لم تتطور دول جنوب شرق آسيا إلا بعد أن وضعت التعليم فى أولى أولويات خطط التنمية لديها ، فلو نظرنا للثلاث دول سواء اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة ، والتى انطلقت من لاشيء إلى أن أصبحوا من الاقتصاديات المحترمة الواعدة .
أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تطبيق نظام تعليمي جديد مع انطلاق العام الدراسى الجديد فى سبتمبر 2018، يبدأ بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، ويعتمد على التكنولوجيا الحديثة، ويحل محل النظام الحالى تدريجيا، لتتخرج الدفعة الأولى منه مع تخرّج الطالب الأول من المرحلة الثانوية بحلول عام 2030وذلك لأن مصر تستحق أن تتبوأ مكانة متقدمة فى مؤشرات التنافسية العالمية فى مجال جودة التعليم فكان ولا بد من بناء نظام تعليمي جديد.
علينا أن نعمل جاهدين على إعادة متعة التعلم إلى المدارس، وتكوين إنسان متعلم ومفكر ومبتكر ومواكب لركب الحضارة، ومن أبرز ملامح هذا النظام التركيز على بناء شخصية الطفل فى المرحلة الأولى من التعليم وهي المرحلة الابتدائية، وتعليمه لغتين أساسيتين هما العربية والإنجليزية، وتعليم الطلاب من خلال القصص فى المرحلة الإعدادية، لتكون المرحلة الثانوية أكثر ثراء من خلال تضمينها مزيجًا من العلوم والإنسانيات فنسعى إلى نظام تعليمي متطور.ليخفف العبء على الطالب ويجعله أكثر تفاعلًا.
ومساعدة الطلاب بمختلف مراحل التعليم قبل الجامعي بحذف الحشو والتكرار من المناهج الدراسية دون الإخلال بالتنظيم المنطقي للمواد . ولكي يتحقق ذلك على أرض الواقع لابد من إعطاء فرصة لهذا الإصلاح بعد عقود من التردد لأسباب مختلفة.
ولابد النظر بعين الاعتبار للمعلم في هذا النظام الجديد من حيث صرف العلاوات الدورية وتقديم رواتب توفر حياة كريمة للمعلمين ليس فقط لتحسين أوضاعه المادية ولكن أن يبرز شخصية المدرس وعلاقته بالطالب تكون علاقة إنسانية .
فلا يزال قلة منهم غير مؤهلين تربويا ولذا لابد من تأهيل المعلمين تأهيلا مهنيا عمليا حقيقيا . لغياب دور المدارس الأصيل فى تربية الطلاب وتأهيلهم على كيفية التفاعل والتعامل داخل المجتمع ، وأصبح التعليم يقتصر على حشو الأدمغة بمقررات لمجرد اجتياز الامتحان فقط.
نحن نعلم جيدًا أن الإصلاح وخصوصًا في النظام التعليمي يأخذ وقتًا طويلًا والدول المتقدمة تقوم بإصلاح أوضاع التعليم ومناهجه طوال الوقت أي أن اِلإصلاح والتطوير عمل مستمر دون ملل ولا كلل .