قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الصحف اللبنانية: تزايد العقبات أمام التشكيل الوزاري


اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم بملف تشكيل الحكومة الذي لا يزال يراوح مكانه دون جديد منذ أن تم تكليف رئيس الوزراء سعد الحريري بإجراء عملية التأليف في 24 مايو الماضي، وسط تزايد للعقبات أمام ولادة الحكومة وتصاعد الخلافات بين القوى والتيارات والكتل النيابية الفاعلة في الساحة السياسية في البلاد، والتي شهدت بالأمس انهيار التهدئة "الثانية" بين القوتين المسيحيتين الرئيسيتين وهما حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

وأشارت الصحف إلى أن استراتيجية "الحريري" في شأن تشكيل حكومة توافقية (حكومة وحدة وطنية) لا تزال قائمة، وأنه لا يزال يتطلع إلى أن تبدي كافة القوى مرونة وتقدم تنازلات من شأنها تسهيل تشكيل الحكومة، ويحتفظ بتفاؤله على الرغم من تصاعد حدة الخلافات بين الفرقاء السياسيين.

وذكرت صحيفة (النهار) أن هناك شكوكا كبيرة بإمكانية ولادة الحكومة في الأسبوع المقبل، على الرغم من جرعة التفاؤل التي قدمها الرئيس اللبناني ميشال عون حينما تحدث خلال الساعات القليلة الماضية عن "أسبوع حاسم ومعطيات إيجابية ملموسة" وكذلك تفاؤل "الحريري" في هذا الصدد.

ولفتت الصحيفة في هذا الصدد إلى تجدد الحملات الحادة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، والتي توجت بأعنف رد هجومي لرئيس "القوات" سمير جعجع على رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل، ذاهبا إلى حد تحميل الأخير تبعة الإساءة إلى العهد (الرئيس عون) نفسه.
وتحدثت الصحيفة عما أسمته (أزمة الصلاحيات الصامتة) بين عون والحريري، وذلك على الرغم من حرص كل منهما على نفي وجودها أصلا، مشيرة إلى أن هذه الأزمة (تنازع الصلاحيات) أصبحت تؤثر تأثيرا قويا في تباعد رؤية كل منهما عن الآخر.
من جانبها، أكدت صحيفة (الجمهورية) أن ولادة الحكومة ماضية إلى مزيد من التأخير نتيجة "تمترس المعنيين بتشكيلها بمواقف ومطالب تتصل بحصصهم من المقاعد الوزارية ورفضهم "توزير" آخرين يستحقون التمثيل قياسا على حجمهم النيابي والسياسي داخل البيئات التي ينتمون إليها.
واعتبرت الصحيفة أن سفر "الحريري" بالأمس إلى العاصمة الأسبانية مدريد ومنها إلى العاصمة البريطانية لندن، واستعداد الوزير جبران باسيل للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبل، يشير بوضوح إلى أن جهود تشكيل الحكومة ما تزال عاجزة عن إحداث اختراق للأزمات، وأن مشاورات تشكيل الحكومة دخلت في إجازة انتظارا لعودة المسافرين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من الحريري تأكيده في المقابل أن اتصالات تسهيل تشكيل الحكومة "لم تتوقف" رغم السفر، وأن فريق العمل لحل العقد السياسية يواصل مساعيه للاتفاق على الحكومة الجديدة.
وأكدت الصحيفة أن الحريري لم يحد عن هدفه الذي أعلن عنه منذ تكليفه بتشكيل الحكومة، والمتمثل في "تأليف حكومة وحدة وطنية" وأنه ليس من ضمن أهدافه الدخول في أي "مناكفات سياسية".
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن الحريري لا يستهدف من المشاورات بالتعاون مع حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، تأمين "ثلث معطل" داخل الحكومة لإحداث "توازن" بين ما أفرزته الانتخابات النيابية وبين القرار داخل الحكومة.
وأوضحت المصادر للصحيفة أن "الحريري" على قناعة كاملة أنه لا يحتاج إلى "ثلث معطل" داخل الحكومة، كونه رئيس حكومة وفي يده صلاحيات الدعوة إلى مجلس وزراء ورفع الجلسة وعدم إدراج أي بند خلافي.
من جهتها، ذكرت صحيفة (الأخبار) أن سعد الحريري أكد أن الدستور لا يقيده بمهلة زمنية في تشكيل الحكومة، وأن المناخ في لبنان على الصعيدين الاقتصادي والمالي، لا يحتمل أي صدامات أو انقسامات.. ونقلت عنه قوله: "الحكومة لا بد وأن تتألف في نهاية الأمر، وسيجلس الجميع إلى الطاولة، فلماذا نذهب إلى الخطاب المتشنج الذي لا يفيد أحدا منا".
وقالت الصحيفة إن الحريري يعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني أي طرف "وأنا أرفض منطق العزل الذي يتحدث به البعض، والمطلوب من الجميع أن يقدموا تنازلات، وأنا متفائل لأن كل الأطراف حددت مطالبها وأدركت ما يمكن أن تحصل عليه وما هو مستحيل".
وأضافت الصحيفة نقلا عن الحريري: "علينا جميعا أن نتواضع لأن أي انفجار سياسي أو أمني أو اقتصادي، ستطاول شظاياه الجميع وليس جهة أو فئة محددة".. مشيرا إلى أنه لن يختلف مع الرئيس ميشال عون، وتأكيده أيضا الالتزام بسياسة النأي بالنفس واحترام اتفاق الطائف.
من ناحيتها، قالت صحيفة (اللواء) نقلا عن مصادر مطلعة إن "الحريري" سيقوم عقب عودته من الخارج بوضع "مسودة حكومية جديدة يحملها إلى رئيس الجمهورية للتشاور في شأنها" وهو ما يتزامن مع تصريح "عون" بأن الأسبوع المقبل سيكون حاسما في شأن ولادة الحكومة.
وذكرت الصحيفة أن الأوساط المحيطة بالحريري أكدت أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة وحدة وطنية لا يستبعد فيها أي طرف، مشيرة في ذات الوقت إلى استمرار "إشارات التعقيد" أمام التشكيل، خاصة مع تصاعد الخلافات بين التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل وبين حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع.
ونوهت الصحيفة إلى أن "الإشارة الوحيدة" نحو إمكانية حلحلة العقدة الدرزية (تمثيل الطائفة الدرزية بالحكومة) صدرت عن وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي قال للصحيفة: "الوقت الآن ليس لتقديم تنازلات طالما غيرنا لن يقدم تنازلات" .. وهو ما يعني ، بحسب المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، أن بالإمكان إجراء صفقة تبادل تنازلات.
من جانبها، نقلت صحيفة (المستقبل) عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، تحذيره من مغبة الإمعان في تأخير تشكيل الحكومة، وتأكيده أنه لا يجوز الاستمرار على هذا الحال "فالوضع الاقتصادي خصوصا، ووضع البلاد عموما، يحتمان الحاجة إلى الإسراع في تأليف الحكومة".. مضيفا: "أعان الله رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري فهو لا يستطيع إرضاء كل الناس".