الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قانون النفقة .. قاهر النساء


حكايتي عن بعض النساء المصريات اللائي مازلن يقهرن أمام أبواب محاكم الأسرة.

فرغم أن هناك الكثير الذي قدم للمرأة المصرية في عامها ألا أن المطالبة بحكم الطلاق والنفقة داخل أروقة المحاكم يحكم علي آلاف المصريات بالموت وهن أحياء.

وحتي مع وصول عدد الدعاوي القضائية التي تنظر أمام محاكم الاسرة من 900 الي 1500 دعوى قضائية تقريبا متضمنة الطلاق والخلع والنفقة إلا أن المرأة مازالت تعاني بسبب اطالة فترة التقاضي في قضايا النفقة وفي أوقات كثيرة تكون في أمس الحاجة لصدور حكم النفقة خاصة لو هي ربة منزل بلا أي مورد رزق .

وفي قانون النفقة يقع دائما علي عاتق المرأة إثبات دخل الزوج وتحدث المشكلة عندما لا يكون الزوج يعمل في مكان معلوم وخاصة من يعملون في الأعمال الحرة والبسيطة مثل النجارة والسباكة حيث يستحيل اثبات دخل الزوج .. لتقع الكثير من الزوجات خاصة ربات المنازل غير العاملات في براثن الفقر المدقع.

والكارثة أن بعض المحامين والأزواج يتلاعبون بالتهرب من إثبات الدخل عن طريق استغلال ثغرات في القانون وتقديم استقالات زائفة أو التواطؤ مع عملهم او تقديم رشاوي للمخبرين الذين يتحرون عنهم.

وبعد الحكم بالنفقة يلجأ الزوج الي اساليب عديدة للتلاعب بثغرات القانون منها تقديم أنه عائل لأمه أو زوجة أخري أو حتي أخته كما أنه من الممكن أن يكون مطلقا لأكثر من امرأة وهنا تقسم النفقة علي كل هؤلاء النساء وهذا أمر مجحف للغاية .

وللأسف قانون محاكم الأسرة الصادر برقم 10 لسنة 2004 يشوبه العديد من الأخطاء ومنها تأخر بعض المحاكم في تحويل ملف التسوية من مكتب التسوية الي المحكمة وأيضا كثرة التأجيلات لمدد طويلة في بعض القضايا .

أيضا القانون يلزم الزوجة بإحضار خطاب تحرٍ عن دخل الزوج وهي ملتزمة بتقديمه الي قسم الشرطة التابع له الزوج والمصيبة أن هناك أزواجا خبراء في التهرب والتلاعب حتي لو كانوا مقتدرين.

وقد تكون هذه المطلقة مسنة وربة منزل لا تعمل وطلقت بعد سنوات من الزواج وغير متعلمة ، والسؤال الذي أطرحه ماذا تفعل هذه الزوجة التي عاشت لسنوات مع زوجها تقتسم معه الحياة بحلوها ومرها ؟ وأين تذهب وكيف تتحري عن مرتب زوجها وقد لايكون لديها جهد أو مال أو وعي أو قدرة علي مواجهة الحياة ؟

اعتقد أن حق هذه الزوجة التي عاشت لسنوات مع زوجها وقد يكون لديها أطفال عندما تستحيل العشرة مع زوجها أن تعيش بكرامة وأن توفر لها الدولة الحد الأدني الذي يجعلها تعيش بآدمية حتي قبل أن تذهب للمحكمة أو ترفع قضية النفقة وأن تعفيها من أي اجراءات تعرضها للمشقة وخاصة وأنها في الغالب تكون في ظروف صعبة لا تسمح لها بتجرع المزيد من المشقة والصعاب والقهر والمهانة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط