، التحول الى ثقافة الابتكار والتجديد والمحاوله والخطء ،التحول من الاعتماد على الاخر الى الاعتماد على الذات ، علينا أن نتحول من هدم وتقليل الذات الى الاعتداد بالنفس وتطورها وبنائها ، علينا أن نجود ونطور مما نتعلم.

علينا أن نستمر فى الانفتاح البناء على الآخر ، والتعلم من تجارب الآخرين ، حتى تحيا مصر بقوة وعزيمة شبابها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط