الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"التاريخ يُكتب من جديد".. قمة تاريخية بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية.. كيم جونج أون أول زعيم كوري شمالي يعبر الجنوب منذ الخمسينات.. تفاؤل بريطاني أمريكي.. وزيارة سرية لـ"بومبيو" قبل قمة ترامب

كيم جونج أونج, مون
كيم جونج أونج, مون جيه إن

قمة تاريخية بين الزعيم الكوري الشمالية ورئيس كوريا الجنوبية
كيم جونج أون يكتب تاريخ شبه الجزيرة الكورية من جديد
جونج أون أول زعيم كوري شمالي يزور الجنوب منذ الحرب
البيت الأبيض متفائل من القمة.. وبريطانيا مترقبة لنتائج مفاوضات نزع النووي
زيارة سرية لمايك بومبيو تمهيدًا لقمة ترامب وكيم التاريخية


في مشهد تاريخي صافح الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، اليوم الجمعة، زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، في قمة لم تشهدها البلدين منذ أكثر من عشر سنوات، وهي القمة الثالثة في تاريخ الكوريتين منذ اندلاع التوتر بين شطري شبه الجزيرة الكورية، الذي استمر نحو 68 عامًا.

اتجهت أنظار العالم لهذه القمة التاريخية، والتي تأتي قبل أسابيع من لقاء تاريخي آخر بين كيم جونج أون والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وذلك لبحث ملف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، والتجارب النووية التي أجرتها كوريا الشمالية وجعلتها تقع فريسة لعقوبات دولية واسعة.

واستقبل مون الزعيم الكوري الشمالي عند خط ترسيم الحدود العسكرية ليصبح كيم بذلك أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه الجنوب منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، وفي مشهد عفوي دعا كيم الرئيس الكوري الجنوبي لعبور الخط إلى الشمال لفترة وجيزة قبل أن يعود الاثنان مرة أخرى إلى الجانب الكوري الجنوبي من الحدود.

وقال كيم "كنت متحمسا للغاية للقاء في هذا المكان التاريخي وإنه لأمر مؤثر بالفعل أن تأتي كل هذه المسافة إلى خط ترسيم الحدود للترحيب بي بنفسك"، وذلك قبل أن يتسلم باقة ورد من طفليين كوريين جنوبيين، ويسير مع مون على سجادة حمراء ليقفان في نهاية المطاف عن حرس الشرف الكوري الجنوبي، والذي ارتدي زيًا تاريخيًا وعزف موسيقى شعبية.

وتوقف كيم بعد للتوقيع في دفتر الزوار ببيت السلام في كوريا الجنوبية قبل بدء المحادثات، حيث كتب بداخله: "تاريخ جديد يبدأ الآن. عهد من السلام" ثم وقع بأسمه وكتب تاريخ اليوم.

وتوجه مون إلى مكان القمة في موكب كبير وتوقف قليلا لتحية العشرات من مؤيدي القمة بين الكوريتين والذين لوحوا بأعلام كوريا الجنوبية قرب البيت الأزرق الرئاسي في سول، في حين تجمع مئات المتظاهرين في وسط سول منذ الصباح الباكر إما للاحتجاج على القمة أو للتعبير عن دعمهم لها.

وكشف مسئول كوري جنوبي عن أهم ملف تمت مناقشته بين الزعيمين، حيث قال إنهما أجريا مباحثات "جادة وصريحة" بشأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وأنهما بصدد إصدار بيانًا مشتركًا حول هذا الأمر.

وأشار المسئول إلى أن كيم أخبر مون في جلستهما الخاصة بأنه جاء إلى القمة لإنهاء تاريخ من الصراع، ومزح الزعيم الكوري الشمالي مع رئيس الجنوب قائلا إنه "يأسف لأنه كان يبقيه مستيقظا بسبب تجارب إطلاق الصواريخ في ساعات متأخرة من الليل".

وأضاف أن كيم قال لمون إنه مستعد لزيارة البيت الأزرق الرئاسي في سول، وأنه يود لقاءه على فترات أكثر تقاربا في المستقبل.

وقال البيت الأبيض في بيان له تزامنًا مع بدء القمة إن الولايات المتحدة تأمل في أن تحرز المحادثات بين كيم ومون تقدما في سبيل تحقيق السلام والرخاء، مشيرًا إلى أن واشنطن تتطلع إلى مواصلة المباحثات مع سيول استعدادا للاجتماع المزمع بين ترامب وكيم في الأسابيع المقبلة.

ونقلت صحيفة "إندنبندت" البريطانية عن المتحدث باسم رئيس كوريا الجنوبية، يون يونغ أن كيم يو جونج شقيقة زعيم كوريا الشمالية دعت على مائدة المفاوضات بين وفدي الشطرين الشمالي والجنوبي إلى تسريع توحيد الكوريتين.

وأضاف المتحدث الرئاسي الكوري الجنوبي بأن "كيم يو جونغ قالت إنه من الضروري التعجيل بتوحيد الكوريتين"، مضيفا أن ما قالته شقيقة زعيم كوريا الشمالية، أثار ضحكات استحسان ودية من قبل جميع المشاركين في المفاوضات.

وأفادت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية بأن المتحدثة باسم البيت الأبيض الأمريكي سارة ساندرز نشرت على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورًا تجمع المرشح المحتمل لوزارة الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، بكيم جونج أون، وذلك في أول لقاء رسمي بينهما،

وقالت ساندرز إن الوزير بومبيو سيقوم بعمل جيد في المساعدة على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسئولين أمريكيين قولهم إن مايك بومبيو قام بزيارة سرية إلى كوريا الشمالية خلال عطلة عيد القيامة والتقى مع زعيمها كيم جونج أون لبحث قمة مرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي أول رد فعل من المملكة المتحدة، أكد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أنه يتطلع أن تسفر تلك القمة التاريخية عن نتائج مجدية، حيث نقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن جونسون قوله: "أنا متطلع جدًا لنتيجة القمة، فأنا أعتقد أن أي شخص ينظر إلى تاريخ كوريا الشمالية مع السلاح النووي، لن يكون متفائلًا بالقمة، ومع ذلك يبدو أن القمة ولقاء الزعيمين ستسفر عن نتائج مجدية".

وفي أول تعليق من روسيا، رأى رئيس لجنة شئون الدفاع في مجلس الدوما، الروسي فلاديمير شامانوف، اليوم الجمعة، أن القمة تشير إلى إمكانية محتملة لتوحيد البلدين، قائلاً: "حقيقة وصول الزعيمين من الجيل الجديد إلى هذا المستوى، يشير إلى أنه يمكنهما توحيد البلاد كأمة واحدة".

ونقلت وكالة "سبوتنك" الروسية عن شامانوف قوله: "لكن الأحداث اللاحقة أدت إلى حقيقة أن ألمانيا اليوم هي دولة واحدة، الطريق لم يكن سريعًا، لكن تم إيجاد سابقة في التاريخ الحديث".

وفي نقس الوقت شدد السياسي على أن "الدرجة لا تتحدد بالمحادثات، بل بالأعمال التي تنفذ وبالأفعال"، مشيرا إلى أنه من الضروري متابعة تطور الأحداث، ولكن الخطوات الأولى قد اتخذت".

-