- خطيب الحرم المكي: العجلة من الشيطان وعواقبها من خلقته
- خطيب الحرم المكي يكشف عن «أمر» يحرمك من استجابة الدعاء ويُبطل صلاتك
- 7 أمور يجب التعجيل بها
- طريقة التخلص من الاستعجال والتسرع
- الله تعالى نهى أنبياءه وعاتبهم عن «الاستعجال»
- الاستعجال آفة العقول ويورث فساد الرأي والتدبير
- خطيب المسجد النبوي: الفتاوى الشاذة تهدم الدين وتثير البلبلة والفتنة
- خطيب المسجد النبوي: دين الله وسط بين الغالي والجافي
قال الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن العجلة من الشيطان لأن الشيطان خلق من نار، والنار من صفاتها الطيش والخفة والإحراق، وهذه صفات لها تعلق ظاهر بثمار العجلة المذمومة.
وأوضح الغامدي خلال إلقائه لخطبة الجمعة، اليوم، بالمسجد الحرام، أن العجول بضاعته كاسدة يندفع بلا عقل ولا روية، وكلما لاح له طمع بادر إليه مما قد يورطه ذلك في الخوض في دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم أو تكفير المسلمين واتهامهم في نياتهم، فأنى يوفق هذا العجول المتكايس" وكيف يسدد هذا المستعجل المتحامق؟ لا تعجلن فليس الرزق بالعجل" الرزق في اللوح مكتوب مع الأجل" فلو صبرنا لكان الرزق يطلبنا لكن خلق الإنسان من عجل.
وقال الغامدي، إن هناك أمرا يحرم العبد من إجابة الله تعالى لدعائه، وكذلك يُبطل صلاته، موضحا أن الاستعجال يحرم العبد من إجابة الله لدعائه فالله يستجيب لعبده ما لم يستعجل الإجابة، منوهًا بأنه كذلك تبطل العجلة صلاة العبد، كما دل عليه حديث المسيء صلاته الذي يسابق إمامه في الركوع والسجود لا يؤمن عليه أن يحول الله صورته إلى صورة حمار.
وأضاف أنه قد يستعجل المرء في الحكم على الأشخاص بكفر أو بدعة أو فسق أو صلاح وتقوى وعلم، أو ينتقص من أعمال وجهود ويذمها بادي الرأي فيكون ممن خبط في عماية وهوى في جهالة، وظلم ولم ينصف وبخس الناس أشياءهم، وتعجل في كرة وذم.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، إن العجلة فطرة مركزة في شخصية الإنسان لا يكاد ينجو من شرها أحد إلا إذا هذبها وأصلحها بأن يصرفها في وجهها الصحيح ويعدل مسارها فيما ينفع ويفيد.
واستشهد بحديث النبى صلى الله عليه وسلم قال: «التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة»، حيث جاءت الشريعة بطلب الاستعجال في أمور من الخير وعمل الآخرة لا ينبغي التأني فيها وتأخيرها.
وأشار إلى أن الاستعجال أمر به في رد الحقوق إلى أصحابها والتحلل منها قبل يوم القيامة، سواء كانت ديونًا، أو ميراثًا أو وديعة أو استيفاء لبيع وشراء، ولا يجوز للمسلم أن يحبس حقوق الناس عنده فإن ذلك من الظلم والبغي، والموفق هو الذي يستعجل في أداء فريضة الحج إذا كان مستطيعًا ولم يحج من قبل قال صلى الله عليه وسلم:«تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له».
وتابع: والصائم شرع له تعجيل الفطر ولا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر، وشرع للعبد المسارعة والمبادرة والمسابقة في عمل الخيرات، ولم يكن هناك أحد من الصحابة أسبق لكل خير من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والمؤمن العاقل يبادر بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، ولا تطيب نفسه أن يسبقه أحد الى الله، وشعاره دائما [وعجلت إليك ربي لترضى].
وأكد أن من أوجب الأعمال التي لا تقبل التأخير والتسويف المبادرة والمسارعة إلى التوبة والاستغفار من كل ذنب وفي كل وقت، والله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، والعبد لا يدري متى يفجؤه الموت فلا يُمكن من التوبة، ومن العجلة المحمودة الإسراع بالميت في تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه.
واستطرد إمام الحرم: وكذلك الإسراع في إكرام الضيف وإطعامه، كما ورد بقوله تعالى: « فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ»، وكذلك المسارعة في تزويج الفتاة من الكفء المناسب، فإن الإسراع في ذلك من الخير المحمود، وتأخير الزواج مصيدة من مصائد إبليس إلا من عذر قاهر، وبكل حال المشروع هو المبادرة والمسارعة والاستعجال في كل أعمال الآخرة التي تقرب إلى الله والهدوء والرزانة والتأني والتؤدة فيما هو دون ذلك من أمور الدنيا وما يتعلق بها.
واستشهد بقوله تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين»، وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون»، وقال تعالى «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا».
