دراسة: 8 حركات شبابية مستقلة و5 حزبية فجَّرت ثورة يناير.. وخرجت من عباءة "أحزاب الديكور"

تعددت وتنوعت الحركات الشبابية غير الحزبية بصورة كبيرة فى مصر خلال السنوات الخمس الماضية، نظرا لسهولة تشكيلها في عالم الفضاء الإلكتروني وسهولة الانضمام إليها بسبب عدم وجود عوائق تنظيمية في عملية الانضمام من ناحية، أو حتى عوائق فكرية "أيديولوجية" فيما يتعلق ببناء أفكارها التي غالبا ما تكون فكرة أو مجموعة أفكار بسيطة هناك شبه إجماع عليها ، وإن كانت هذه ميزة لهذه الحركات بالنظر لسهولة التشكيل، أو الاجتماع للدفاع عن المطالب المختلفة، إلا أنها قد تسبب مشكلة لهذه الحركات في مرحلة ما بعد الثورة بالنظر إلى تركيبتها غير المتجانسة أيديولوجيا، أو حتى بالنظر إلى تحقق الهدف الذي كانت تسعى له خاصة فيما يتعلق بالإطاحة بالنظام ككل، ومن ثم باتت الكثير من هذه الحركات تبحث عن مصيرها وهويتها خلال الفترة القادمة.
وقالت دراسة للباحث ولاء جاد الكريم الباحث الحقوقى أن الثورة المصرية التي تفجرت في 25 يناير 2011 من بين ما اتسمت به أنها لم يكن لها تنظيم أو قيادة تقودها على غرار الثورات، أو حتى الانقلابات الكبرى ومع هذا لا يمكن إغفال حقيقة مهمة، وهو أن الشباب هو مفجر هذه الثورة التي انضمت إليها أغلبية القوى السياسية بعد ذلك، مما أكسب الثورة البعد الشعبي بحيث لم تكن ثورة فئوية إن جاز التعبير.
وقد رصدت الدراسة البحثية أهم التنظيمات الشبابية التي تشكلت خلال الفترة من 2006 إلى 2011 وكان له الدور الأكبر في صناعة حالة الحراك السياسي والاجتماعي في مصر، وأولها مجموعة "كلنا خالد سعيد "، وهي مجموعة تكونت علي موقع فيس بوك في شهر يوليو 2010 عقب مقتل الشاب السكندري خالد سعيد على يد رجال الشرطة، ولاقت قضية استشهاده صدى واسعا لدى الأوساط السياسية والحقوقية علي المستويين المحلي والدولي، وتعد مجموعة خالد سعيد من المجموعات الموالية للدكتور محمد البرادعي حيث أنه كان من أوائل من تولي قضية الشاب السكندري .
اما حركة شباب 6 إبريل تعد من أبرز الحركات الشبابية التي تأسست في الفضاء الالكتروني، وقد بدأت من خلال دعوة أطلقتها الناشطة السياسية وعضو حزب الغد في ذلك الوقت إسراء عبد الفتاح عبر مجموعة علي فيسبوك تدعو للخروج يوم 6 إبريل عام 2008 للتضامن مع مطالب عمال مدينة المحلة الصناعية الذين يطالبون بتعديل لائحة الأجور وتخصيص نسبة من الأرباح لهم. وقد لاقت الدعوة قبولا واسعا بين صفوف الشباب حيث تجاوز عدد المشاركين بها أكثر من80 ألف مشترك.
كما تعد حركة شباب من أجل التغيير "شباب كفاية" من أوائل الحركات الشبابية بروزا ، وقد تزامنت تقريبا مع بروز شباب الغد عام 2005 ، حيث تمثل الحركة شباب كفاية الذي انضم في البداية للحركة الأم نهاية 2004، لكنه فضل الاستقلالية لتجنب هيمنة قيادات الحركة على هؤلاء . وتضم الحركة قوى متباينة في أفكارها الأيدلوجية من يساريين، ناصريين ، إسلاميين ، مستقلين .
الحملة الشعبية لدعم البرادعي "لازم".. وهي مجموعة على الفيس بوك تتبنى حملة لتنصيب البرادعي رئيسا لمصر في انتخابات 2011 الرئاسية ، وقد تشكلت أوائل عام 2010 بالتوافق مع عودة البرادعي للقاهرة وانتهاء فترة ولايته كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية .
أما حركة شباب من أجل العدالة والحرية "هنغير" ، بالرغم من توجهاتها اليسارية ، إلا أنها تشير إلى أن عضويتها مفتوحة للجميع سواء من كانت له أفكار أيديولوجية أم لا ما دام هناك اتفاق على مجموعة الأهداف الوطنية، فتعرف الحركة نفسها بأنها "نحن مجموعة من الشباب؛ منا من لم يمارس العمل العام من قبل.
جمعنا هم واحد وأمل واحد.. هم اسمه الفقر والبطالة والفساد والاستبداد.. وأمل في تغيير مصر للأفضل أمل في وجود عدالة اجتماعية.
أما الحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير (حشد)، هي حركة اشتراكية ثورية تسعى لتحقيق التغيير من منظورها الخاص.
وهناك حركة شباب الإخوان المسلمون وهي من أقوى الحركات الشبابية بروزا على الساحة سواء من حيث قوة التنظيم أو العدد، أو الخبرة في العمل خاصة في مجال العمل الطلابي أو الاتحادات الموازية ، وبالرغم من تمتع شباب الإخوان بقدر كبير من الاستقلالية في الحركة ، إلا أن هناك في المقابل درجة عالية من التنسيق مع التنظيم.
جبهة الشباب القبطي.. وهي حركة محدودة العدد، ويبدو أنها تعمل مستقلة عن الكنيسة التي كانت رافضة لفكرة المشاركة في الثورة ، ولقد كانت أحداث كنيسة العمرانية التي وقعت في نوفمبر 2010 هي نقطة الانطلاق الأولى لهذه الحركة.
بالإضافة إلى ذلك كانت هناك الحركات الحزبية وهي خمس حركات رئيسية تتنوع توجهاتها ما بين حركات يمينية ليبرالية "شباب الوفد، شباب الغد، شباب الجبهة"، أو قومية ناصرية "شباب الناصري" ، أو يسارية " شباب التجمع"، أو إسلامية "شباب حزب العمل".
ومن الحركات أيضًا، حركة شباب حزب الغد وقد تم تكوينه في عام 2005 ، أي بعد عام واحد من نشأة الحزب ، وقد تجمع هؤلاء حول مؤسس الحزب الدكتور أيمن نور، وأصبح لهم دور هام في الجامعة حتى نهاية 2006 .
وحركة شباب الجبهة وهم مجموعة شباب حزب الجبهة الديمقراطية الذي نشأ عام 2007 ويترأسه الدكتور أسامة الغزالي حرب ذو التوجهات الليبرالية وله العديد من المواقف السياسية ومنها مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي أجريت في عام.
حركة شباب حزب الوفد، ولها توجهات خاصة فبالرغم من الانتماء الحزبي لهؤلاء ، إلا أن هناك تباينات بينها وبين الحزب لاسيما فيما يتعلق بقضيتين أساسيتين، الأولى تتعلق بالانفتاح على القوى الأخرى غير الليبرالية مثل الاشتراكيين والإسلاميين، والثانية تتعلق بالرغبة في تأسيس جمعيات أهلية يمكن أن تتلقى الدعم الأجنبي.
أما حركة شباب التيار الناصري ، وينقسم أعضاؤها بين عدة مجموعات لعل أبرزها مجموعة حزب الكرامة برئاسة حمدين صباحي ، في حين الثانية تتبع للحزب الناصري الأم والذي شهد بدوره انقسامات بين جناحي سامح عاشور وأحمد حسن .
وقد أعلن عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري مقاطعة الحزب للمشاركة في الاحتجاجات بدعوى عدم معرفة منظميها الحقيقيين ، في حين أعلنت حملة دعم حمدين صباحي على الانترنت عن مشاركتها رغم ترددها بسبب عدم الإعداد الجيد.
ويعد حزب الكرامة أبرز القوى الناصرية المشاركة في الأحداث ، وربما هذا ما دفع هذه المجموعة إلى تبنى ترشيح حمدين للرئاسة .
أما اتحاد شباب التجمع ، فبالرغم من قلة عددهم ، فإنهم قد شاركوا في الاحتجاجات بصورة شخصية غير رسمية بسبب رفض قيادة الحزب الرسمية المشاركة بها باعتبارها يوما للشرطة.
وأوضحت الدراسة أنه رغم أن حقبة حكم الرئيس السابق مبارك اتسمت باستقطاب قوى المعارضة الشرعية وتحويلها إلى مجرد ديكور ديمقراطي ، إلا أن كثير من الحركات الشبابية خرجت من عباءة هذه القوى التقليدية وانقلبت على منهج قياداتها وعلى النظام الذي تحالفت معه هذه القيادات .