الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأغنية العابرة للزمن


سمعنا عن الصواريخ العابرة للقارات، والآن سأحدثكم عن واحدة من الأغاني العابرة للزمن، وهي الأغنية الخالدة منذ آلاف السنين (وحوي يا وحوي …أياحا)، هذه الأغنية التي يعود عمرها إلى ما يقرب من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
في البداية دعوني أذكركم ببعض كلمات الأغنية:
وحوي يا وحوي …أياحا
روحت يا شعبان ... أياحا
وحوينا الدار جيت يا رمضان
هل هلالك والبدر أهو بان ... ياللا الغفار
شهر مبارك و بقاله زمان ... ياللا الغفار
شهر مبارك و بقاله زمان
محلا نهارك بالخير مليان
وحوي يا وحوي ... أياحا

كتب كلمات هذه الأغنية حسين حلمي المانسترلي، وهى مستوحاة من الفلكلور الشعبي (المأخوذ من أصول فرعونية)، وهناك اختلاف حول من قام بتلحينها ولكن يؤكد الإذاعي القدير وجدي الحكيم أن المطرب "أحمد عبد القادر" الذي غناها هو نفسه من لحنها.

 حيث كان عبد القادر من كبار الملحنين الذين اعتمدت عليهم الإذاعة المصرية في كل المناسبات، وأوكلت إليه الإذاعة صناعة أغنية خاصة لاستقبال شهر رمضان فكانت هذه الأغنية والتي حققت شهرة كبيرة حتى يومنا هذا، ولازال الجميع يتغنى بها مع دخول الشهر الكريم على الرغم من عدم معرفة الكثير منا حتى لاسم المطرب الذي غناها.

 ولذلك أرى أنه من واجبي تعريف حضراتكم به، فهو "أحمد عبد القادر" مطرب وملحن من مواليد 1916 بمحافظة الشرقية، كان من أوائل المطربين الذين شاركوا بالغناء في برامج الإذاعة منذ الأسبوع الأول لافتتاح الإذاعة المصرية عام 1934.

أما عن معنى (وحوي أياحا) فهو باختصار (أهلا يا قمر) وهذه الكلمات مصرية قديمة تعود إلى أصولنا الفرعونية، ولها قصة تاريخية معروفة للكثير منا، وألخصها لحضراتكم في السطور القليلة القادمة:

تبدأ القصة من الملكة الفرعونية "إياح حتب "زوجة أمير طيبة "سقنن رع" والد كلا من "كامو" و"أحمس" طارد الهكسوس الذي أبرز التاريخ اسمه كمنتصر على المعتدين، ولكن وراء هذا الابن البطل أم عظيمة تَحاكى الشعب باسمها، بل ودَلَّلَها وغنى لها، فغيَّر اسمها من "إياح حتب" إلى "إيّاحا" تقديرًا لدور الأم العظيمة التي فقدت زوجها الملك "سقنن رع" وابنها الأكبر "كامو" في الحرب ضد الغزاة المعتدين.

 ولكنها لم تفتر وتتقاعس بل دفعت بابنها البطل "أحمس" ليعود لها منتصرا بعد طرده للهكسوس، بعد هذا النصر خرجت جموع الشعب المصري يهللون لها "وحوي وحوي.. أياحا" بمعنى "أهلًا أهلًا يا قمر الزمان"، حيث يعني اسم الملكة "إياح حتب" بالعربية "قمر الزمان".

 أما كلمة "وحوي" الفرعونية فتعني "أهلا ومرحبًا"، أو "واح واح إياح" والتي تعني "تعيش الملكة إياح"، وهتف الشعب لها تقديرًا للتضحيات التي تحملتها من أجل الوطن، ومن هنا أصبحت هذه الجملة رمزًا من رموز استقبال الكِرام، وهذا ما دعى المصريون لاستخدام نفس العبارة لاستقبال الشهر الكريم.

وهناك روايات أخرى (لا مجال لذكرها الآن) تفسر ارتباط كلمة "وحوي" باستقبال شهر رمضان، لكن الأكيد أن هذا اللفظ الفرعوني عاش وانتقل عبر الزمن حتى وقتنا هذا ،،، دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط