مارتن لوثر كنج.. 50 عاما على اغتيال «الحالم» وأصغر الفائزين بنوبل
تحيي الولايات المتحدة اليوم الذكرى 50 لاغتيال الزعيم الحقوقي الأمريكي الأسود مارتن لوثر كنج.
ويُعد كنج، المولود بولاية أتلانتا في 15 يناير 1929، أصغر الفائزين بجائزة نوبل للسلام، تقديرًا لنضاله الطويل للدفاع عن حقوق المواطنين الأمريكيين السود والفقراء، قبل إلغاء التمييز العنصري في الولايات المتحدة.
درس كنج بكلية مورهاوسن وحصل على البكالوريوس في الآداب عام 1948، ثم بكالوريوس اللاهوت عام 1953، كما حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة بوسطن في نفس العام، وهو عام زواجه أيضًا من كوريتا سكوت.
وأثناء دراسته الجامعية، أعاد كنج النظر في كراهيته للبيض، وناضل من أجل مكافحة الكراهية والتمييز بشكل عام، متأثرًا بكتابات الزعيم الهندي المهاتما غاندي وأفكاره عن العصيان المدني والمقاومة اللاعنفية.
وبطبيعة الحال، كان كنج ودعوته بمثابة صداع للسلطات الأمريكية، التي ألقت القبض عليه لأول مرة في 1956 بتهمة تجاوز سرعة القيادة المسموحة، وبعد الإفراج عنه بأيام تعرض لمحاولة اغتيال بقنبلة أثناء إلقائه خطابًا أمام حشد من أنصاره.
وبعد نجاته من محاولة الاغتيال ألقت السلطات القبض عليه ثانية بسبب تحريضه المواطنين السود على مقاطعة استخدام الحافلات العامة، بسبب التمييز بين الركاب البيض والسود، إلى أن حكمت محكمة فيدرالية بإلغاء التفرقة في الحافلات العامة، وبعد شهر نُسف منزل كنج بالديناميت على يد متعصبين بيض.
واعتقل كنج للمرة الثالثة عام 1960، بسبب حملاته النشطة والسلمية ضد التمييز العنصري، ومطالبته الحكومة الأمريكية بإلغاء التفرقة العنصرية.
وبفضل جهود كنج، حصل أكثر من 5 ملايين مواطن أمريكي أسود على حق الانتخاب في 1957، بعدما كانوا محرومين منه.
وفي ذروة نشاطه الحقوقي عام 1963، وعلى خلفية صدامات متكررة بين مواطنين سود والشرطة الأمريكية، ألقى كنج خطابه الشهير الذي بدأه بعبارة "لديّ حلم" في 28 أغسطس، والذي يُعد درة تاج خطاباته، ولا يزال متداولًا حتى اليوم، حيث حضره أكثر من 250 ألف شخص، منهم عشرات الآلاف من البيض، عند النصب التذكاري للرئيس أبراهام لينكولن، وعُد أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية.
وقال كنج أثناء الخطاب عبارته الشهيرة "لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
وفي العام التالي 1964، أصبح كنج أصغر الفائزين بجائزة نوبل للسلام في سن 35 عاما، بعد صدور قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، والذي أُلغيت بموجبه التفرقة العنصرية، لكن السلطات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتوقفا عن ملاحقته ومضايقته والتنصت على تحركاته ومكالماته.
وفي أبريل من العام 1968، خطط كنج لمسيرة في مدينتي واشنطن وممفيس، وذهب للإقامة في فندق بممفيس كان يقيم فيه مجرم صاحب سوابق يُدعى جيمس إيرل راي، الذي تعقب كنج وخطط لاغتياله قنصًا، ونفذ جريمته في 4 أبريل 1968.
وبحسب شبكة "بي بي سي"، أقيم احتفال في فندق ممفيس بولاية تينيسي، الذي اغتيل فيه مارتن لوثر كنج قبل 50 عامًا، حيث ألقى عدد من الحضور خطابات التأبين لذكرى الحقوقي الراحل، كما أقيم احتفال أمس في كنيسة الرب، التي ألقى كنج خطابًا فيها قبل اغتياله بيوم واحد.
واغتيل كنج برصاص قناص أثناء وقوفه في شرفة غرفته بفندق ممفيس، خلال رحلة كان يقوم بها إلى ولاية تينيسي للاحتجاج على تدني أجور عمال الصرف الصحي.
وخلال الحفل الذي أقيم في كنيسة الرب أمس، قالت ريفيريند برنيس كنج، ابنة الحقوقي الراحل، للحضور "أنتم تنظرون الآن إلى طفلين فقدا أباهما برصاصة مغتال"، وكان يقف بجانبها شقيقها مارتن لوثر كنج الثالث.