الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مازالوا يجلسون على الكراسي


منذ فترة وأنا أرصد وأحلل ملفاً أعتبره أنا شخصيًا من أخطر الملفات والقضايا التى تعكس حال البلد على أرض الواقع، وهو ملف المحليات وقضايا الشارع المصرى، ملف المحليات انعكاس حقيقى لحالة الجهاز الإدارى للدولة، ولدىّ إيمان شديد أن إصلاح الهيكل الإدارى للدولة يبدأ من إصلاح حال المحليات على مستوى الجمهورية، وذلك لاعتبارات عديدة، لأن المناطق السكنية وتخطيطها وإدارتها بشكل يشعر المواطن البسيط بجودة الحياة، وجودة الحياة هى مدى رضا المواطنين عن الخدمات والبيئة المحيطة بهم.
 
كما أرى أن أى زائر أو مُغترب يعود إلى أرض الوطن سواء للزيارة أو للسياحة، يستطيع أن يقيم بنظرة مجردة، مقدار رفاهية المواطن وأسلوب معيشته ومدى تخطيط الدولة ورعايتها لمواطنيها من خلال التخطيط الجيد وإنفاذ القانون على أرض الواقع.
 
كثيرٌ من المستثمرين الأجانب، قبل أن يقدموا على الاستثمار فى مصر، يقيمون لمدة من الوقت ويتجولون بشوارع وأحياء القاهرة وبعض المحافظات، وفى أغلب الأحيان يبدأ التقييم للبلد من أول ما يخطوا المستثمر خطواته الأولى من أرض المطار سيرًا فى شوارع القاهرة، ليراقب ويقيم نظافة الشوارع، وأوقات الذروة، وارتفاع المبانى، وجراجات السيارات، ومدى الالتزام بقواعد وقوانين المرور.. 
فالأمر لا يتعلق فقط برضا المواطن ورفاهيته، بل بالزائرين والمستثمرين، فالأمر لا يتوقف بالنسبة للزائرين والسياح والمستثمرين بشارع المطار كمدخل للبلد، بل يتعدى ذلك بكثير إلى أحياء القاهرة والمحافظات المختلفة 
فتكدس السيارات أمام العمارات دون وجود ساحات للانتظار أو جراجات أسفل العمارات تستوعب ذلك الكم الرهيب من السيارات حتى أصبح الشارع المصرى جراجاً كبيراً للسيارات وكل هذا بسبب تقاعس السادة المسئولين عن الأحياء وإغفالهم لتطبيق القانون بحزم وسرعة.
 
أنا شخصيًا أستعجب على كم المخالفات فى الشارع الذى أقيم به وهو من أكبر الشوارع وأهمها فى محافظة القاهرة حيث أسكن بالشارع الرئيسي وهو شارع هام وحيوى وأستعجب من المخالفات التى تتم بالشارع واستعجب أكثر أننى لم أر رئيس الحى أو من ينوب عن سيادته ولو مرة واحدة ينزل ويجوب الشارع فى حملات متكررة لضبط المخالفين وتطبيق القانون، لم أر السادة النواب يتكرمون على السكان ويمرون فى الشوارع لينظروا على كمية المخالفات والتسيب والإهمال وتدنى الأوضاع فى الأحياء، أستعجب ويدور فى ذهنى أسئلة عديدة وكثيرة.

هل السادة المسئولين عن الأحياء لديهم كم كبير من المهام التى تتطلب جلوسهم طوال الوقت على مكاتبهم فى التكيف دون المرور على الأحياء التى يتولى رئاستها؟ هل يسكن رؤساء الأحياء أو مساعديهم بتلك الأحياء التى يتولى إدارتها ويعلمون بتلك المخالفات ويشعرون بتدهور حال الشوارع بتلك المناطق؟ هل فى الصباح الباكر أو فى المساء عند انتهاء أعمالهم يمرون بالأحياء التى يتولون رئاستها ويرون تلك المخالفات؟
  
هل يتقدم أهالى الأحياء من المواطنين والسكان ببعض الشكاوى لكم المخالفات إلى الأحياء وتتم الاستجابة لهم؟ هل المخالفات فى الفترة الحالية تزداد بسرعة قبل تطبيق انتخابات المحليات والمسئولين يعلمون ذلك دون تحرك منهم؟ هل أعضاء مجلس النواب المحترمين يتفرغون لسن القوانين والتشريعات وإقرارها وأصبحوا مشغولين عن مشاكل المواطنين وعن تطوير الأحياء وتحسينها؟ 

هل تطبّق وتنفّذ القوانين على المخالفين بالأحياء أم يكتفوا بجمع الجبايا من المخالفين فقط؟ هل بكل حى ما يطلق عليهم مافيا الأحياء ممن يقومون بإبلاغ المخالفين عن أى إجراء سوف يتخذ ضدهم لاتخاذ اللازم، كما يفعل المرشدين مع تجّار المخدرات؟ 
أسئلة كثيرة لم يسعفنِ الوقت لكى أسردها على حضراتكم، أرجو أن أرى إجابة لتلك الأسئلة على أرض الواقع، وللحديث بقية.. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط