الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المتهم بذبح الطفلة «ميادة» داخل مسجد في أوسيم أمام الجنايات

الطفلة ميادة والمتهم
الطفلة ميادة والمتهم بقتلها

أحال المستشار وائل الدرديري، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية، عاطلاً إلي محكمة الجنايات بعد قرابة شهرين من التحقيقات لاتهامه بقتل الطفلة ميادة . ر . ش 4 سنوات ذبحا داخل دورة مياه في مسجد العمدة بقرية برطس بأوسيم بعد هتك عرضها.

باشر التحقيقات وأعدَّ أمر الإحالة محمد شرف مدير نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية بعد استكمال أركان القضية كان أبرزها حصول النيابة علي الاعتراف الكامل من المتهم بارتكابه الجريمة ودوافعه الحقيقية وراءها بعد ما لجأ في بداية مناقشاته إلي رواية واهية لم تتفق وتصور النيابة، بالإضافة إلي مقاطع فيديو التقطتها كاميرا المسجد وتمت مضاهاتها بصور المتهم والتي أكدت تواجده داخل المسجد في وقت معاصر للجريمة.

وتضمن أمر الإحالة اتهامات القتل العمد والخطف بالتحايل وهتك العرض وحيازة سلاح أبيض.

كانت ناقشت النيابة المتهم محمد. ش.ا 25 عامًا عقب انتهائها من إجراء المعاينة التصويرية لمسرح الجريمة ومناظرة جثة الطفلة المجني عليها ولجأ المتهم الي رواية تبرر ارتكابه جريمة القتل مشيرًا إلي أنه يمر بضائقة مالية وقام باستدراج الطفلة وذبحها لسرقتها.. تحريات الامن وتحقيقات النيابة التي أكدت عدم ارتداء الطفلة أي مصوغات ذهبية كذبت رواية المتهم علاوة علي المعاينة التصويرية وكاميرات المراقبة التي سجلت لحظة دخول المتهم للمسجد واستدراجه للطفلة ومكوثه بالداخل لقرابة "ساعة الا ثلث" وهي المدة التي لا تتفق مع دافع السرقة.

معاينة النيابة لمسرح الجريمة والتي استمرت ما يزيد على 70 دقيقة كشفت عن ان مصلي السيدات يقع بيسار المسجد الذي يوجد به طابق اعلي واخر سفلي وان دورات المياه واماكن الوضوء تقع بالطابق السفلي وعثر علي جثة الطفلة ملقاة علي الارض بمسافة تبعد عن دورات المياه بمسافة قرابة 3 امتار، كما تبين وجود اثار دماء علي الارض بتتبعها وصلت الي احد الحمامات الذي تبين فتح خرطوم المياه بداخله وعثر علي سكين "مدممة" ملقاة بحوض الوضوء .

التصور المبدئي للنيابة اشار الي ان الجاني استدرج الطفلة المجني عليها الي الحمام ثم قام بذبحها ولم تسقط الطفلة فور اصابتها وانما خرجت تسير علي قدميها في اثر القاتل وسقطت ارضا بعد قرابة 3 امتار والقي الجاني سكين الجريمة بحوض الوضوء قبل فراره كما ان الجاني فتح صنبور المياه وتركها جارية في محاولة لازالة اثار الدماء .. بتفحص النيابة في المعاينة تبين ان القاتل غفل عن ازالة "بصمة مدممة" من علي الحائط قام خبراء الادلة الجنائية برفعها ورفع سلاح الجريمة من حوض الوضوء وتحريزها .

الجزء الثاني من معاينة النيابة تطرق الي فحص كاميرات المراقبة المثبتة خارج الميجد والتي اظهرت بشكل واضح المتهم اثناء توقفه امام المدخل الرئيسي للمسجد واستدراجه الطفلة القتيلة وطفل اخر تبين انه شقيقها يبلغ من العمر 7 اعوام واشارته للشقيق لاعلي تلاها مباشرة صعود الطفل للطابق الاعلي واشارته للطفلة بالنزول الي اسفل وتتبع المتهم لها بعد لحظات وغيابه بالاسفل لمدة استمرت "40 دقيقة" .. ثم اظهره مقطع الفيديو يخرج مسرعا مرتبكا، وبعرض صورة المتهم علي شيخ وخادم المسجد قررا انه احد ابناء القرية وانه التقي باحدهما اثناء صعوده من اسفل وسأله عن مكان شرب المياه كنوع من التمويه وغادر المسجد نهائيا.

وناقشت النيابة علي مدار الايام اللاحقة لوقوع الجريمة شيخ وخادم المسجد وقرر الاخير انه اثناء تفقده "ترابيس" الحمامات طرق احد الابواب غير المغلقة بشكل صحيح فاجابه المتهم من الداخل بان الباب بدون "ترباس" وعقب انصرافه فوجيء شيخ المسجد بطفل يصرخ ويخبره بوجود طفلة راقدة علي الارض تنزف الدماء فاسرع الجميع اليها وكانت تلفظ انفاسها الاخيرة.

وبعد اصدار النيابة قرارها بضبط واحضار المتهم وفور ضبطه تعرف عليه من رآه بالمسجد ومع بداية مناقشته قبل فتح التحقيق حاول المراوغة لعدم الافصاح عن الدافع الحقيقي للجريمة، مشيرا الي ان السرقة كانت الدافع وطلب محمد شرف رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة من المتهم خلع "سويت شيرت" يرتديه لاجراء مناظرة ظاهرية لجسده فلفت انتباه "شرف" وجود "بقعة" غامقة اللون علي "فانلة داخلية" يرتديها المتهم وبسؤاله عنها ارتبك محاولا الاصرار علي روايته الاولي الا انه مع مواجهته بـ "بقعة" دماء اخري علي تيشرت كان يرتديه يوم الجريمة اقر بالدافع الحقيقي بانه كان يعاني من كبت جنسي لعدم قدرته علي معاشرة زوجته التي انجبت قبل الجريمة بـ 20 يوما فقط وانه استدرج الطفلة المجني عليها بعد 4 ايام من مراقبة الاطفال بالمسجد لهتك عرضها والتحرش بجسدها بعد تكميم فمها بيده وملامسة اجزاء حساسة من جسدها بيده الاخري.

وعن الجريمة قال المتهم انه استغرق قرابة 40 دقيقة بالداخل وسمع اصوات تزايد قدوم المصلين لاقتراب موعد العشاء فخشي افتضاح امره فقام بنحر رقبة الطفلة وفتح المياه لازالة اثار الدماء و"المني" من علي الارض وعاد الي منزل الزوجية بقرية المنصورية وقام بتغيير "تيشرت وبنطلون" فقط مع عدم تغيير ملابسه الداخلية.. وحرزت النيابة ملابس المتهم لوجود اثار "مني" علي بنطاله ودماء علي التيشرت وتم ارساله الي الادلة الجنائية لفحصه.