الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التغيير والغموض والترقب


منذ الأربع سنوات الماضية نشهد تغيرات عديدة ومتنوعة، حركة من البناء والتعمير ومد الطرق والجسور وبناء مدن سكنية وتعمير الصحراء وإنشاء مزارع سمكية، وبناء العاصمة الإدارية الجديدة، ومحطة الضبعة النووية، وإنشاء محطات توليد الكهرباء، وتحلية مياه البحر، ومحاربة الإرهاب ومكافحة الفساد وتجارة المخدرات، وغيرها من المشاريع والبنية التحتية المميزة والمتميزة.

ونستمع ونشاهد عبر وسائل الإعلام الرسمية والفضائيات المصرية، عن تغييرات عديدة فى سياسات الدولة تجاه مجموعة من القضايا الهامة والحيوية للمواطن المصرى، منها على سبيل المثال وليس الحصر، قانون المرور الجديد وتم بالفعل تنفيذ إشارات مرور ضوئية على مستوى القاهرة، ولكن لم نعلم عن تلك المنظومة الجديدة أى شيء، متى تطبق بالفعل، وما الغرامات.. ولماذا لم يتم حتى الآن انضباط الشارع المصرى وتطبيق تلك القوانين على قائدى السيارات من المخالفين، وأين البرامج والحملات الموجهة للمواطنين لإرشادهم بالمنظومة الجديدة ومتى تفعل؟

أيضًا قانون التأمين الصحى الشامل على المواطنين، متى يبدأ تفعيلة، وما سياسات تفعيل تلك الخدمة المطبقة فى غالبية دول العالم منذ زمن مضى، وما التغييرات التى تمت فى مستشفيات مصر وإعداد الأطباء وأطقم التمريض والجهاز الإدارى لتلك المنظومة، وما المعلومات المقدمة للمواطنين عن بدء تلك الخدمة وتفعيلها على أرض الواقع؟

وهناك أيضًا تدريبات تتم لخلق كوادر شبابية على نظم الإدارة الحديثة وتولى القيادة الشبابية بعض المسؤوليات فى الجهاز الإدارى للدولة، من هولاء الشباب.. وما الأسس التى يتم بناء عليها اختيار هولاء الشباب.. وهل تولى أحد منهم المسؤولية فى أى موقع قيادى؟

الإصلاح الإدارى فى الدولة، وتفعيل قانون الخدمة المدنية الجديد، هل تم تطبيقة على أرض الواقع بالفعل؟، ومدى رضاء الموظفين عن تلك القوانين بعد تطبيقها، وهل هناك استطلاعات رأى لرصد مدى فاعلية تلك الإصلاحات على أرض الواقع؟

وأين المجلس القومى للأخلاق هل يقوم برصد الظواهر الاجتماعية والمشكلات التى يتعرض لها المجتمع ويعمل على عودة الأخلاق المصرية الحميدة وتنمى فى ضمائر ابنائنا من جديد متى وأين وكيف يتم ذلك؟

هل تم تفعيل دور الرقابة على الأفلام والمسلسلات والأغانى للتصدى لهبوط الذوق العام والحفاظ على الهوية والأخلاق المصرية من الانحدار؟

ماذا تم فى معالجة الكم الهائل من المشكلات التى تقع مسؤولياتها على عاتق التنمية المحلية والمحليات من مخالفات بناء وتدهور أوضاع الأحياء والخدمات المقدمة للمواطن فى تلك الأحياء ومشكلات القمامة وانتظار السيارات، حتى أصبح الشارع حكرا على أصحاب المال والنفوذ؟

منظومة التعليم هل تم تجهيز المدارس وتدريب المعلمين على تطبيق تلك المنظومة، وما المنتج المتوقع من تلك المنظومة، وهل سوف يتم تغيير التراث الثقافى العالق فى أذهان الآباء والأمهات حول كليات القمة وكليات القاع.. هل يتم تغيير النظرة الى التعليم الفنى كيف ومتى وأين؟

المجهولية والغموض من أكثر الأشياء التى تصيب الإنسان بالضبابية فى الرؤية، وتسبب له الحيرة والارتباك ومن ثم اليأس والإحباط لطول الانتظار بدون وعى أو معرفة أو رؤية مستقبيلة للغد.

نحتاج الى تسليط الضوء على الكم الهائل من التغيرات التى تحدث من أجل تنمية البلد، نحتاج أن نعلم أن كل هذه التغييرات ومراحل النمو والتنمية والبناء تتم من أجل الإنسان، ولكى يكتب لها النجاح لابد من الاهتمام أولا بمن يستخدم تلك المشاريع لكى يستوعب الدور المنوط والمكلف به من أجل الاستخدام الجيد والمحافظة والاقتناع بأهمية تلك المشاريع التى أنشئت من أجله، نحتاج الى تكاتف الجهود فى كافة القطاعات لنشر الوعى لدى المواطنين من أجل ضمان تغيير السلوكيات بشكل إيجابى وبناء. وللحديث بقية..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط