الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميراث المرأة


حكايتي عن المرأة المصرية التي يحرمونها أحيانا من حقها الشرعي في الميراث .. فمازالت بعض العائلات لديها تقاليد وأعراف تحرم فتياتهن من الميراث وخاصة لو كان هذا الميراث .. أراض زراعية أو عقارات بحجة أنها ستؤول الي رجل غريب وأولاده وكأن هذه التقاليد أقوي من شرع الله لتدخل المرأة في صراعات لا حصر لها للوصول لحقها.

وفي ظل هذه المعاناة والحروب التي تعانيها المرأة المصرية للوصول الي ميراثها الشرعي أقرت الحكومة التونسية مؤخرا قانون تجريم العنف ضد النساء والذي ساوي بين النساء والرجال في الميراث وأعتبر الكثير من التونسيات ذلك تتويج لنضالهن من أجل الوصول للعدالة وأنهاء كافة أشكال التمييز التي تمارس ضدهن.

بعض الناشطات النسائيات يرون أن قرار المساواة في الميراث يتصف بالعدالة ويتسق مع مستجدات الواقع الأقتصادي ووجود نساء كثيرة تعول أسرهن ويشاركن في العمل مثلهن مثل الرجل تماما.

والبعض أثار فكرة أن كثيرا ممن يكون لديهن بنات يبيعن لهن كل ما يملكون وهم علي قيد الحياة بيع شراء حتي لا يقاسمهن الثروة أحد من ابناء العصب الذين قد لا يكون لهم علاقة بهن علي الإطلاق ولم يروهن طيلة حياتهم كتأييد لقانون الميراث الجديد بتونس.

وما أريد أن اقوله أن الله سبحانه وتعالي خص أمة الإسلام بشريعة تميزها عن غيرها من الأمم وجعل التحليل والتحريم من شأنه سبحانه وتعالي لا دخل لنا فيه.

قال تعالي في كتابه العزيز " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون " سورة النحل .. صدق الله العظيم.

ثم أن حقيقة الإسلام أن تسلم لرب العالمين وتذعن لأحكامه وتقبل ما شرعه دون اعتراض وقد أقر سبحانه وتعالي في مسألة الميراث حكما شرعيا ثابتا لا مجال فيه للاجتهاد أو الاختلاف ولا مجال لما ينادي به البعض لتعديل الشريعة لتغيير الأحوال والزمان والمكان والظروف .. فهذه ثوابت شرعية.

ورغم ذلك في قسمة المواريث في الكثير من المواضع ساوي الله  الأنثي بالذكر " ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك " سورة النساء .. بل أحيانا ازداد حظ الأنثي عن حظ الذكر مثل البنت مع الجد.

أن الله شرع لنا ما ينظم حياتنا و لم يتركنا ننظم شئوننا حسب الأهواء والعواطف وفي نهاية سورة النساء التي تنظم الميراث قال تعالي " تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها وذلك الفوز العظيم".

منذ فترة ظهر قانون مناهضة العنف التونسي ضد النساء والذي يساوي بين الرجل والمرأة في الميراث .. وأنا في الحقيقة لا أطالب بمخالفة الشرع ومساواة المرأة المصرية بالرجل في الميراث ولكنني أطالب بمساندتها وتفعيل القوانين علي أرض الواقع بشكل حقيقي وتنفيذ العقوبات لمن يحرمونها من ميراثها حتي ولو كانوا من ذويها فلا يصح أن تكون المرأة المصرية صاحبة النهضة الفكرية في آخر طابور النساء اللائي يحصلن علي حقوقهن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط