الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإدمان والمراهقة


تذكرت منذ سنوات عديدة ، عندما أقام المجلس القومى للطفولة والامومة حملة موسعة للوقاية من الأدمان على مستوى مدارس جمهورية مصر العربية ، وكان لى الشرف أن كنت أحد المؤسسين والعاملين ضمن كوكبة من أساتذة الطب النفسي وعلم النفس ، للتدريب النشء على الوقاية من الإدمان ، كانت تجربة ناجحة ومفعلة بشكل ايجابى جدا ، وتفاعل معها الطلاب وأولياء الأمور بشكل رائع ومثمر ، من خلال التقييم والمتابعة لهؤلاء الطلاب.

ولكن كالعادة المتعارف عليها ، والتى أصبحت سمة يتسم بها الجهاز الإدارى والتنفيذى للدولة منذ عهود ، هى عدم المتابعة وأستكمال ما تم تنفيذه لتحقيق الغرض المنشود من تلك المبادرة. 

وهذا ما جعلنى أبدأ فى الحديث عن خطورة الإدمان فى تلك المرحلة العصيبة التى تمر بها البلاد ، وأنا أعلم جيدًا ، أن الإدمان يستغل سياسيًا ، شأنه شأن إثارة الفتن والمنازعات داخل الدول ، فهو من أدوات تدمير شريحة الشباب داخل بعض الدول ، ولدينا تجارب لدول عديدة تم استغلال قضية المخدرات وإغراق الدول بها ، للقضاء على عصب الأمة والشريحة القوية بها من خلال إغراق السوق بالمواد المخدرة على مختلف أشكالها وألوانها. 

لذا أرى أن الوقاية وبرامج الوقاية من الوقوع فى براثن الإدمان خير من العلاج والتكاليف الباهظة التى تقع على عاتق الأسرة وتكاليف إنشاء المصحات العلاجية وتوفير أطقم الرعاية الطبية ، وغيرها من المستلزمات والتكاليف باهظة الثمن. 

وعلى الرغم من أن برامج الوقاية من الإدمان مفضلة وفعالة جدًا ، إلا أنها تقدم القليل لمساعدة أولئك الذين يتعاطون المخدرات بالفعل ، حيث يتم تطبيق مجموعة متنوعة من طرق التدخل العلاجية فى سبيل معالجة الراشدين المدمنين ، بما فيها الادوية الطبية والعلاجات السلوكية والعلاجات الجماعية واشراك الأسرة فى كثير من تلك البرامج.

وأجد أنه يجب أن يكون أهتمامنا الأساسي هو التدخلات التربوية من خلال المدارس والجامعات فى التعامل مع الأدمان ، من خلال معلومات دقيقة وعلمية ومفيدة للقائمين على عملية التعليم ولمجلس الأباء وللطلبة من خلال معلومات مختصرة ودقيقة فى نفس الوقت. 

أن المعلومات وحدها لاتغير السلوك بالضرورة ، ولذلك فيه مهمة من اجل اتخاذ القرارات الهامة بشأن الوقاية والتدخل فى قضايا الإدمان والمخدرات حيث يمكن أن تتضمن سياسات واضحة ومعرفة بشكل جيد للمعلمين والطلبة تتحدث بكل صراحه عن الكيفية التى سيتم التعامل فيها مع المخدرات والأدمان والتعاطى وأيضا الثقافة الجنسية لديهم ، التركيز أيضا على زيادة وعى المعلمين حول مشاكل المخدرات فى المجتمع المحلى ومؤسسات الخدمة فى المجتمع التى تهتم بالمشكلة والعلاج ، النقاش الجماعى بين المعلمين والطلاب حول مواضيع مثل المخدرات والجنس والمفاهيم المرتبطة بهم بشكل صحيح وعلمى ، القيام بجلسات الارشاد الفردى والجماعى للدعم الايجابى وحل المشكلات والتدخل المبكر لهؤلاء الطلاب. 

أتمنى أن نهتم حقًا بالنشء ، وخاصة فى المواضيع الهامة التى عانى منها أجيال بسبب تجاهل مؤسسات التنشئة بداية من الاسرة والمدرسة وصولا للجامعة للتعامل مع القضايا التى تمس فكر ووجدان وسلوك المراهقين ، من امور تتعلق بالجنس والإدمان على المخدرات ، وإدمان السلوكيات السلبية الأخرى ، أن الوقت لدحض المفاهيم الخاطئة ، لدى الأجيال الحالية والقادمة ، وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط