زيباري يحذر من التدخل الاجنبي في العراق

قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يوم الاربعاء ان العراق سيكون عرضة لمزيد من التدخل الاقليمي في شؤونه ما لم يتوصل زعماؤه على وجه السرعة الى حل للأزمة السياسية بين الحكومة التي يقودها الشيعة وبين منافسيها السُنة.
وقال في مقابلة مع رويترز ان التصعيد ليس في مصلحة أي طرف.
وأضاف أن استمرار تفتت الجبهة الداخلية سيشجع من يريدون التدخل في شؤون البلاد ولذلك من المهم للغاية التصدي لهذه الازمة بأسرع ما يمكن.
وسعت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لاعتقال طارق الهاشمي النائب السني للرئيس العراقي متهمة اياه بادارة فرقة اغتيالات وطالبت البرلمان بسحب الثقة من منافس آخر للمالكي وهو نائبه صالح المطلك بعدما شبه رئيس الوزراء بصدام حسين.
ويمكن أن يقوض النزاع الذي شب بعد أيام من اكتمال انسحاب القوات الامريكية من العراق اتفاق تقاسم السلطة الهش بين الشيعة والسنة والاكراد.
وقال زيباري ان الازمة جاءت في وقت غير مناسب بالنسبة للعراق حيث تزامنت مع انسحاب اخر القوات الامريكية معتبرا أن أكبر تحد يواجه العراق بعد انسحاب القوات الامريكية هو تحد سياسي ويليه الامن.
واضاف انه يجب عدم السماح للدول المجاورة بأن تظن أنها يمكن أن تملا الفراغ بعد انسحاب القوات الامريكية وتتدخل في شؤون العراق.
وقال ان العراق لن يكون أداة في أيدي الآخرين.
واكتسبت ايران نفوذا كبيرا في العراق بعد سقوط صدام حسين عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 ويشكو مسؤولون عراقيون أيضا من تدخل السعودية وتركيا في شؤون بلدهم. وحاولت كل تلك الدول أن تلعب دورا في توجيه السياسات العراقية أثناء وبعد تشكيل الحكومة العام الماضي.
وقال زيباري ان قضية الهاشمي ضخمت في وسائل الاعلام في حين كان ينبغي التعامل معها بهدوء بين الزعماء السياسيين العراقيين.
لكنه رفض المخاوف بشأن احتمال عودة العراق الى العنف الطائفي الذي كاد يمزق العراق في 2006 و2007.
ويقول زعماء شيعة ان قضية الهاشمي مسألة تتعلق بانفاذ القانون وبأفراد ولا تستهدف طائفة لكن الاقلية السنة يخشون من أن المالكي يعزز قبضته بشكل متزايد على الحكومة ويهمش السنة.
والهاشمي والمطلك من كبار الزعماء السنة في كتلة العراقية وهي تكتل سياسي من مختلف الطوائف فاز بأغلبية مقاعد البرلمان العام الماضي بدعم من أصوات السُنة.
ولجأ الهاشمي الى منطقة كردستان العراق شبه المستقلة بعد صدور مذكرة اعتقاله.
ودعا المالكي سلطات كردستان يوم الاربعاء الى تسليمه لمواجهة الاتهامات التي نفاها الزعيم السني.
وقال زيباري الذي شارك في وساطة الحكومة العراقية للمساعدة في إنهاء العنف المستمر منذ شهور في سوريا ان من المتوقع أن يزور وفد من المعارضة السورية بغداد الاسبوع المقبل لاجراء جولة جديدة من المحادثات.
وعارض العراق دعوات في الجامعة العربية لفرض عقوبات على دمشق ويخشى زعماء عراقيون أن تؤجج الاضطرابات في سوريا التوتر الطائفي في بلادهم.
وأرسل العراق وفدا الاسبوع الماضي لمقابلة الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضيه وساعد في اقناع دمشق بقبول خطة سلام اقترحتها الجامعة العربية.
وماطلت سوريا لاسابيع قبل أن توقع يوم الاثنين بروتوكولا لقبول مراقبين للتأكد من التزامها بالخطة العربية لانهاء العنف وسحب قوات الجيش من الشوارع والافراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
وبرغم ذلك قال نشطاء ان القوات السورية قتلت يوم الثلاثاء 111 شخصا فيما وصفته فرنسا بأنه "مذبحة لم يسبق لها مثيل".
وقال زيباري ان المعارضة السورية ما زالت لديها مخاوف وشكوك بشأن مدى استعداد حكومة الاسد لتنفيذ الخطة العربية لكنه دعا جميع الاطراف الى التحلي بالصبر وانتظار نتيجة المهمة العربية.
وقال ان تلك المشكلات لا يمكن حلها بضغطة زر فلا وجود لمثل ذلك في عالم السياسة والمفاوضات.