الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شخصنة الخلافات حول الأداء الصحفي


مهنة الصحافة، والإعلام عموما، من المهن التى تثير كثيرا من الجدل، ليس فقط فى بلادى مصر، وإنما فى كل أنحاء العالم، نظرا لارتباطها ارتباطا مباشرا بحياة الشعوب، ومصير الأمم.

ومبعث الجدل ليس بالضرورة، أن يكون فحوى الرسالة، التى تقدمها وسائل الإعلام، وأثرها على المتلقى وعلى المجتمع، وإنما حول الآليات التى تنظم عملها، سواء كانت تشريعات، أو مواثيق شرف، أو حتى لوائح نقابية أو إدارية، وهى التى تثير الجدل أكثر من غيرها من العوامل، نظرا لارتباطها بمستقبل المهنة، ومصير العاملين بها، بل والصورة المستقبلية للدولة.

وعندنا تسببت التشريعات الصحفية، وقبل سنوات، فى إثارة الجدل فى الوسط الصحفى، كما أثارت علاقة الصحافة، بالسلطة، علاقات مشابهة، اتسمت بعمليات شد وجذب، حتى انتهت الأمور فى أغلب الأحيان لصالح المهنة وأبنائها، وليس أدل على ذلك من المعارك التى خاضتها، نقابة الصحفيين، باعتبارها المظلة القانونية التى تجمع أعضاءها، من أجل التشريعات، بل من أجل التواجد، وهو الأمر الذى يسطره تاريخ النقابة، الذى يمتد لما قبل عام 1909، وسجل بطولات حققها الصحفيون، فى مواجهة السلطة، عبر الزمن، حينما كانت الجماعة الصحفية متحدة ومتماسكة، ولا يخون بعضها البعض، أو يضرب فريق آخر من أجل مصالح خاصة.

غير أن ما يضعف الجماعة الصحفية، هو تقديم المصلحة الخاصة، على العامة، واستثمار المواقع أو المناصب، لتحقيق غاية سريعة، على حساب المستقبل، وهو الأمر الذى يبدو واضحا، فى شخصنة الخلافات التشريعية أو الإدارية المتعلقة بالمهنة.

وعندى أن الآفة الخطيرة، التى تصيب الجماعة الصحفية، هى شخصنة القضايا، وتصوير الخلافات، وتباينات الرؤى، وتناولها من باب الطعن فى الأشخاص، والدفع بهم إلى دائرة الاتهام، وهى آفة يجب مكافحتها، بضرورة توحد الجماعة وراء الهدف الأسمى، وهو المهنة والدولة، وتناول الخلاف مع الأشخاص، والقرارات، من باب الصالح والنفع العام، وأن تتفق الجماعة الصحفية، فى العمل على حفظ حق وتاريخ كل من ناضل، ويناضل من أجل المهنة، والوطن، دون اللجوء إلى أساليب المدح أو الذم فى الآخرين.

ومن الآفات أيضا، عندى، أن كثيرا من وسائل الإعلام لا تلجأ إلى ضبط المصطلحات، وتقدم للرأى العام، مادة تخلو من الأصول المهنية، وتقديمها بصورة بدت للجميع، أنها معركة، إما ضد أو لصالح أشخاص بعينهم، بجانب خروج بعض وسائل الإعلام، والصحافة، بالأداء من إطار الرسالة الإعلامية، التى تحترم حق المشاهد والقارئ، فى الحصول على المعلومات، وتقديمها فى إطار قانونى.

الجماعة الصحفية، إذن، فى حاجة إلى تناول الخلافات، سواء فى الرؤى أو التفسيرات، أو حتى حتى فى التشريعات والقرارات الإدارية، من باب النقد البناء، واحترام الرأى الآخر، واتباع أساليب معارضة راقية، وصولا إلى وحدة الرأى، بما يخدم المهنة، ولا يلوث تاريخ الأشخاص.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط