قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شبابنا وصناعة المستقبل

0|أحمد نور الدين

من الأخبار الشبابية المهمة اللافتة لنظري واهتمامي، خبر تنظيم كلية الآداب بجامعة عين شمس لمؤتمرها الدولي السنوي بالتعاون مع كلية دار العلوم بجامعة الفيوم بعنوان "الشباب وصناعة المستقبل" المقرر عقده يومي 24 و25 فبراير الجارى، تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي وبرئاسة الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس، والدكتور خالد إسماعيل حمزة رئيس جامعة الفيوم، وبمشاركة باحثين من دول الإمارات، والعراق ، والمغرب ، وتونس ، والجزائر واليمن بجانب مشاركة عدد كبير من الباحثين المصريين من مختلف الجامعات المصرية، تفعيلا لدور الشباب في النهوض بمستقبل مصر من خلال فتح مجالات التنافس في إنتاج أبحاث علمية ومعرفية جديدة، كما صرحت الدكتورة سوزان القليني عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس، مناقشا ستة محاور أساسية هي : واقع ومستقبل الشباب ودورهم في بناء المجتمعات، دور الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة في بناء الوطن، رؤى الشباب في بناء المستقبل، التكوين الثقافي للشباب، دور الشباب والإعلام في استشراف المستقبل وأخيرًا الشباب والمشروعات الوطنية .

الجميل في الأمر أن تهتم كلياتنا ذات الصبغة العلمية الأدبية والإنسانية واللغوية والإسلامية ككلية الآداب جامعة عين شمس، وكلية دار العلوم جامعة الفيوم بمثل تلك القضايا الجوهرية التي تتعلق بشبابنا وحاضر ومصير مستقبله، والحق يذكر أن كلية الآداب جامعة بنى سويف كان لها السبق في ذلك، حينما نظمت مؤتمرها "نحو بناء استراتيجية للتنمية المستدامة فى صعيد مصر في ظل العلوم الإنسانية" فى الفترة من 13-14/3/2016، وكان لى شرف حضوره بدعوة كريمة منهم ، نوقش فيه العديد من الأبحاث الاستراتيجية التنموية لصعيد مصرنا الحبيبة ، لخيرة شباب باحثينا هناك ومن جامعاتنا مصرية المختلفة.

كما كان هناك جهود أخرى كثيرة عنيت بدور الشباب، ومناقشة أوضاعه المستقبلية، كالندوة العلمية (دور الشباب لنهضة مصر.. نحو مستقبل أفضل) والتى عقدت برعاية اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية بقاعة الندوات بجمعية الشبان المسلمين في التاسع عشر من يوليو الماضى، حيث أوصت بضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في احتواء الشباب ومشاكلهم وتحدياتهم، وتوفير التمويل اللازم لمشروعاتهم الصغيرة والمتناهية الصغر، من خلال آليات مناسبة وسهلة لتحقيق طموحاتهم، ثم رأينا بنك مصر وبحسن فعله في جذب شبابنا وتمويلهم بالاستثمار في المشروعات الصغيرة، عبر خطابه الترويجى التشجيعى "طلعت حرب راجع تانى" .

كما أوصت بضرورة استثمار طاقات الشباب في مصر وتحقيق اقتصاديات هذه المرحلة من خلال التأهيل الجيد لهم خلال المراحل التعليمية المختلفة وتأهيلهم للحياة بشكل يتناسب مع المتغيرات المستقبلية وخاصة متطلبات الاقتصاد الجديد ، و أهمية عنصر التدريب في صقل المهارات، ولعلى هنا أتساءل متحسرا عن ترك التعليم الفني- خاصة الصناعى والزراعى- يموت اكلينيكيا الآن حارما الكثير من شبابنا، الملتحقين به من مواكبة تسارع عمليات التنمية والتطورات العالمية المنشودة بالمجتمع وإضافة المعارف الجديدة في التخصص بما يمكن الشباب من التعرف على كل جديد .

وإذا كان من محاور مؤتمرنا ذلك ، كما أعلنت الدكتورة سوزان القلينى عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس، واقع ومستقبل الشباب ودورهم في بناء المجتمعات، والشباب والمشروعات الوطنية، وصرحت بأن "الشباب وصناعة المستقبل" يهدف إلى نقل الخبرات والتعرف عن قرب على التجارب الناجحة للدول الأخرى، لافتة إلى أن تقدم الدول يقاس بداية بطبيعة الوجود البشري، ودور هذا الوجود في الإفادة من الهبات المادية، فالموارد البشرية هي أداة الانتفاع والاستغلال للطاقات والموارد الطبيعية والمادية وبقدر ما تتمتع الموارد البشرية من صحة جيدة وعقل راجح وعلم نافع وتدريب فني صالح ووعي وإخلاص تكون فاعلية استثمارها لمواردها البشرية.

فحري بنا أن نأخذ من تجارب الدول المتقدمة الأخرى كاليابان والصين وسنغافورة وغيرهم، نبراسا يضئ لنا الطريق ويهدينا الى السبيل القويم في انطلاق مشاريعنا الصغيرة لشبابنا، والتي كانت علاجا ناجعا لاقتصاد تلك الدول السالفة الذكر، فالتجربة اليابانية ، وكما تذكر الزميلة فاطمة إسماعيل في تقريرها المنشور ببوابة الاهرام في العاشر من فبرابر عام 2016 تعتبر في مجال إقامة وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة واحدة من أغنى التجارب العالمية، وهي بمثابة نموذج يمكن أن يحتذى به من قبل كل الدول الراغبة في تنمية اقتصادياتها من جهة والتغلب على مشاكل البطالة والفقر من جهة أخرى، فمنحت الإعفاءات من الضرائب والرسوم، ووضعت القواعد والنظم التي تقوم الحكومة اليابانية بموجبها بتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد بشكل أساسي على الدعم المباشر من الدولة، والذي يتجلى في توفير المساعدات الفنية والتمويلية والإدارية والتسويقية لهذه المشاريع، وحمايتها من الإفلاس بالسماح لها بالحصول على قروض بدون فوائد وبدون ضمانات.

كما كان للتجربة الصينية والسنغافورية في المشروعات الصغيرة للشباب وجها مشرقا ناجحا، حيث استطاعت الصين أن توظف العامل البشري البالغ 1.5 مليار نسمة توظيفًا جيدًا، من خلال المشروعات الصغيرة والقروض طويلة الأجل، وبالتالي تحولت المنازل إلى ورش عمل صغيرة في وقت يوجد وكيل للتسويق، فانخفض العجز وقلت نسبة البطالة وازدادت نسبة التنمية.

وفى سنغافورة كان للمشاريع الصغيرة والمتوسطة دور كبير ومهم فقام بنك التنمية السنغافوري وبنوك عديدة معه، بتوفير المساعدات المالية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بسعر فائدة ثابت وأقل من الأسعار التجارية، وقامت الحكومة بإنشاء قسم لتنشيط التجارة والصادرات تابع لها كانت مهمته مساعدة المصدرين وتقديم الدراسات عن الأسواق الدولية.

صفوة قولى، أننا بالفعل أمام قضية قومية مشدودة إلى فكرة المواطنة وغرسها وتخصيبها في نفوس هؤلاء الشباب-كما ذكرت القلينى-، وتلك أحسبها -ولله الفضل والمنة- أنها مترسخة في وجدان وأفئدة وعقول شبابنا المصرى الخيِّر، بمكوناته المصرية الشرقية الأصيلة، أما تنويهها بأن هذه الدول بذلت جهودا كبيرة في تربية ورعاية وتنمية القدرات المعرفية والإبداعية للأفراد، ليصبح هؤلاء الأفراد نواة للمجتمع، وأداة فاعلة للتقدم، فأنا اتفق معها تمام الاتفاق، والكرة الآن في ملعب قيادتنا السياسية وحكومتنا، في إيجاد مشاريع صغيرة قومية عديدة لشبابنا تسهم بها في تشكيل ملامح مجتمعهم والنهوض به، ويقينى أننا قادرون على ذلك بإذن الله تعالى.. رفعت الأقلام وجفت الصحف.