أكد رؤساء النقابات المهنية أهمية الأدوار التي من الممكن أن تضطلع بها النقابات المهنية في مواجهة خطر الإرهاب الأسود الذي يتهدد مصر والتصدي له.
وشدد رؤساء النقابات المهنية على أن مواجهة الإرهاب لابد أن تكون شاملة من حيث إيجاد تنظيم قانوني خاص للجرائم التي يرتكبها الإرهابيون، بالإضافة إلى تنمية شاملة لشمال سيناء وكافة محافظات مصر، وتوطيد التعاون بين الحكومة والنقابات المهنية باعتبارها عماد الطبقة الوسطى التي تمثل قاطرة التقدم في مصر وللمساهمة بفاعلية في جهود التنمية، داعين إلى ضرورة إنشاء تحالف وطني للنقابات المهنية لمواجهة الإرهاب.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، تحت عنوان "النقابات المهنية في مواجهة الإرهاب" والتي أدارها علي حسن رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير وتحدث خلالها عدد كبير من نقباء وممثلي النقابات المهنية.
من جانبه، دعا سامح عاشور نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب إلى تشكيل تحالف وطني للنقابات المهنية، لتعزيز التحاور المشترك مع الدولة المصرية من أجل تقديم اقتراحات بناءة وفاعلة في مجال مواجهة الإرهاب الأسود والتصدي له، مشيرا إلى أن النقابات المهنية باعتبارها تمثل الطبقة الوسطى المصرية، لديها قدرات كبيرة للغاية لمساندة الدولة أمام خطر الإرهاب.
وأشار عاشور إلى أن النقابات المهنية معنية في المقام الأول، بتقديم أفكار وحلول لمخاطر الإرهاب الأسود، وهو الأمر الذي يتطلب فتح مجالات الحوار بصورة مكثفة مع الدولة، حتى يمكن إيجاد إطار شامل لدعم الدولة المصرية.
وقال عاشور إن مواجهة الإرهاب تتطلب "خطة شاملة" على الصعيد القانوني والأمني والفكري والاجتماعي، مؤكدا أن الحديث عن أن تجديد الخطاب الديني وحده هو الذي سيؤدي إلى حل مشكلة الإرهاب هو محض تصور خاطئ، مشددا على أن تجديد الخطاب الديني سيفيد بالقطع الأجيال القادمة في التصدي لأفكار الإرهاب، غير أن المشكلة الآنية تتطلب حلولا شاملة وغير تقليدية.
وقال سامح عاشور نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب إن موجة الإرهاب التي يشهدها العالم، ممثلة في تنظيم داعش، قوامها إرهابيون تربوا في دول العالم الحر مثل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أكثر من إرهابيي الشرق الأوسط، معتبرا أن هذه النماذج تجسد الحالة الاستعمارية التي مر بها العالم العربي والإسلامي.
وأضاف "عاشور" أن مصر ودول العالم العربي، لا تواجه إرهابا محليا، وإنما تواجه عدوا من الخارج يستهدف تكفيرنا وقتلنا وإخراجنا من أوطاننا، مشيرا إلى أن موجة الإرهاب التي تشهدها مصر حاليا، تأتي في ضوء رفض جموع الشعب المصري الاستسلام لنظريات الحكم القائمة على التكفير والإرهاب، والتي قضى عليها المصريون في ثورتهم الشعبية الجارفة في 30 يونيو 2013.
وأكد "عاشور" أن الوضع الحالي يتطلب مواجهة عاجلة، تقوم على وضع نظام قانوني شامل يختص فقط بجرائم الإرهاب ومحاكمة الإرهابيين وحدهم، مشيرا إلى أن هذا النظام القانوني يجنبنا الدخول في "الإجراءات الاستثنائية" والتي تمثل معادلة صعبة، موضحا أن مثل هذا النظام القانوني له ظهير دستوري.
وأشار إلى أنه يجب أن يتم إجراء "مسح شامل" للبؤر الإرهابية، لتطهير شمال سيناء من الإرهابيين الذين يتخذون في كثير من الأحيان المواطنين المدنيين دروعا بشرية، وهو ما يتطلب إجراء مسح لكل قاطني سيناء بالإسم والأسرة والعائلة والقبيلة، مؤكدا أن المجتمع السيناوي مهيأ أكثر من أي وقت مضى لمثل هذا الإجراء والتعاون مع الدولة ومؤسساتها لتسهيل مهمة تصدي الدولة للإرهابيين.
وشدد "عاشور" على أن التنمية الشاملة لسيناء وكافة محافظات مصر، من شأنها دعم مواجهة الإرهاب والتصدي له، لافتا إلى أن النقابات المهنية لديها القدرة على تقديم حلول وأفكار غير تقليدية في مجال التصدي للإرهاب وحصاره فكريا، باعتبار أنها تمثل الطبقة الوسطى المصرية وأنها هي الأكثر إدراكا لخطورة الإرهاب.
وأعلن "عاشور" أن نقابة المحامين ستتحمل كافة التكاليف المتعلقة بالإجراءات القضائية الخاصة بضحايا حادث مسجد الروضة الإرهابي في بئر العبد بشمال سيناء.
وبدوره دعا عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام إلى تشكيل لجنة من النقابات المهنية لزيارة مسجد الروضة ببئر العبد في شمال سيناء الذي شهد الحادث الإرهابي الأخير، وأداء صلاة الجمعة، تضامنا مع أسر الشهداء والمصابين وتحديا للإرهاب.
وقال "سلامة" إن "الموقف يستدعي هذه الجلسات وأكثر ونحن في حاجة لاتحاد وطني نقابي لمواجهة الإرهاب".
وأضاف "سلامة" أن الحادث الإرهابي الأخير هو الأكثر بشاعة في تاريخ الإرهاب بمصر من حيث عدد الشهداء وهناك مصابون في حالة خطيرة وأنه يُعد ثاني أكبر حادث إرهابي في العالم من حيث عدد الضحايا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001".
وأكد نقيب الصحفيين أن الحادث أدى لتعرية الإرهاب من مزاعمه بشكل واضح، كما أسقط الحادث أي ورقة توت عن الإرهاب.
وقال "سلامة" إن هناك بعض الحوادث الإرهابية كانت تستهدف الاقباط لكن هذا الحادث بعث رسالة قوية لكل المجتمع أن الإرهاب خطر على الجميع والكل مستهدفون والإرهابيون فقدوا عقولهم بل أنهم فاقوا الحيوانات شراسة وبشاعة".
ووجه "سلامة" التحية لشيخ الأزهر على زيارته لموقع الحادث الأسبوع الماضي وتأكيده أن الإرهابيين يجب أن يقتلوا"، مشيرا إلى أنه المواجهة العسكرية للإرهاب مهمة لكن تجفيف منابع الإرهاب أهم.
وقال "سلامة إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أشار إلى أهمية وجود حملة تنوير تشمل الثقافة والصحافة والمسرح والفن وكل مكونات المجتمع لتواجه الظلاميين وتشكل حائط صد أمام أفكار الإرهابيين"، مضيفا "الإرهاب لا يمكن أن ينتصر على الدول مهما طال الزمن والتجارب السابقة في الصومال وأفغانستان أثبتت ذلك".
وبدوره ، أكد علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن مصر تشهد اليوم اصطفافا وطنيا كبيرا في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يستهدف الحياة الإنسانية وأخصها أهل الديانتين الإسلامية والمسيحية ويعملون أيضا على تنفيذ مخططات تستهدف النيل من استقرارنا ووحدتنا ومن الخطوات الجادة التي تخطوها مصر في مسيرة التنمية والتقدم والإصلاح الاقتصادي والتنمية المجتمعية.
وأشار علي حسن إلى أن الحادث الإرهابي الأخير الذي استهداف المصلين في مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء كشف للعالم أجمع هوية الإرهابيين ومن ورائهم كعناصر معادية لدين الإسلام في المقام الأول وأن هذه هي المهمة الأولى لهم منذ ارتدائهم لعباءة الدين الإسلامي السمح ، وهم يرتكبون جرائمهم في ترويع الأبرياء وسفك الدماء وارتكاب كافة المحرمات باسم الإسلام وفقا للمخطط الذي تم رسمه لهم لتنفيذه.
وقال "حسن": إنني من خلال متابعتي للمشهد الراهن ولتطورات الأوضاع في المنطقة، أرى عروش الدول الداعمة للإرهاب أمامي تهتز بصورة كبيرة منذ جريمتهم النكراء باستهداف بيت من بيوت الله وأخص بالذكر قطر وتركيا وغيرهما، وأرى وفقا لدلائل متعددة أن سقوط " تنظيم الحمدين" في قطر الراعي الأول للإرهاب بات وشيكا ولن يستغرق سوى عدة أشهر قلائل".
وأوضح علي حسن أن تاريخ مصر العظيم سجل في صفحات عديدة منه أن مصر مقبرة الغزاة وأن تاريخ مصر المعاصر يسجل الآن لقائد مصر وجيش وشرطة وشعب مصر صفحة جديدة مضيئة عنوانها أن "مصر مقبرة الإرهابيين ".
ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل جهودا كبيرة في مواجهة الإرهاب الغاشم، مشيرا إلى أن الفنانين هم أول من ذهبوا إلى منطقة بئر العبد والصلاة داخل مسجد الروضة الذي تعرض للحادث الإرهابي الغاشم.
وقال "زكي" إن الإرهاب ليس هو قتل الأبرياء فقط، ولكن عدم التوعية فنيا وثقافيا"، لافتا إلى أنه خلال زيارة الفنانين لبئر العبد تحدثنا مع الأهالي واكتشفنا أنهم لا يمتلكون الثقافة، فالشباب لم يتخذوا قدوة فنية أو ثقافية، مؤكدا أن بعض الأهالي توجهوا بالسؤال للفنانين "ما الذي قدمتوه لنا"؟. وتساءل "زكي": "لماذا لم يضع أحد في أجندته في المسلسلات قصصا تتحدث عن مواجهة الإرهاب"؟، مشيرا إلى أن أفلاما كثيرة حققت نجاحا في هذا المجال.
وطالب "زكي" من كل النقابات المهنية أن تتكاتف بأدواتها لمواجهة هذا الإرهاب الغاشم، مؤكدا أن أهالي بئر العبد هم ضحايا فكر وليس إرهاب فقط.
وأشاد "زكي" بالمشروعات العمرانية التي تقوم بها وزارة الإسكان، داعيا إلى وجود قاعات للفنون أو مسارح بجانب هذه المشروعات التنموية الضخمة وضرب مثالا في هذا الإطار بساقية الصاوي.
ودعا "زكي " إلى أن يكون هذا العام تحت مسمى "عام مكافحة الإرهاب" تُسّخر فيه كل النقابات أدواتها لمواجهة هذا الإرهاب الغاشم على كل المستويات، كما دعا كافة النقابات إلى الانتفاضة لمواجهة هذا الإرهاب الغاشم.
وطالب "زكي "بالاهتمام وتوعية طلاب المدارس والجامعات ، مؤكدا أن وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي عليهما دور كبير في توعية الشباب ثقافيا وفنيا من خلال كل النشاطات سواء الفنية أو الثقافية ، مشددا على أن الفن هو حائط الصد لمواجهة أفكار الإرهاب.
ودعا نقيب المهن التمثيلية إلى عودة الدولة للإنتاج الدرامي وخصوصا الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن مكافحة الإرهاب لمساهمتها في نبذ الأفكار المتطرفة داخل المجتمع المصري.
ومن جانبه ، قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين "إننا جميعا كمصريين في ظرف تاريخي صعب جدا، ويجب أن نتوحد فيه خلفقيادتنا وقواتنا المسلحة ."
وأضاف "خليفة" إن كل ما نراه من دول العالم إدانات وليست مساعدات في مواجهة الإرهاب ، فما حدث في سيناء وحتى في المنطقة الغربية هي مخططات أجنبية منذ سنوات لإشاعة الفوضى الخلاقة.
وأكد أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي الأساس في مكافحة الإرهاب ، مشيرا إلى المشروعات التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة في قطاع الزراعة لإحداث التنمية في سيناء حيث تم تخصص خمسة مليارات جنيه استثمارات لاستزراع أكثر من 400 ألف فدان من بينها 80 ألف فدان في مدينة بئر العبد وإنشاء 26 تجمعا تنمويا في شمال وجنوب سيناء للتنمية الاقتصادية من أجل العمل على مكافحة الإرهاب.
وشدد نقيب الزراعيين على أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل محافظات مصر، منوها في هذا الإطار في مجال الزراعة بالمزارع السمكية في بركة غليون وتنمية قناة السويس ، كما تم الانتهاء من استصلاح خمسمائة ألف فدان من بين المليون ونصف المليون فدان كمرحلة أولى فضلا عن إنشاء 20 ألف صوبة زراعية والعديد من مزارع الإنتاج الحيواني وغيرها من المشروعات الضخمة، داعيا إلى ضرورة أن تكون هناك رؤية لدور النقابات المهنية في تحقيق التنمية المستدامة.
وبدوره ، قال حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين إن المعركة الحالية التي تخوضها مصر مع الإرهاب أخطر من حرب أكتوبر المجيدة لأن المعركة ليست مقصورة على عدو خارجي فقط، بل إن هناك عناصر مأجورة وممولة في الداخل تستهدف زعزعة استقرار الوطن.
وأعلن "الكنيسي" تأييده للمبادرة التي أطلقها نقيب المحامين سامح عاشور خلال الندوة لتشكيل تحالف وطني للنقابات المهنية لمواجهة الإرهاب، داعيا الى سرعة تحويل المبادرة إلى واقع ملموس يدعم الدولة المصرية في حربها على الإرهاب.
وشدد على ضرورة وجود حوار مفتوح بين الحكومة والنقابات المهنية لتكون النقابات ظهيرا قويا للدولة في جميع الأمور التي تساعد على تطهير مصر من الإرهاب والتطرف وتحقيق التنمية الشاملة في كافة أرجاء الوطن.
وأكد "الكنيسي" أن الإعلام لابد أن يستعيد مكانته بعد أن أصيب بحالة من العشوائية وصار أحيانا عبئا على الدولة – على حد وصفه – وخصوصا في الحرب على الإرهاب ، مستشهدا بأخطاء في تغطية أحداث الواحات الإرهابية الأخيرة، مشددا على ضرورة استعادة دور الإعلام الرسمي وزيادة دور الدولة في الإنتاج الدرامي.
ودعا "الكنيسي" إلى تشكيل لجنة من النقابات المهنية تقوم على تنفيذ الأفكار والتوصيات التي تم طرحها في الندوة اليوم، مؤكدا على ضرورة تلبية الدعوة التي أطلقها نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة لتنظيم زيارة للنقابات المهنية إلى مسجد الروضة ببئر العبد في شمال سيناء للتأكيد على دور النقابات في مكافحة الإرهاب.
ومن ناحيته، أعلن المهندس محمد النمر وكيل نقابة المهندسين أن النقابة ستقوم باعداد التصميمات الهندسية اللازمة لإعادة بناء ما دمره الإرهاب في منطقة بئر العبد بشمال سيناء وسوف يتم عمل نصب تذكاري داخل النقابة لهذا الحادث الإرهابي الآثم.
وأكد "النمر" على ضرورة أن يكون هناك اتفاق بأن الإرهاب يأخذ شكل المؤامرة ويستهدف تقسيم مصر، مشيرا إلى أن المواجهة مع الإرهاب وآليات مكافحته أصبحت أشمل وأعم من المواجهة الأمنية فقط ، بل لابد من مواجهته من قبل المجتمع كل.
وأوضح "النمر" أن النقابات المهنية في مصر تمثل تقريبا نصف فئات المجتمع المصري وعلى الحكومة أن تستخدم نصف قوتها في مكافحة الإرهاب .
وقال"النمر" إن لا يوجد أي تمثيل نقابي داخل المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف "، مشيرا الى ضرورة أن يكون هناك تمثيل نقابي داخل هذا المجلس حتى يتم اندماج النقابات داخل العمل المجتمعي.
وبدوره ، أكد أحمد مسعد وكيل نقابة التجاريين أن هناك غيابا حقيقيا للقوى السياسية في المجتمع، إلا أن النقابات المهنية استطاعت أن تكون ظهيرا قويا قادرا على الصمود أمام جماعة الإخوان الإرهابية وتقف في وجهها بمعارك نقابية قوية، معتبرا أن دور القوى الناعمة لا يقل أهمية عن دور القوات المسلحة والقوى السياسية .
وأكد أن نقابة التجاريين تتبنى دعوة نقيب المحامين سامح عاشور لتشكيل تحالف وطني للنقابات المهنية لدعم الدولة المصرية، منوها بأهمية إحياء الشعار الذي رفع أثناء حرب الاستنزاف "يد تبني ويد تحمل السلاح".
أكد رؤساء النقابات المهنية، أهمية الأدوار التي من الممكن أن تضطلع بها النقابات المهنية في مواجهة خطر الإرهاب الأسود الذي يتهدد مصر والتصدي له.
وشدد رؤساء النقابات المهنية، على أن مواجهة الإرهاب لابد أن تكون شاملة من حيث إيجاد تنظيم قانوني خاص للجرائم التي يرتكبها الإرهابيون، بالإضافة إلى تنمية شاملة لشمال سيناء وكافة محافظات مصر، وتوطيد التعاون بين الحكومة والنقابات المهنية باعتبارها عماد الطبقة الوسطى التي تمثل قاطرة التقدم في مصر وللمساهمة بفاعلية في جهود التنمية، داعين إلى ضرورة إنشاء تحالف وطني للنقابات المهنية لمواجهة الإرهاب.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين تحت عنوان "النقابات المهنية في مواجهة الإرهاب" والتي أدارها علي حسن رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير وتحدث خلالها عدد كبير من نقباء وممثلي النقابات المهنية .
من جانبه، دعا سامح عاشور، نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب، إلى تشكيل تحالف وطني للنقابات المهنية، لتعزيز التحاور المشترك مع الدولة المصرية؛ من أجل تقديم اقتراحات بناءة وفاعلة في مجال مواجهة الإرهاب الأسود والتصدي له، مشيرًا إلى أن النقابات المهنية باعتبارها تمثل الطبقة الوسطى المصرية، لديها قدرات كبيرة للغاية لمساندة الدولة أمام خطر الإرهاب.
وأشار "عاشور"، إلى أن النقابات المهنية معنية في المقام الأول، بتقديم أفكار وحلول لمخاطر الإرهاب الأسود، وهو الأمر الذي يتطلب فتح مجالات الحوار بصورة مكثفة مع الدولة، حتى يمكن إيجاد إطار شامل لدعم الدولة المصرية.
وقال إن مواجهة الإرهاب تتطلب "خطة شاملة" على الصعيد القانوني والأمني والفكري والاجتماعي، مؤكدًا أن الحديث عن أن تجديد الخطاب الديني وحده هو الذي سيؤدي إلى حل مشكلة الإرهاب هو محض تصور خاطئ، مشددًا على أن تجديد الخطاب الديني سيفيد بالقطع الأجيال القادمة في التصدي لأفكار الإرهاب، غير أن المشكلة الآنية تتطلب حلولاً شاملة وغير تقليدية.
وقال إن موجة الإرهاب التي يشهدها العالم، ممثلة في تنظيم داعش، قوامها إرهابيون تربوا في دول العالم الحر مثل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أكثر من إرهابيي الشرق الأوسط، معتبرا أن هذه النماذج تجسد الحالة الاستعمارية التي مر بها العالم العربي والإسلامي.
وأضاف "عاشور" أن مصر ودول العالم العربي، لا تواجه إرهابا محليا، وإنما تواجه عدوا من الخارج يستهدف تكفيرنا وقتلنا وإخراجنا من أوطاننا، مشيرا إلى أن موجة الإرهاب التي تشهدها مصر حاليا، تأتي في ضوء رفض جموع الشعب المصري الاستسلام لنظريات الحكم القائمة على التكفير والإرهاب، والتي قضى عليها المصريون في ثورتهم الشعبية الجارفة في 30 يونيو 2013 .
وأكد "عاشور" أن الوضع الحالي يتطلب مواجهة عاجلة، تقوم على وضع نظام قانوني شامل يختص فقط بجرائم الإرهاب ومحاكمة الإرهابيين وحدهم، مشيرا إلى أن هذا النظام القانوني يجنبنا الدخول في "الإجراءات الاستثنائية" والتي تمثل معادلة صعبة، موضحا أن مثل هذا النظام القانوني له ظهير دستوري.
وأشار إلى أنه يجب أن يتم إجراء "مسح شامل" للبؤر الإرهابية، لتطهير شمال سيناء من الإرهابيين الذين يتخذون في كثير من الأحيان المواطنين المدنيين دروعا بشرية، وهو ما يتطلب إجراء مسح لكل قاطني سيناء بالإسم والأسرة والعائلة والقبيلة، مؤكدا أن المجتمع السيناوي مهيىء أكثر من أي وقت مضى لمثل هذا الإجراء والتعاون مع الدولة ومؤسساتها لتسهيل مهمة تصدي الدولة للإرهابيين.
