لص البنسلين
انتابني انزعاج شديد منذ بداية الاعلان عن أزمة نقص البنسلين وتخيلت أن هناك قصورا في حساب الكميات التي تحتاجها مصر من هذا الدواء الاستراتيجي المهم وتابعت الازمة وصرت أبحث عن تطوراتها بين المواقع والصحف حتي تبين انها مفتعلة وأن هناك شكلا من اشكال الفساد يكتنف الموقف.
وفور الإعلان عن ضبط الرقابة الادارية للمتهم الرئيسي في الأزمة وهو لص البنسلين وإعلان التفاصيل انتابني ألم نفسي شديد بعد ان كانت الاخبار الايجابية تتراقص في وسائل الاعلام من حولي انتاج حقل ظهر وقانون التأمين الصحي و انجاز في الانفاق وغيرها وغيرها فهذا الموضوع مثل التراب الذي يهال علي وجبة طعام فاخرة قبل ان تلتهمها.
فلا يزال امن مصر الصحي في خطر ولاتزال وزارة الصحة في حال الترهل فبعد ازمة المحاليل ووسط نقصان عدد كبير من الادوية المهمة ينضم موضوع البنسلين الي طابور الاخفاقات.. فكيف لا تكون هناك رقابة علي مثل هذا النوع المهم من الدواء وهو ازمة بدت مؤشراتها تظهر من شهر ابريل الماضي بعد تحويل امتياز الاستيراد من شركة حكومية الي شركة خاصة وأين كانت الوزارة عندما حدث هذا ولماذا لم تتدخل بسرعة قبل ان نصل الى هذا الحال؟
إن مثل هذه الضربات تؤذي المجتمع المصري صحيا ونفسيا اكثر وتبين انه لا يزال في مرمي الايذاء من مؤامرات علي مقدراته الاساسية وتشكل عبئا علي الرقابة الادارية المزدهرة الان في نشاطها في مكافحة الفساد بشكل غير مسبوق.
والسؤال الان: ما هو الدواء القادم الذي سيختفي من الاسواق ويسبب ازمة وهل تمت مراجعة كل برامج توريد الادوية الاستراتيجية وما التكلفة التي ندفعها إزاء هذا الاهمال الكبير والفساد العظيم.