الانتماء المفقود لدى الشباب

لقد ضربت فوضى ثورة يناير بالإضافة إلى القتل وسفك دماء المصريين واستشهاد عدد كبير من رجال الجيش والشرطة البواسل رحمة الله عليهم وتخريب وانهيار الاقتصاد القومي، جميع القيم والأخلاق والانتماء لدى بعض المصريين، خاصة فئة الشباب الذين هم عماد ومستقبل أي أمة، وفقد الكثير منهم لغة الاحترام المتبادل وحتى تجاه أقرب الناس إليهم وهم والداهم.

كما أصبح الكثير منهم ليس لديه عقيدة أو إيمان ووطنية تجاه بلدهم ونجد فئة منهم غير مدركين بقيمة جيشهم العظيم ورجال الشرطة بالدور الكبير والهام في توفير الأمن والأمان داخليا والحفاظ على كل حبة رمل وصيانة الحدود من كل عدو غدار يريد أن ينتهك سيادة مصر وترابها.

ولذا لابد من أن تتكاتف جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والإعلام بجميع صوره للعمل على إعادة وبث روح الانتماء داخل هؤلاء الشباب تجاه بلدهم وتعريفهم بخطورة المرحلة الحالية التي تمر بها مصر والمخاطر والتحديات التي تواجهها داخليا وخارجيا، وأيضا إطلاعهم على الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع من مشروعات قومية كبرى سوف تؤتي ثمارها قريبا لصالحهم وصالح مستقبلهم.

وكانت خطوة جيدة من الرئيس السيسي أن أصدر قرارا جمهوريا بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب والتي تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم وتتبع هذه الأكاديمية رئيس الجمهورية مباشرة وهي نواة لتأهيل جيل جديد من الشباب للقيادة، كما يجب بالإضافة لذلك أن يتم تعاون بين الشئون المعنوية بوزارة الدفاع وجهاز الإعلام بوزارة الداخلية مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لعقد ندوات تثقيفية وتوعوية لطلبة المدارس والجامعات تبرز ما يبذله رجال الجيش والشرطة لخدمة الوطن وما بذلوه من دماء نقية طاهرة للدفاع عن هذا الوطن، وأيضا ترسيخ داخلهم حب الوطن والانتماء إلى ترابه والعمل على بذل الغالي والنفيس فداءً له.