وشدد"عاشور" على أن التنمية الشاملة لسيناء وكافة محافظات مصر، من شأنها دعم مواجهة الإرهاب والتصدي له، لافتا إلى أن النقابات المهنية لديها القدرة على تقديم حلول وأفكار غير تقليدية في مجال التصدي للإرهاب وحصاره فكريا، باعتبار أنها تمثل الطبقة الوسطى المصرية وأنها هي الأكثر إدراكا لخطورة الإرهاب.
وأعلن "عاشور" أن نقابة المحامين ستتحمل كافة التكاليف المتعلقة بالإجراءات القضائية الخاصة بضحايا حادث مسجد الروضة الإرهابي في بئر العبد بشمال سيناء.
وبدوره دعا عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام إلى تشكيل لجنة من النقابات المهنية لزيارة مسجد الروضة ببئر العبد في شمال سيناء الذي شهد الحادث الإرهابي الأخير، وأداء صلاة الجمعة ، تضامنا مع أسر الشهداء والمصابين وتحديا للإرهاب.
وقال "سلامة" إن "الموقف يستدعي هذه الجلسات وأكثر ونحن في حاجة لاتحاد وطني نقابي لمواجهة الإرهاب".
وأضاف"سلامة" أن الحادث الإرهابي الأخير هو الأكثر بشاعة في تاريخ الإرهاب بمصر من حيث عدد الشهداء وهناك مصابون في حالة خطيرة وأنه يُعد ثاني أكبر حادث إرهابي في العالم من حيث عدد الضحايا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001".
وأكد نقيب الصحفيين أن الحادث أدى لتعرية الإرهاب من مزاعمه بشكل واضح ، كما أسقط الحادث أي ورقة توت عن الإرهاب.
وقال"سلامة" إن هناك بعض الحوادث الارهابية كانت تستهدف الاقباط لكن هذا الحادث بعث رسالة قوية لكل المجتمع أن الارهاب خطر على الجميع والكل مستهدفون والارهابيون فقدوا عقولهم بل أنهم فاقوا الحيوانات شراسة وبشاعة".
ووجه"سلامة" التحية لشيخ الأزهر على زيارته لموقع الحادث الأسبوع الماضي وتأكيده أن الارهابيين يجب أن يقتلوا"، مشيرا إلى أنه المواجهة العسكرية للإرهاب مهمة لكن تجفيف منابع الإرهاب أهم.
وقال"سلامة إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أشار إلى أهمية وجود حملة تنوير تشمل الثقافة والصحافة والمسرح والفن وكل مكونات المجتمع لتواجه الظلاميين وتشكل حائط صد أمام أفكار الإرهابيين"، مضيفا "الارهاب لا يمكن أن ينتصر على الدول مهما طال الزمن والتجارب السابقة في الصومال وأفغانستان أثبتت ذلك".
وبدوره ، أكد علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن مصر تشهد اليوم اصطفافا وطنيا كبيرا في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يستهدف الحياة الإنسانية وأخصها أهل الديانتين الإسلامية والمسيحية ويعملون أيضا على تنفيذ مخططات تستهدف النيل من استقرارنا ووحدتنا ومن الخطوات الجادة التي تخطوها مصر في مسيرة التنمية والتقدم والإصلاح الاقتصادي والتنمية المجتمعية .
وأشار علي حسن إلى أن الحادث الإرهابي الأخير الذي استهداف المصلين في مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء كشف للعالم أجمع هوية الإرهابيين ومن ورائهم كعناصر معادية لدين الإسلام في المقام الأول وأن هذه هي المهمة الأولى لهم منذ ارتدائهم لعباءة الدين الإسلامي السمح ، وهم يرتكبون جرائمهم في ترويع الأبرياء وسفك الدماء وارتكاب كافة المحرمات باسم الإسلام وفقا للمخطط الذي تم رسمه لهم لتنفيذه .
وقال "حسن" :إنني من خلال متابعتي للمشهد الراهن ولتطورات الأوضاع في المنطقة ، أرى عروش الدول الداعمة للإرهاب أمامي تهتز بصورة كبيرة منذ جريمتهم النكراء باستهداف بيت من بيوت الله وأخص بالذكر قطر وتركيا وغيرهما ، وأرى وفقا لدلائل متعددة أن سقوط " تنظيم الحمدين" في قطر الراعي الأول للإرهاب بات وشيكا ولن يستغرق سوى عدة أشهر قلائل".
