الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجح «السيسى».. وسقط «الإعلام»


لم تكن الانتخابات الرئاسية التى جرت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، مجرد اختيار «السيسى» رئيسا، ليقود الدولة نحو مزيد من الاستقرار، والبناء والتنمية، خلال أربع سنوات قادمة، ولكنه كان أيضا اختبارا لكثير من الجهات، والأجهزة والمنظومات المختلفة، رسمية كانت أو مدنية، فى كيفية الأداء خلال الفترات المهمة التى تمر بها الدولة.

ما يعنينا هنا هو، بحكم الانتماء والعمل، هو منظومة «الإعلام»، التى حرصنا، من خلال «لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة»، على متابعة أدائه خلال فترة الانتخابات، للوقوف على مدى الالتزام بالمهنية، وكود الأخلاق، فضلا عن متطلبات المرحلة التى تمر بها الدولة.

والحقيقة، ومن خلال متابعة دقيقة، يمكن القول إن «السيسى» نجح، وسقط «الإعلام»، سقط فى براثن الاندفاع، والأداء الذى لا يستند إلى معلومات، أو التزام بالمعايير المهنية المطلوبة، وقد غابت عن كثير من وسائل الإعلام.

نجح «السيسى» فى الانتخابات، بعد أن قدم مبررات اختياره رئيسا لمرحلة رئاسية ثانية، فقد كانت أعماله تسبقه، ولذلك فاز بجدارة.

أما «الإعلام» فاستند إلى الماضى، والأمجاد التى يتغنى بها، لم يراع الظروف التى تمر بها الدولة، وتتطلب أداء مختلفا، يعتمد على نقل تقديم الخبر مصحوبا بالمعلومات المدققة من مصادرها، ودعمها بخلفية معلوماتية تقنع متلقى الرسالة الإعلامية.

فهذه قنوات ووسائل إعلام رسمية، تعيد وتزيد فى مقاطع "فيديو" على أنه المقطع الدوار، بمعنى أنه مقطع واحد، ويتم ترويجه على أنه فى أكثر من لجنة.

وهذا موقع إلكترونى يعتمد على صور أرشيفية، ليست لها علاقة بالانتخابات الحالية، يتم تقديمها، فى خداع واضح للقارئ، على أنها من الانتخابات الحالية.

لم يقم «الإعلام» بدوره فى التزام تنوير الناخب، وعرض البرامج، والأهداف التى تسعى الدولة لتحقيقها، والتحديات التى تواجهها خلال المرحلة الحالية، والتى تهدد بدورها المستقبل، الذى يأمله أبناء بلادى مصر.

الأداء الإعلامى، إذن، مازال منفصلا عن الواقع، ويعيش فى أطر وقوالب ثابتة، قوامها التأليف، والترويج، والتوزيع، دون مرجعية، أو معلومات حقيقية، وهو الأمر الذى ينذر بالخطر، حال استمراره.

نحن بحاجة إلى أداء إعلامى من نوع آخر، أداء يراعى الظرف الدقيق الذى تمر به الدولة، والتحديات التى تتعرض لها أولا، ويعمل على تنوير القارئ ومتلقى الرسالة الإعلامية بتلك التحديات، حتى يقف خلف الدولة، ويدعم إعادة بنائها، لتأخذ موقعها الريادى الذى يشهد لها به التاريخ.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط