قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سعر الجلسة يصل إلى 60 دولارا.. العلاج النفسي أون لاين بين الحقيقة والاحتيال

العلاج النفسي عبر الانترنت
العلاج النفسي عبر الانترنت

مرت "م. ك" بأزمة نفسية، كادت أن تعصف بأسرتها، وعانت من أعراض الاكتئاب والرغبة في العزلة، وصعوبة النوم، وكثرة حالات الرهبة والخوف.. ولكنها رفضت الذهاب لطبيب نفسي، لرفض زوجها ذلك.

علمت "م.ك" بمنصات العلاج النفسي "أون لاين"، والتحقت بإحدى المجموعات التي تعلن عن خدماتها، عبر موقع الفيس بوك: "انضميت للصفحة ووجدت أنهم مقسمين الأطباء حسب نوع المشاكل، سواء مشاكل الأطفال أو المراهقة أو الزواج أو الاكتئاب أو العلاقات الجنسية.. حياتي مليانة مشاكل في علاقتي بزوجي وأولادي وحتى علاقتي بنفسي، فكرت أكتب مشكلتي من اكونت مستعار عالبيدج، ولكن خفت من التعليقات اللي ممكن تزيد حالتي، وقررت التواصل أون لاين مع الطبيب وكان بشرط عدم إظهار وجهي ووافق، والجلسة كانت مدتها ساعة، عبارة عن أني بحكي مشكلتي وأني مابقتش أعرف أنام أو أتواصل مع الناس بسببها، وكان نصيحته أن أدور علي هدف جديد وأفكر أنزل ألعب رياضة واشتغل وأبعد عن مصادر الضغط".

آلية العلاج

وتابعت، "طلبت منه دواء يساعدني علي النوم وتقليل الاكتئاب، ولكنه رفض وقال إن دي استشارة ومافيش صيدلية هتصرف دواء بدون روشتة، ونصحني باستكمال الجلسات دي، ورغم أني عملت 4 جلسات .. كل جلسة بمائة جنيه.. وكنت ببعتهم فودافون كاش، إلا أنني لم أتمكن من النوم أو التخلص من الاكتئاب ولهذا فكرت جديًا في الذهاب لعيادة نفسية".

حالات عديدة وجدوا ضالتهم في مواقع وصفحات الاستشارات النفسية عبر الإنترنت "أون لاين"، ومؤخرا زادت تلك المواقع، ومنها من يتبع طبيبا أو طبيبة، أو مركز يضم عشرات الأطباء.

علاج أون لاين

توصل "صدي البلد" لأحد المراكز للاستشارات النفسية عبر الإنترنت، المركز يعلن "تحدث مع طبيبك النفسي أونلاين..بكل خصوصية في أي وقت ومن كل مكان.. نعالج القلق والاكتئاب والوسواس والإدمان والمشاكل الزوجية.. قم باختيار المعالج المناسب، ضمن أكثر من طبيب ومعالج نفسي حسب التخصص أو اللغة أو الدولة أو السعر المناسب لك، واحجز ميعاد جلستك حسب المواعيد المتاحة واختار طريقة الدفع، وتكلم مع طبيبك في ميعاد الجلسة صوت وصورة أو صوت فقط حسب رغبتك".

الجلسة نصف ساعة بـ 60 دولارا

وعند التواصل أعلن القائم علي الموقع "نقدم أفضل خدمة استشارية احترافية، والاستشارة النفسية طريقك للتميز والرقى، فلا تتردد بطلبها عند شعورك بالحاجة لها لتدعيم قراراتك وزيادة طاقتك وحيويتك وللتخلص من الضغوط والمشاعر السلبية التي يعاني منها الكثيرون منا.. تواصل معنا ومكان الجلسة عن طريق سكايب أو عبر الهاتف، و مدة الجلسة نصف ساعة، وقيمتها للمصريين 160 جنيهًا، والعرب والأجانب 60 دولارا".

صفحات عديدة

صفحة إلكترونية أخرى يديرها شخص يقول إنه خبير الاستشارات النفسية والأسرية: "لو متردد تروح عيادة نفسية .. الآن يمكنك حجز جلستك أون لاين، حابب تشاركنا مشكلتك فقط ابعت لينا رسالة وإن شاء الله هنحاول نحلهالك فقط في سرية تامة.. لن ننشر مشكلتك إلا إذا عجزنا علي حلها..ويعمل معنا خبراء في علم النفس، المتخصصين في علاج الاكتئاب والخوف والتوحد والرهاب الاجتماعي وتحسين الحياة الزوجية والعاطفية وعلاج القلق وخوف الأطفال.. وتلبية لرغبة عملائنا خصم 20 % لمدة أسبوع على الاستشارات النفسية والتربوية والعلاقات الزوجية وجلسات اللايف كوتشنج".

دفاع القائمين

دافع الطبيب المسؤول عن الموقع عن منصته الإلكترونية للعلاج النفسي" كأنك في عيادة ولكل مريض ملف سري، وعلينا استغلال آليات وسائل التواصل الاجتماعي، لعلاج المرضى عن بعد، وهو شكل غير تقليدي، خصوصا أنه في حالات ترفض الذهاب لعيادة، للخوف أو الوصم، وربما لا يوجد مركز نفسي علي مقربة منهم، ولهذا نقدم الاستشارات بعضها مجاني وبعدها لا".

ويضيف: "لسنا بحاجة لتقديم علاج، أغلب المشاكل تكون ما بين الاضطرابات النفسية واضطرابات الأطفال والقلق والخوف والاضطرابات الجنسية وغير ذلك من المشاكل النفسية التي قد يواجهها الأفراد".

معدل الأمراض النفسية

طبقا للأرقام الصادرة عن الأمانة العامة للصحة النفسية فى مصر، أن نسبة انتشار الأمراض النفسية بين البالغين من سن 18 إلى 64 سنة، من 10 إلى 12% بمتوسط عدد السكان، وما يقرب من 8 ملايين شخص يعانى من مرض نفسى، منهم يتم حجزه ومنهم من لا يحتاج سوى التردد على العيادات والمتابعة مع الطبيب.

والأسرة المتوفرة 6650 سريرا فى مستشفيات الصحة النفسية المختلفة وهى 18 مستشفى ومركز بالإضافة إلى 5 مشاريع قيد الانتهاء منها، ومصر تحتاج بواقع عدد المرضى 16600 سرير، وأعداد العاملين فى مستشفيات الصحة النفسية التابعة للأمانة حوالي 1073 طبيبا و2931 تمريضا و354 أخصائي نفسي واجتماعى، و2007 إدرايين.

موقف الأطباء النفسيين

"للأسف المهنة تشهد العديد من التجاوزات علي أرض الواقع، فهناك مراكز وعيادات غير مرخصة، وبالأخص مراكز علاج الطب النفسي الإدمان ولا تعمل بصورة رسمية، ولا تضم أي فريق علاجى سواء أطباء أو تمريض، وتحدث بها كوارث من وفيات للمرضى أو تعامل مع المرضى بصورة غير آدمية، وأيضا هناك عيادات أخري لم تحصل علي ترخيص نقابة الأطباء وإدارة العلاج الحر بوزارة الصحة، ولا من الترخيص من قبل المجلس القومى للصحة النفسية، كمركز لعلاج الأمراض النفسية".. ينتقد دكتورة تامر رياض، الطبيب النفسي ما يحدث تجاه مهنة الطب النفسي.

انتهاكالخصوصية

وتابع، "صعوبات التراخيص سبب في انتشار تلك التجاوزات منها عيادات الأون لاين، وبالأخص صعوبة الحصول علي موافقات الجهات الإدارية والحي والعلاج الحر، فقد وصل تكلفة إنشاء وترخيص مستشفى للطب النفسي إلى مليون أو 2 مليون جنيه، ولا يختلف ما يحدث بالمواقع الإلكترونية للعلاج النفسي عن تلك العيادات والمراكز غير المرخصة، فكلاهما يعمل بلا رقابة أو ترخيص، ولا يمكن التأكد من ماهية القائم عليه وفعالية وسلامة طرق العلاج، وضمان حق المريض في الشكوى، إذا تعرض لانتهاك خصوصيته أو الحصول علي علاج خاطئ، كما أن أغلبها يديرها خريجو أقسام الطب النفسي وليسوا خريجي كليات الطب النفسي".

غياب الرقابة

"تجد بعض تلك الصفحات تعلن المشكلات علي الملأ لجذب المتابعين، ويفاجأ المريض بتعليقات سلبية تزيد من مرضه، وفي الخارج تلك المواقع مقننة وتخضع لرقابة صارمة، ومن حق المريض تقديم شكوى لو حدث تجاوز، ولكن بمصر لا يوجد رقابة علي الإنترنت من أي جهة حكومية، كما أنه من الصعب أن يقدم علاجا دوائيا أو يتواصل مع أهالي الحالة لمساعدته عن طريق الإنترنت، ولأن العلاج النفسي يرتبط بالأسرة، وهناك أمراض لا يمكن أن تعالج عبر الإنترنت كالاكتئاب الشديد، والرغبة في الانتحار والإدمان، ولابد من التواصل الحي للوقوف علي التشخيص السليم ورؤية الانفعالات وحركة الجسد، وهناك أمراض لابد من أدوية علاجية، وهو ما لا يمكن إلا بروشتة طبية، لهذا يظل المريض بحاجة لزيادة لعيادة طبية".. يشرح الطبيب النفسي.

نصائح دولية

فيما قدمت الجمعية الأمريكية لعلم النفس، نصائح للعلاج النفسي عن بعد، وهي اللجوء إلى منصات موثوقة وأطباء نفسيين خبراء في مجالهم، قادرين على مساعدة المريض على أسس علمية سليمة، وتجنب نصائح غير المختصين، والتأكد من حصول الطبيب المعالج على رخصة لمزاولة المهنة سارية المفعول، تخوله العمل في القطاع الطبي، وضرورة اختيار موقع آمن لضمان سرية البيانات وعدم تسرب المعلومات الشخصية وتفاصيل الحالة إلى الخارج.