وأوضح علي حسن أن تاريخ مصر العظيم سجل في صفحات عديدة منه أن مصر مقبرة الغزاة وأن تاريخ مصر المعاصر يسجل الآن لقائد مصر وجيش وشرطة وشعب مصر صفحة جديدة مضيئة عنوانها أن "مصر مقبرة الإرهابيين ".
ومن جانبه ، أكد الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل جهودا كبيرة في مواجهة الإرهاب الغاشم، مشيرا إلى أن الفنانين هم أول من ذهبوا إلى منطقة بئر العبد والصلاة داخل مسجد الروضة الذي تعرض للحادث الإرهابي الغاشم.
وقال "زكي" إن الإرهاب ليس هو قتل الأبرياء فقط، ولكن عدم التوعية فنيا وثقافيا"، لافتا إلى أنه خلال زيارة الفنانين لبئر العبد تحدثنا مع الأهالي واكتشفنا أنهم لا يمتلكون الثقافة، فالشباب لم يتخذوا قدوة فنية أو ثقافية ، مؤكدا أن بعض الأهالي توجهوا بالسؤال للفنانين "ما الذي قدمتوه لنا"؟. وتساءل "زكي": "لماذا لم يضع أحد في أجندته في المسلسلات قصصا تتحدث عن مواجهة الإرهاب"؟، مشيرا إلى أن أفلاما كثيرة حققت نجاحا في هذا المجال.
وطالب"زكي" من كل النقابات المهنية أن تتكاتف بأدواتها لمواجهة هذا الإرهاب الغاشم، مؤكدا أن أهالي بئر العبد هم ضحايا فكر وليس إرهاب فقط.
وأشاد "زكي" بالمشروعات العمرانية التي تقوم بها وزارة الإسكان، داعيا إلى وجود قاعات للفنون أو مسارح بجانب هذه المشروعات التنموية الضخمة وضرب مثالا في هذا الإطار بساقية الصاوي.
ودعا "زكي " إلى أن يكون هذا العام تحت مسمى "عام مكافحة الإرهاب" تُسّخر فيه كل النقابات أدواتها لمواجهة هذا الإرهاب الغاشم على كل المستويات، كما دعا كافة النقابات إلى الانتفاضة لمواجهة هذا الإرهاب الغاشم.
وطالب "زكي "بالاهتمام وتوعية طلاب المدارس والجامعات ، مؤكدا أن وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي عليهما دور كبير في توعية الشباب ثقافيا وفنيا من خلال كل النشاطات سواء الفنية أو الثقافية ، مشددا على أن الفن هو حائط الصد لمواجهة أفكار الإرهاب.
ودعا نقيب المهن التمثيلية إلى عودة الدولة للإنتاج الدرامي وخصوصا الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن مكافحة الإرهاب لمساهمتها في نبذ الأفكار المتطرفة داخل المجتمع المصري.
ومن جانبه ، قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين "إننا جميعا كمصريين في ظرف تاريخي صعب جدا، ويجب أن نتوحد فيه خلفقيادتنا وقواتنا المسلحة ."
وأضاف "خليفة" إن كل ما نراه من دول العالم إدانات وليست مساعدات في مواجهة الإرهاب ، فما حدث في سيناء وحتى في المنطقة الغربية هي مخططات أجنبية منذ سنوات لإشاعة الفوضى الخلاقة.
وأكد أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي الأساس في مكافحة الإرهاب ، مشيرا إلى المشروعات التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة في قطاع الزراعة لإحداث التنمية في سيناء حيث تم تخصص خمسة مليارات جنيه استثمارات لاستزراع أكثر من 400 ألف فدان من بينها 80 ألف فدان في مدينة بئر العبد وإنشاء 26 تجمعا تنمويا في شمال وجنوب سيناء للتنمية الاقتصادية من أجل العمل على مكافحة الإرهاب.
