الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العاصمة الإدارية الجديدة رؤية للمستقبل


منذ فترة قمت بزيارة سياحية لدبى استمرت قرابة الأسبوعين، شاهدت خلالها ما توصلت إليه دولة شقيقة وهى دولة الإمارات العربية المتحدة، وحينها أيقنتأحاديث الأصدقاء من المقيمين والزائرين عن دبى ومدى الحداثة التى وصلت إليها، شاهدت بنفسي منذ أن وطئت قدمى مطار دبي، النظام والانضباط واحترام القانون منذ أن استقلينا السيارة حيث مقر إقامتى هناك، النظام فى الشوارع، النظافة، اللافتات والعلامات الإرشادية على جانبي الطرق، مراقبة حركة المرور على جانبي الطريق، عدم تخطى حارات المرور فجأة بدون تمهيد لذلك، وغيرها من سلوكيات تدل على ثقافة وحضارة البلد المضيف.

وتحدثت مع أحد الأصدقاء عن بقية مدن الإمارات وبالأخص عاصمة الدولة أبوظبي، وذهبنا إليها، ووجدت أن دبي مركز تجارى وحضارى أعلى شأنا بشكل بسيط من إمارة دبي، ولكن عدوى النظام والانضباط كتوجه لحكام الإمارات قد أصابت بقية الإمارات المجاورة بشكل أو بآخر.

وحينها تمنيت، كما يتمنى كل مواطن غيور على بلده، أن تصبح مصر بشكل من الأشكال فى يوم من الأيام كتلك الإمارة التى تقع على الخليج.

وفجأة نجد فى مصر مشروعا ضخما يعلن عنه فى الصحف على ما أتذكر فى العام 2016 عن عاصمة إدارية جديدة لمصر، وحينها كما أتذكر ويتذكر البعض منا، أن أعدادا غفيرة من بنى وطنى، نظروا بنظرة اندهاش والبعض الآخر استنكر هذا المشروع فى تلك الأيام التى تمر بالدولة من إرهاب وارتفاع أسعار، والبعض الآخر حارب فكرة المشروع، ومنهم من روج الشائعات للنيل من أداء الحكومة ونظرتها السطحية لمعالجة المشاكل التى تعانى منها الدولة، وهناك فريق آخر أصابه الوجوم والسلبية فى ردة الفعل تجاه التخطيط الاستراتيجى للدولة.

وأنا كنت من المؤيدين لفكرة إنشاء عاصمة جديدة للدولة، ولكن حينها كنت أفضل أن توضع فى أولويات الدولة فى خطط التطوير المستقبلية وفقًا لما تربينا عليه على أيدى الحكومات السابقة، حيث يطلق على كل مشروع ضخم وكبير سوف يتم خلال الخطة الخمسية للدولة، كمسكن للمواطن وجرعة واهية من الأمل فى عمل مشاريع فى المستقبل إن شاء الله.

الآن أصبحت توجهات وسياسات الدولة ورؤيتها وفقا للحاضر هنا والآن وليس غدا وبعد سنة، أصبحت سياسات واستراتيجيات حالية وأهداف تتحقق على المدى القصير وليس خطة طويلة المنال.

وعندما تمعنت فى أهمية فكرة العاصمة الإدارية الجديدة، وجدت أن فكرة المشروع بالنسبة لى كفكرة إلقاء حجر فى النهر يحدث بعض الدوائر المحيطة به والممتدة لهذا الحجر.

بمعنى أن العاصمة الإدارية الجديدة صُممت على أحدث التصاميم وفقًا للقواعد المعمول بها فى إنشاء المدن الكبرى العالمية، من بنية تحتية، وطرق، ومبانٍ، وحدائق، ومدارس، وجامعات، ومنشآت حكومية، ومستشفيات، وحدائق عامة بمساحات خضراء ممتدة كرئة ومتنفس للمصريين.

صممت العاصمة الإدارية الجديدة وفق النظم الإدارية الحديثة، وهذا المفهوم نحن فى حاجة شديدة إليه حاليا، نحتاج إلى عقول وإدارة حديثة وسلوكيات منضبطة ولديها الوعى والحرفية والمعرفة الحديثة لإدارة منظومة العاصمة الإدارية الجديدة.

وهذا ما سوف يتم على أرض الواقع، فالعاصمة الإدارية الجديدة سوف تدار على أيدى خبراء وشباب لديه من المعرفة والعلم والتطور، ما يضمن لنا إدارة حديثة لعاصمة جديدة نضمن أن تحقق لمصر المكانة الكبيرة التى نطمح أن نرى بلدنا الكبير عليها فى يوم من الأيام.

نحن حقًا فى مشروع ناجح يعيد لمصر مكانتها وسط الدول المتقدمة ووفقا لأحدث النظم العالمية ويدار وفقا لأحدث سبل الإدارة الحديثة.

وهناك مفهوم يطلق عليه فى علم النفس "العدوى الجماعية"، أى انتقال السلوكيات والمفاهيم الإيجابية من شخص إلى آخر حتى يصبح هناك تعميم لتلك السلوكيات تنقل إلى بقية محافظات مصر بالكامل، كمحاكاة للعاصمة الإدارية الجديدة، وهذا ما آمل فى أن يتحقق بإذن الله على أرض مصر، أن تنتقل النظم الحديثة وتعمم من خلال محاكاة العاصمة الإداريه الجديدة سواء فى نظم المرور والانضباط ، والجهاز الإدارى للدولة، من مدارس وجامعات ومستشفيات، وبنية تحتية، هناك دول بالفعل تحقق كل هذا على أرضها، منها دبى، وسنغافورة، وماليزيا، وتركيا، وهونج كونج، وغيرها من الدول التى أصبحت عواصم كبيرة ومزارًا للسياحة والتجارة العالمية، فلنستبشر خيرًا ونثق فى خطواتنا وقدرتنا للعبور إلى مستقبل جديد لمصر الغالية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط