الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحُب كُله..


من أجمل ما غنت السيدة (أم كلثوم) في عام 1971، رائعة أحمد شفيق كامل "الحب كله"، والتي وضع ألحانها صاحب القلب المُحب والإحساس المتدفق بليغ حمدي، وأذكر حضراتكم بمطلع الأغنية.

الحب كله .. حبيته فيك الحب كله
وزماني كله .. أنا عشته ليك زماني كله
حبيبي قول للدنيا معايا .. ولكل قلب بدقته حس
يا دنيا حبي وحبي وحبي .. ده العمر هو الحب وبس ...

وعن "الحُب" سأحدثكم في السطور القليلة القادمة، فقد احتفلنا منذ يومين بعيد الحب، هذا العيد الجَدَلِي الذي يثير حفيظة بعض الناس، واستحسان الآخرين، ويأتي على هوى العاشقين، خاصة الجُدد منهم، فإن أول عيد حب يمر على العاشقين يكون له مذاق خاص يصعب وصفه بالكلام حتى منهم، ولكن يكتفون بنظرة عين، أو لمسة يد تجسد أرق المشاعر التي تجيش بها قلوبهم.

ودعونا نلقي نبذة تاريخية قصيرة حول نشأة هذا العيد المثير للجدل؛ فى القرن الثالث الميلادي، كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور "كلايديس الثاني"، الذى حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، وهنا تصدى القديس (فالنتاين) لهذا الحكم، وكان يُتَتم عقود الزواج سرًا، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحُكم عليه بالإعدام فى 14 فبراير 269 ميلاديًا، وبعد ذلك وتحديدًا في عام 496 ميلاديًا خَصَّصَ البابا "غلاسيوس" هذا اليوم يومًا للقديس (فالنتين)، وفي القرن الرابع عشر للميلاد بدأت قصة القديس (فالنتين) في الانتشار، وأضيف عليها الصبغة العاطفية، وأصبح هذا اليوم عيدًا للحب.

وقد يختلف الكثير في تعريف "الحب"، فمنهم من يقول أن الحب إحساس، أو عطاء، أو اشتياق، أو غير ذلك من المشاعر الجميلة الراقية.

وأنا أرى أن «الحب إرادة»، نَعَمْ؛ فإنَّ حال المُحب هو حال المُريد، فالشخص متى أَحَبَّ الشيء أراده، ومتى أراده سَعى للحصول عليه، وهذا ما يجعل الحب إيجابيًا، فمن يُحب يتخذ خطوات فاعلة من أجل الوصول إلى حُبِّهِ.

والفرق بين الحبّ والرّغبة أنّ الرّغبة حالة مؤقتة، أما الحبّ فهو سلوك دائم، يظهر في رغبات متتالية ومتناوبة، والفرق بين الحبّ الشَّهوانيّ والعذريّ "المثالي"، أن الشَّهوانيّ حبّ أنانيّ غايته نفع المُحِب ذاته، وأما المثالي فهو حبٌّ مُنَزَّه عن الشهوات أو المنافع.

أما اصطلاح «الحبّ الخالص» فيُطْلَق على حُبِّ العبد لله تعالى، لأجل ذات الله تعالى، لا لمنفعة، أو خوف، أو رجاء، بل لمجرّد أن الله تعالى يستحق الحب لذاته.

وأحيانا نستبدل كلمة «الحب» خطأً بكلمة (الهَوَى)، وهي من الفعل (يَهْوِي) أي (يسقط)، و ربما تُسْتَخدم تعبيرا عن السقوط في الحب، بينما يجب استخدام كلمة (الهَوَى) في الحُبِّ المكروه، كما في قوله تعالى في كتابه الحكيم: "وأمَّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى" (النّازعات/40-41)، وقد تُسْتَخْدم كلمة (الهوى) في الحبّ الممدوح أيضًا ولكن استخدامًا مقيّدًا ،،، دُمتم بحب وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط