- منانجاجوا يدعو مواطنيه إلى ممارسة حقهم بـ"حكمة" في أكثر انتخابات تنافسية في التاريخ
- تشاميا يؤكد أن فوزه مؤكد والكلمة للشعب.. ويتحايل على دعم الرئيس السابق
- موجابي يخرج عن صمته ويدعم المعارضة ويتمني خسارة نائبه الذي أطاح به
- الاقتصاد والشباب والانتخابات النزيهة كلمة السر في الانتخابات
شهدت زيمبابوي، اليوم الإثنين، أول انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية، يمكن وصفها بالديمقراطية بعد 40 عاما من حكم روبرت موجابي الذي تمت الإطاحة به في نوفمبر الماضي، وأشاد المراقبون بهذه الانتخابات باعتبارها نهاية لماضي البلاد الاستبدادي.
وبهذه الانتخابات يودع الزيمبابويون عهد موجابي الذي شابه الفساد والعنف، وسط حالة من الحماس بعهد جديد من الديمقراطية.
وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم الرئيس الحالي إيمرسون منانجاجوا – 75 عاما-الملقب بالتمساح، على منافسه الشاب والقس نيلسون شاميسا – 40 عاما- الذي يرغب في أن يكون أصغر رئيس يحكم البلاد.
وتكمن المعضلة في انتخابات زيمبابوي أن شبح موجابي – 94 عاما- يخيم بقوة خصوصا في ظل إعلان الساعات الأخيرة الذي قام به الرئيس السابق الذي أعلن دعمه للمعارضة وتمنياته بخسارة الحزب الحاكم الذي كان يترأسه قبل عزله.
وقال موجابي، أمس الأحد، إنه سيصوت للمعارضة في مواجهة حلفائه السابقين، ليخرج عن صمته الذي التزم به منذ إجباره على الاستقالة.
وفي مؤتمر صحفي مفاجئ في منزله الفخم بلو روف في العاصمة هراري حيث يمضي تقاعده، أشار موجابي إلى أنه يأمل في أن يسقط التصويت الحكومة الحالية التي يترأسها حليفه ونائبه السابق منانجاجوا، وتابع "لا يمكنني التصويت لزانو-الجبهة الوطنية"، الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي-الجبهة الوطنية الذي يحكم البلاد منذ استقلالها في 1980.
وأضاف: "لا يمكنني أن أصوت للذين أساؤوا معاملتي"، قبل أن يشير ضمنا إلى أنه سيعطي صوته لمرشح أكبر أحزاب المعارضة حركة التغيير الديمقراطي نيلسون شاميسا الذي حارب حزبه باستمرار. وتساءل الرئيس السابق "من بقي؟ شاميسا"، مثيرا الضحك بين الصحفيين.
وأدلي الناخبون بأصواتهم لانتخاب رئيس ونواب وأعضاء المجالس البلدية في عمليات تصويت تاريخية هي الأولى منذ سقوط موجابي.
ومن جانبه، رد منانجاجوا بشكل غير مباشر على موغابي في تصريح للإذاعة الرسمية أكد فيه أنه "بعد سنوات من المراوحة، أعطت نوفمبر 2017 لزيمبابوي فرصة للحلم مجددا"، في إشارة إلى عزل موجابي.
وأشاد بالأجواء "السلمية" التي رافقت الحملة الانتخابية على عكس الانتخابات السابقة التي جرت في عهد موجابي والتي شابها الكثير من أعمال العنف.
وقال موجها حديثه للناخبين "غدا سوف تقررون مصير زيمبابوي" داعيا إياهم إلى ممارسة حقهم بـ"حكمة" في انتخابات "هي الأكثر تنافسية في تاريخنا".
وخلال حملته الانتخابية، وعد منانجاجوا بـ"ديمقراطية جديدة" وباستثمارات بمليارات الدولارات لإنعاش اقتصاد دمرته الإصلاحات الكارثية لسلفه، وتعهد بتوفسر الوظائف حيث بدا منفتحا على الاصلاحات الاقتصادية.
وليعيد الشركات الأجنبية إلى زيمبابوي، وعد بانتخابات "حرة وعادلة وشفافة" بعيدة من أعمال العنف وعمليات التزوير التي شابت عمليات الاقتراع في عهد موجابي.
ويقول مراقبون إنه لكي تعود زيمبابوي إلى الساحة الدولية وتتخلص من العقوبات المؤلمة وتؤمن تمويل المانحين الذي تحتاجه لتواجه نقص السيولة الحاد، فينبغي أن يصدقوا على الانتخابات باعتبارها موثوقا بها.
وتلقى شاميسا الذي يريد أن يجسد التغيير والقطيعة مع النظام السابق، بحذر وارتباك تصريحات الرئيس السابق. وقال في مؤتمر صحفي "إنه مواطن وليس واجبي كمرشح أن اختار الناخبين".
وأضاف "إذا قال أحد ما 'أنت مرشحي المفضل' فمن أنا لأرفض هذا الصوت؟". وأكد إن "مهمتي الرئيسية هي توحيد البلاد" قبل أن يتهم مجددا اللجنة الانتخابية بالإنحياز في الاستعدادات لهذه الانتخابات التاريخية.
وقال شاميسا بعد أن أدلى بصوته في هراري أمام حشد استقبله بالتهليل "النصر مؤكد. الشعب قال كلمته".
وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، قال شاميا إنه سوف يفوز بهذه الانتخابات طالما كانت حرة ونزيهة، إنها "صفقة مكتملة".
وتعرض شاميا لكسر في الجمجمة خلال مواجهات مع قوات الأمن في 2007، وأصبح نائبا في البرلمان عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره. كما أصبح وزيرا في سن 31 عاما.
ووعد بإعادة نباء اقتصاد البلاد المدمر، لكن وجهت إليه الانتقادات بسبب وعوده المبالغ فيها مثل إنتاج القطار السريع "الطلقة"، وأن تستضيف زيمبابوي كأس العالم.
وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة الاثنين تنظم دورة ثانية في8 سبتمبر القادم.
وللمرة الأولى منذ 16 عاما، دعيت بعثات مراقبين غربية وسمح لها بالتجول في البلاد لتأكيد حسن سير عمليات الاقتراع.
ومن المتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة مستويات قياسية، حيث أن الشباب كلمة السر في هذه الانتخابات حيث أن نصف المسجلين في قوائم الانتخاب تحت سن 35 عاما.
وفي مفارقة غريبة، رفعت محكمة جنوب إفريقية الحصانة الدبلوماسية عن جريس موجابي، التي كانت السبب الرئيسي في الإطاحة بزوجها بسبب طموحها في أن تكون خليفته في الحكم.
وكانت جريس – 53 عاما- قد اعتدت على عارضة الأزياء الشابة جابرييلا إنجليس في فندق بجوهانسبرج في 2017.