وقال الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه يمكن اكتساب خلق التأني بمطالعة عبر التاريخ وتجارب الأمم والقراءة في سير العقلاء والنبلاء والجلوس مع أهل العلم والخبرة والتجربة ومشاورتهم، مع تدريب النفس وتعويدها على التأني.
وأوضح الغامدي، أن هذه وسائل مهمة في تهذيب العجلة وإصلاحها، وقد شرع الله الاستخارة والاستشارة من أجل اتقاء شر الاستعجال في اتخاذ القرارات هينة كانت أم عظيمة ولم يكن أحد أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو النبي الموحى إليه، وكان عمر رضي الله عنه يجمع المهاجرين والأنصار لمشاورتهم في كثير من قراراته وهو المحدث الملهم.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى نهى نبيه -صلى الله عليه وسلم- عن العجلة في تلقي القرآن قبل كماله وانقضاء إيحائه، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ» الآية 114 من سورة طه.
وأوضح، أنه كذلك عاتب سبحانه وتعالى نبيه موسى -عليه السلام - على أن قدم إليه وحده لميقات ربه ولم يأت مع قومه، مستدلًا بقوله تعالى: «وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى» الآية 83 من سورة طه، ولو صبر موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام ولم يعجل لرأى من بديع أقدار الله شيئًا عجبًا.
وأضاف: ونهى الله نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يكون مثل يونس عليه السلام حينما خرج مغاضبًا قومه مستعجلًا أمر ربه، كما ورد بقوله تعالى: «وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ» الآية 48 من سورة القلم، واستبطأ الصحابة النصر والتمكين في الأرض، وهم يرون علو الكفر وطول زمانه فبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله سيتم هذا الأمر ولكنكم تستعجلون، وتعجل الرماة النصر في معركة أحد وخالفوا أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام فحقت عليهم سنة الله في المتعجلين النصر والتمكين.
وقال الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن العجلة آفة العقول والألباب، وهي تورث فساد الرأي والتدبير، ونهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الاستعجال.
واستشهد الغامدي خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، بقوله تعالى: «فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ» الآية 35 من سورة الأحقاف، منوهًا بأنه سبحانه أخبر أن أقوامًا يستعجلون العذاب والسيئة قبل الحسنة، وهذا من ضعف عقولهم لو كانوا يعقلون.
وأضاف أن الاستعجال آفة مهلكة إذا لم يبادر العبد إلى إصلاحها وتهذيبها، وذلك لا يتم له إلا بأمور مهمة، منها تعويد النفس وتمرينها على التأني والروية والتمهل والتعقل قبل أن يصدر منها أي قول أو فعل أو رأي، والتأني والتروي قيمة مطلقة يحبها الله ويوفق صاحبها للسداد والبصيرة والله من أسمائه الحليم والصبور، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «التأني من الله والعجلة من الشيطان».
وتابع: ويكون خلق التأني والتؤدة والرزانة، هبةٌ ومنةٌ من الله على عبده، كما يدل عليه حديث أشج عبدالقيس حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة.
من جانبه، أكد الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الفتاوى الشاذة والأقوال الساقطة التي تصدر من غير المؤهلين تهدم الإسلام والدين وتثير البلبلة والفتنة وتفتن ضعاف العقول والعلم والدين وتظهر الحق في صورة الباطل، والعكس.
وأوضح البدير خلال خطبة الجمعة بالمسجد النبوي، أن من الافتراء على الله تعالى والكذب على شريعته وعباده ما يفعله بعض من رغبوا في الأعراض الدنيوية العاجلة والأعراض الدنيئة الزائلة من التسرع إلى الفتيا بغير علم والقول على الله تعالى بلا حجة والإفتاء بالتشهيق والتلفيق والأخذ بالرخص المخالفة للدليل الصحيح.
وتابع: وكذلك تتبع الأقوال الشاذة المستندة إلى أدلة منسوخة أو ضعيفة التي لا يخفى على من له أدنى بصيرة مفاسدها الكثيرة وآثارها السيئة العظيمة على الإسلام وأهله التي لا يقول بها إلا من فرغ قلبه من تعظيم الله وإجلاله وتقواه وعمر بحب الدنيا والتقرب إلى الخلق دون الخالق حيث قال بعض السلف أشقى الناس من باع آخرته بدنياه وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره.
وقال الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الشريعة جاءت بالوسطية والتيسير والتخفيف والتسهيل والتوسيع والسماحة ورفع الحرج على المكلفين.
وأوضح البدير، خلال خطبة الجمعة، اليوم، بالمسجد النبوي، أنه ليس المقصود بالتيسير تتبع رخص المذاهب الفقهية وأقوال العلماء واختيار الأسهل منها، بل المراد الرخص الشرعية التي جاء الدليل الشرعي بالترخيص فيها لأهل الأعذار كالمريض والمسافر والصغير إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات في سائر الفرائض والواجبات.
وأضاف أن دين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه والغلو والجفاء والإفراط والتفريط آفتان قبيحتان ومسلكان منحرفان وسبيلان معوجان وخروج عن الدين القويم والهدي العظيم والصراط المستقيم ، محذرا من الغلو والجفاء وإتباع السبل والأهواء.