الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المحليات وتعمير مصر


لم يمر علينا شهر حتى نشهد افتتاح مشروع من المشاريع الكبرى، يقوم بافتتاحه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشاريع تحتاج لسنوات وسنوات ولكن سرعان ما نجد تلك المشاريع فى شهور قلائل تظهر للنور على أيدى أبناء مصر ورجالها المخلصين من العاملين والفنيين والمهندسين وتحت اشراف ورعاية قواتنا المسلحة ورجالها البواسل، مشاريع تجعل المصريين حقا فى ذهول ودهشة من سرعة التنفيذ ودقة المواعيد وروعة وجمال المشاريع المقامة وفقًا لأحدث المعايير والمقاييس العالمية.

وألاحظ أن جموع غفيرة من أبناء الشعب المصرى، لديها حالة من الاستغراب تارة وحالة من التشكك تارة أخرى، وأجد أن السبب، أن جرى العرف لدينا منذ سنوات وعقود ماضية، أن ما تقوم بإنشائه الحكومة سواء كان رصفا للشوارع أو مبانى للإسكان الحكومى أو مبانى حكومية أو كبارى أو مدن سكنية أو غيرها مما تقوم الحكومة بالتعهد ببنائه، أصبح معلوم لدينا أننا سوف نجد فيه سوء التخطيط وردائة المنتج والشكل أو التأخير فى مواعيد التنفيذ أو التباطؤ فى الأداء والاستسهال وسوء التخطيط وعدم مراعاة الشكل الجمالى وجودة المنتج من حيث اللون والمساحات الخضراء وتوفير الخدمات اللازمة للمنتج واتباع المقاييس العالمية فى التنفيذ كما نرى فى الدول المجاورة لنا والدول الأوروبية.

ولكن ما أصابنا بالدهشة والاستغراب الذى مستمر عند الكثير من بعضنا حتى الآن، هو ما وجدناه أمام أعيننا عبر شاشات التلفاز ومن خلال سيرنا فوق الكبارى والتطور الحادث بالفعل فى الكثير من القرى والمدن، أننا أمام اهتمام حقيقى من الدولة بالمشاريع القومية الخاصة بأبناء هذا الشعب وبالأجيال القادمة وفقا لأحدث المعايير والجودة العالمية وبأيادى وخبرة مصرية، وتنفذ وفقًا للمواعيد المحددة لها، ودون أى عواقب أو تعثرات مالية أو إدارية أو سوء تخطيط إداري أو تكاسل أو تقاعس من القائمين على تلك المشاريع.

وهنا أتوقف وأفكر وأتساءل بحيرة وأسى، لماذا لم يقم رؤساء الأحياء والمسئولين عن المدن والمراكز والقرى والنجوع فى أنحاء مصر بالدور المطلوب منهم؟ لماذا لم يصابوا بـالغيرة والتنافس فيما بينهما على تعمير وتطوير وتحسين وتجميل الأحياء والمدن والقرى التى يتولوا رئاستها ؟
 
لماذا لم نجد رئيس الحى يطالع أبناء الحى كل فتره بتطوير أو إنشاء خدمة جديدة أو تحسين جودة خدمة متواجدة أو تجميل للحى أو عمل استطلاعات للأخذ بآراء سكان الحى فى الخدمات التى تلبي احتياجات أبناء الحى وتعمل على رفاهية وتسير الأمور بالحى التابع له ؟

دائمًا أتساءل لماذا لم نر أعضاء مجلس الشعب أو المجالس الشعبية التنفيذية أو إدارات الحكم المحلى متواجد وسط أبناء الحى التابعين له ؟

هل هم مشغولون على مكاتبهم لهذا الحد الذى يجعلنا لم نرهم منذ عقود ؟ وإذا كان هناك ما يشغلهم لهذا الحد أين إذن نتائج هذا الانشغال على أرض الواقع من خدمات جيدة ومشاريع تقام داخل الأحياء والقرى والمدن والنجوع ؟
أرى أن هذه الأسئلة مشروعة، فى ظل تطور وبناء ومشاريع تقام على أرض الوطن، ومن حق الدولة الاهتمام بمنظومة الحكم المحلى حتى يشعر المواطن بنجاحات الدولة على مستوى المشاريع القومية الكبرى والتطور السريع فى الحى الذى يعيش فيه، وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط