صعيد بلا سرطان وأهل الخير

مرض السرطان من الأمراض اللعينة وهو نهاية حياة لكل من ابتلي به من أطفال ونساء ورجال، وتبذل الدولة قصارى جهدها في بناء المعاهد والمستشفيات المتخصصة لعلاج هذا المرض اللعين، ولكن ليس بالشكل الكافي الذي يغطي جميع المحافظات نظرا لقلة الموارد المالية المخصصة.

وبلا شك أن محافظات الصعيد من المحافظات التي تعاني من نقص وتقصير في إقامة هذه المعاهد والمستشفيات المتخصصة لعلاج أهل الصعيد من هذا المرض الذي ينهش أجساد عدد كبير، منهم الذين يشعرون بمعاناة تفوق كل الحدود تدمي القلوب قبل العيون، وهناك قوائم طويلة منهم للانتظار سواء لدخول المعهد أو إجراء العمليات الجراحية أو للعلاج الإشعاعي والكيماوي في المستشفيات والمعاهد بالقاهرة والإسكندرية، وهناك من يقبع في بيته في انتظار الموت نظرا لعدم قدرته المالية على توفير تكاليف السفر والعلاج الباهظة.

ولكن أخيرا برق أمل لأهل الصعيد لعلاجهم من هذا المرض الخبيث، وتمت إقامة مستشفى متخصص لعلاج الأروام وبالمجان من تبرعات أهل الخير، وهو مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بمحافظة الأقصر وهو خدمة مستدامة سهلة المنال لأهل الصعيد، حيث يوفر على أهل الصعيد مشقة السفر إلى محافظات الوجه البحري أو القاهرة للعلاج ويقضي على طوابير تنتظر العلاج.

ويعتبر مستشفى شفاء الأورمان هو أول وأكبر مستشفى مُتكامل لعلاج السرطان في صعيد مصر بالمجان تمامًا وتم تجهيزه بأحدث أجهزة التشخيص والعلاج على مستوى العالم في مجال الأورام السرطانية، ويخدم حاليا كبداية سكان 6 محافظات بجنوب الصعيد، وذلك بتعداد سكاني يبلغ حوالي 12 مليون نسمة وعدد حالات سرطانية جديدة حوالي 12 ألف حالة جديدة كل سنة إلى جانب الحالات المُكتشفة من قبل في تلك المحافظات، ولكن نتيجة للضغط المتزايد على المستشفى الحالي تم اتخاذ القرار بإضافة مبنى جديد بمساحة إجمالي حوالي 27 ألف متر ونصف متر مربع بتكلفة تصل إلى 500 مليون جنيه مصري وتحتوي على قسم الإقامة الداخلية ويضم 134 سريرا لإقامة المرضى داخل المستشفى، وقسم الرعاية المركزة ويضم 24 سريرا، وقسم العيادات الخارجية ويضم 20 عيادة متخصصة بجميع التخصصات لخدمة مرضى الأورام.

ولذا أدعو أهل الخير ورجال الأعمال والبنوك الأهلية لإبراز جانب العطاء وإظهار جانب الامتنان لهذا الوطن في تقديم التبرعات المالية لاستكمال هذه المؤسسة العلاجية العملاقة لخدمة أهل الصعيد الذين عانوا فترات طويلة من الإهمال الطبي ولا ننسى أن الله تعالى قال في محكم تنزيله وهو القرآن الكريم: "وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" صدق الله العظيم.