بالروج والألوان.. الرسم على الوش غية مارينا

لم يسع الورق لأفكارها التي لم تعرف لغة سوى الخطوط والمنحنيات ومزج الألوان، كما يسع وجهها لألوانها وآرائها في المشاكل المجتمعية المحيطة بها، تلك هي طريقة الرسامة والفنانة التشكيلية مارينا كمال في تعبيرها عن نفسها وعما يدور في ذهنها "جت فكرة أن استخدم وشي مكان الورق وارسم عليه لما شوفت ست كبيرة في السن تتعرض للضرب و الإهانة حسيت إن وشي هيبقى معبر أكتر من إنى أرسم اللي حساه على الورق".
2015 كان العام الذي شهد فيه انطلاقة "مارينا" بأول رسمة من أحمر الشفاة، ليكون أصدقائها المقربون على مدار الـ 3 أعوام هم المكياج والألوان والمرآة " أدواتي مبتفرقنيش مكياج وألوان مياه ومرايتي عشان أشوف اللي أنا برسمه وبعدين كاميرتي عشان أوثق اللوحة اللي رسمتها".
قضايا مجتمعية وصور للطبيعة وأخيرًا ممثلين ومشاهير، حلوا على وجه "مارينا" المحاسبة التي لم تدرس يومًا الرسم وفنونه ولكنها الموهبة وحدها هي من قادتها" أنا تخرجت من كلية التجارة جامعة القاهرة بقالي 10 سنين مدرستش أي حاجة ليها علاقة بالرسم، ولكن أنا بحب الرسم جدًا فبدأت من 3 سنين بالظبط أرسم، كانت الرسمة بتأخد مني في البداية 5 ساعات رسم".
التعلم الذاتي كان سبيل "مارينا" فكانت هي معلمة نفسها، فتسرد مارينا قصتها لـ"صدى البلد" قائلة" "علمت نفسي بنفسي والرسمة كانت في البداية تاخد من وقتي 5 ساعات بقيت ساعة بس" تحديات متتالية تصنعها "مارينا" لنفسها فبعد الواقعة التي شاهدتها بنفسها في الشارع من ضرب وتعذيب لمسنة وعبرت عنها في لوحة، جسدت الضغوط النفسية التي تتعرض لها المرأة نتيجة لتأخرها في سن الزواج، أو التوعية ضد سرطان الرئة، والعنف ضد المرأة، وغيرها من المشكلات التي تلمسها يوميًا.
ليكون التحدي الجديد الذي وضعته "مارينا" أمام عينها هو رسم المشاهير على وجهها " فكرة اختياري من الأشخاص كانت في دماغي دايمًا، وكنت بشوف الأجانب بيعملوها بره وكنت بشوفها صعب جدًا، قولت أجرب ليه لا ؟، أنا برسم زيهم ، وبدأت ادرس الأشخاص والملامح والتشريح بتاع الوش، بدأت وبقيت اخد وقت طويل عشان ادقق في الملامح كويس أوي وأقدر ارسمه ورجعت تاني لـ 3 و 4 ساعات مش بتحرك غير وأيدي فيها فرش، عشان اقدر أطلع الشخصية مظبوطة، أقدر ارسم 6 مشاهير منهم محمد صلاح وليوناردو ديكابريو وغيرهم، هو تحدي 30 يوم وناوية أكمل".
كانت بداية المشوار الاستمتاع فقط، ولكنه مع الوقت أتحول لهدف، فتقول "مارينا": "كانت غايتي في الأول هو الاستمتاع فقط، ومع الوقت أصبح عندي هدف لهذا النوع هو إن اشتغل في حاجة تقدر الرسم والمجهود المبذول فيه، عايزة أوصل للسينما زي بره ونعمل أفلام تخدم النوع ده من الفن".
"مستغربين أن في حد بيعمل كده في مصر ولأنهم كانوا متابعين ناس كتير بره، بس أول مره يشوفوا كدا هنا، فاتحول الاستغراب لتشجيع دائم، فشكرا لكل الناس اللي بتساعدني و بتحسن من نفسيتي"، هذا ما حصدته مارينا من آراء الناس حولها عما تفعله "بالتشجيع أنا هكمل".