وشدد نقيب الزراعيين على أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل محافظات مصر، منوها في هذا الإطار في مجال الزراعة بالمزارع السمكية في بركة غليون وتنمية قناة السويس ، كما تم الانتهاء من استصلاح خمسمائة ألف فدان من بين المليون ونصف المليون فدان كمرحلة أولى فضلا عن إنشاء 20 ألف صوبة زراعية والعديد من مزارع الإنتاج الحيواني وغيرها من المشروعات الضخمة، داعيا إلى ضرورة أن تكون هناك رؤية لدور النقابات المهنية في تحقيق التنمية المستدامة.
وبدوره ، قال حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين إن المعركة الحالية التي تخوضها مصر مع الإرهاب أخطر من حرب أكتوبر المجيدة لأن المعركة ليست مقصورة على عدو خارجي فقط، بل إن هناك عناصر مأجورة وممولة في الداخل تستهدف زعزعة استقرار الوطن.
وأعلن "الكنيسي" تأييده للمبادرة التي أطلقها نقيب المحامين سامح عاشور خلال الندوة لتشكيل تحالف وطني للنقابات المهنية لمواجهة الإرهاب، داعيا الى سرعة تحويل المبادرة إلى واقع ملموس يدعم الدولة المصرية في حربها على الإرهاب.
وشدد على ضرورة وجود حوار مفتوح بين الحكومة والنقابات المهنية لتكون النقابات ظهيرا قويا للدولة في جميع الأمور التي تساعد على تطهير مصر من الإرهاب والتطرف وتحقيق التنمية الشاملة في كافة أرجاء الوطن.
وأكد "الكنيسي" أن الإعلام لابد أن يستعيد مكانته بعد أن أصيب بحالة من العشوائية وصار أحيانا عبئا على الدولة – على حد وصفه – وخصوصا في الحرب على الإرهاب ، مستشهدا بأخطاء في تغطية أحداث الواحات الإرهابية الأخيرة، مشددا على ضرورة استعادة دور الإعلام الرسمي وزيادة دور الدولة في الإنتاج الدرامي.
ودعا "الكنيسي" إلى تشكيل لجنة من النقابات المهنية تقوم على تنفيذ الأفكار والتوصيات التي تم طرحها في الندوة اليوم، مؤكدا على ضرورة تلبية الدعوة التي أطلقها نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة لتنظيم زيارة للنقابات المهنية إلى مسجد الروضة ببئر العبد في شمال سيناء للتأكيد على دور النقابات في مكافحة الإرهاب.
ومن ناحيته، أعلن المهندس محمد النمر وكيل نقابة المهندسين أن النقابة ستقوم باعداد التصميمات الهندسية اللازمة لإعادة بناء ما دمره الإرهاب في منطقة بئر العبد بشمال سيناء وسوف يتم عمل نصب تذكاري داخل النقابة لهذا الحادث الإرهابي الآثم.
وأكد "النمر" على ضرورة أن يكون هناك اتفاق بأن الإرهاب يأخذ شكل المؤامرة ويستهدف تقسيم مصر، مشيرا إلى أن المواجهة مع الإرهاب وآليات مكافحته أصبحت أشمل وأعم من المواجهة الأمنية فقط ، بل لابد من مواجهته من قبل المجتمع كل.
وأوضح "النمر" أن النقابات المهنية في مصر تمثل تقريبا نصف فئات المجتمع المصري وعلى الحكومة أن تستخدم نصف قوتها في مكافحة الإرهاب .
وقال"النمر" إن لا يوجد أي تمثيل نقابي داخل المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف "، مشيرا الى ضرورة أن يكون هناك تمثيل نقابي داخل هذا المجلس حتى يتم اندماج النقابات داخل العمل المجتمعي.
وبدوره ، أكد أحمد مسعد وكيل نقابة التجاريين أن هناك غيابا حقيقيا للقوى السياسية في المجتمع، إلا أن النقابات المهنية استطاعت أن تكون ظهيرا قويا قادرا على الصمود أمام جماعة الإخوان الإرهابية وتقف في وجهها بمعارك نقابية قوية، معتبرا أن دور القوى الناعمة لا يقل أهمية عن دور القوات المسلحة والقوى السياسية .
وأكد أن نقابة التجاريين تتبنى دعوة نقيب المحامين سامح عاشور لتشكيل تحالف وطني للنقابات المهنية لدعم الدولة المصرية، منوها بأهمية إحياء الشعار الذي رفع أثناء حرب الاستنزاف "يد تبني ويد تحمل السلاح".