الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهندس الفقراء وفيلسوف العمارة .. ووجوه " عطا الله" الرمضانية


عميد المقال العربي بلا منازع هو الأستاذ سمير عطا الله وزاويته اليمنى من الصفحة الأخيرة بجريدة الشرق الأوسط اللندنية والأستاذ سمير كاتب راقي يكتب بقلبه قبل قلمه وتاريخه الصحفي معروف للجميع سواء في صحيفة النهار الجريدة الأشهر في لبنان أو مجلة الأسبوع العربي والصياد اللبنانية وصحيفة الأنباء الكويتية.

وعن حبه لمصر ووطنيته وعروبته حدث ولا حرج .. وعن دماثة خلقه وذوقه وسمو أفكاره وإحترامه لنفسه وللأخرين نقول فيه أشعار .. أدام الله عليه الصحة والعافية والإبداع .. أتابع زاويته اليومية من سنوات وأزعم أنها تُمثل دفتر أحوال للعالم العربي بصبغة أدبية وأخرها مايكتبه خلال شهر رمضان تحت عنوان (وجوه رمضانية) يتناول فيها أبرز الوجوه والنجوم في عالمنا العربي في كافة المجالات ومنها العديد بالطبع عن شخصيات مصرية لامعة حفرت مكانها في التاريخ بأحرف من نور ومنهم مهندس الفقراء ( كما أطلق عليه الأستاذ سمير عطا الله ) المهندس حسن فتحي المولود 23 مارس 1900 م في مدينة الأسكندرية لأسرة إرستقراطية وكان يهوى الرسم وهو ماأهله للألتحاق بالمهندسخانة لدراسة العمارة والتي تخرج فيها عام 1926 م عاش فتحي حياة رغدة وسهلة لذلك عندما رأى الفلاحين صُدِم بفقرهم وسوء حالهم فوهب نفسه لمساعدتهم وأراد أن يُنشئ منازل إنسانية لفلاحي النيل. لذا يمكن القول إن قوته تكمن في أفكاره وليست في المباني التي قام بتصميمها، حيث لم يقدم طيلة حياته العامرة إلا ثلاثين مشروعًا من أشهرها "قرية القرنة" في جنوب مصر ولم يكن يمل من حث المهندسين المعماريين على إعطاء البعد الإنساني في المقام الأول عند وضع التصميمات إن هم أرادوا لمنجزاتهم العمرانية أن يُكتَب لها البقاء والصمود وحتى وفاته عام 1989 عمل حسن فتحي في العديد من اللجان في وزارة البحث العلمي المصرية والأمم المتحدة ومنظمة أغا خان.

كما شارك في العديد من المؤتمرات الدولية والعربية، ومنذ ذلك الحين أصبح شخصية عالمية ويتردد اسمه في أنحاء العالم أجمع، حيث كان أول معماري من العالم النامي يحصل على جائزة أغا خان للعمارة عام 1980 والميدالية الذهبية للاتحاد الدولي للمعماريين في باريس عام 1984، وجائزة المعيشة السلمية المعروفة بجائزة نوبل البديلة... يقول عمنا الأستاذ سمير عطالله عن الراحل العظيم المهندس حسن فتحي في مقاله وجوه رمضانية : ( تعودت العثور على المنجزين العرب في كتابات الصحافيين أو المؤلفين الأجانب، لسبب ما يرون ما لا نرى أو يسبقوننا إلى رؤيته. وقد تعلّموا في مدارسهم وجامعاتهم الالتفات إلى نواحٍ نعتبرها نحن أمورًا عادية أو لا تستحق الذكر.

في يومٍ من أواخر الستينات أو أوائل السبعينات صدرت «التايمز» وعلى غلافها صورة المهندس المصري حسن فتحي. كان غلاف «التايمز» وقتها أشهر حدث أسبوعي في عالم الصحافة. إلا أنه كان يعطى في الغالب لزعيم سياسي، أو لنشوب حربٍ ما، أو أي شيء من هذا القبيل. في حالاتٍ نادرة جدًا كانت تظهر على الغلاف صورة فنانٍ مثل بيكاسو، أو مهندسٍ أميركي حقق خرقًا في عالم البناء والعمار. من الريف المصري اخترق حسن فتحي، بتواضعه وقلنسوته الريفية، النمط السائد في الاختيار.

وفيما كان الشائع أن الغرب يحارب أي موهبة عربية كبرى، بدا وكأن «التايمز» تجامل المجدد والمبتكر الذي كرّس حياته يبحث عن مأوى ملائمٍ للفقير ) .. يسلم قلبك وقلمك يا أستاذ سمير .. وأختم بمقولة شهيرة لفيلسوف الهندسة المعمارية ومهندس الفقراء الراحل حسن فتحي : « إن الله قد خلق في كل بيئة ما يقاوم مشكلاتها من المواد الطبيعية وليس على المعماري سوى الاعتماد على هذه المواد التي تقاوم قسوة البيئة». بالنسبة إليه بيت الإنسان، هو حياته. ولذا فكّر في كل وسيلة ممكنة من وسائل راحته

ومن أقوال الراحل حسن فتحي أيضا : «إن الله لن يغفر لي مطلقًا أن أفعل ما يرفع الحرارة في أي بيتٍ من بيوت الناس"
أتمنى على مؤسسات الدولة المصرية وعلى وزير الإسكان وشركة الريف المصري القائمة على تنفيذ إستصلاح المليون ونصف مليون فدان أن تٌعيد إحياء فكر عظماء مصر من أمثال حسن فتحي والراحل جمال حمدان وأن يتم الإستفادة من فكرهم وعلمهم في تطوير العشوائيات وفي المشروعات القومية للإسكان وهي كثيرة هذه الفترة وأتمنى أن نرى أكثر من نموذج لقرية القرنة خصوصا في صعيد مصر وفي كافة المجتمعات العمرانية الجديدة ومنها مشروع المليون ونصف مليون فدان .. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط