الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زمن الثقة.. صنع في مصر


عندما أشاهد كآلاف المصريين ، الأفلام الأبيض والأسود حيث الزمن الجميل ، حيث أجد أن الكثير على اختلاف أعمارهم يعودون الى الوراء لمتابعة الزمن الجميل ، والبحث عن الذات المفقودة والهوية المشوهة وفى الزمن الحالى، أجد اننى أشاهد شعبا غير الشعب ، بلدا غير البلد ، أخلاقيات غير الأخلاق التى اعتدنا على مشاهدتها فى الزمن الجميل.
 
وأستغرب بشدة، لأن المتعارف عليه أن كل شيء يتطور ويتقدم وينمو من المفترض الى الأفضل ، ولكن فى حالة الشأن المصرى أجد العكس تمامًا ، حيث أشاهد وألاحظ كما يلاحظ بنى جيلى والأجيال المتعاقبة، أن هناك تدهورا، لابد له من وقفة جادة وحازمة وسريعة.
 
أجد أن هناك وليس من وقت قصير بل من حوالى نصف القرن أو يزيد ، تدهورا وتفسخا فى النسيج المصرى، على المستوى الفكرى والاقتصادى والاجتماعى والصحى والتعليمى والفنى والثقافى مما انعكس على نفسية المصريين بشكل سلبي للغاية، تولد عنه ما يعرف بجلد الذات ، وفقدان الثقة بالذات ، والأنامالية، والأمراض الأخلاقية ، والسلبيه ، وغياب الهدف والمعنى من البقاء ، وأصبحت السلبية واللامبالاه هى الطباع السائدة
مما ترك تشوها فى الذات المصريه وتفسخا فى النسيج المصرى ، من أمراض الارهاب والجريمة والإدمان وسوء الأخلاق والرشوه والفساد والبلطجة والعشوائية أصبحت هى السمة المسيطرة على كل شيء، فى الشارع فى البيت فى غالبية المؤسسات الوطنية فى التعامل بين أفراد الشعب ، فى المفردات المستخدمة فى المدارس والجامعات ووسائل الاعلام.
 
أتذكر عندما كنا شعبا يشجع ما ينتجه بيده ويتباهى به داخليا وخارجيا ، بداية من القطن وما ينتج منه فى مصانع المحلة الكبرى من أقمشة وأغطية للأسّرة وبدل وغيرها من كافة مستلزمات البيت المصرى وتجهيز العرايس.. كنا ننتج الالبان من خلال مصر للالبان، وجميع أنواع البسكوتات والحلوى المصنعة بأياد مصرية.
 
كانت القرية المصرية تنتج احتياجاتها من كافة المنتجات الغذائية والفائض يباع فى الاسواق فكانت القرية منتجة ومكتفية ذاتيًا وليست مستهلكة وعبئا على المدينة كما نشاهد حاليًا.

كانت هيئة الإنتاج الحربي أو المصانع الحربية تنتج الثلاجات والبوتاجازات والراديو والتليفزيون والمراوح والعجل والسخانات وغيرها من السلع المعمره وبأرخص الأسعار وتتميز بالمتانة وقوة التحمل.
 
كانت هناك طبقة عاملة بجد تعمل فى المصانع وفى الحقول ، لا نسمع عن البطالة الا فى أضيق الحدود
كان الفن هادفًا، يمثل قيم ومعايير المجتمع ووفقا لنموذج مصرى نربى عليه الابناء والاجيال القادمه.
 
نطالب حاليا فى ظل موجة الغلاء الرهيب ، وارتفاع سعر الدولار ، حيث ان غالبية بل معظم السلع يتم استيرادها بتشجيع المنتج المصرى بكل أنواعه ، وعودة الصناعه المصريه كما كانت ، بل بشكل ومضمون يتماشى مع متطلبات الحياة الحاليه وجودة المنتجات العالمية، فنحن دولة لا ينقصها الخامات ولا الايدى العامله ولا المهندسين ولا المخططين ، بل لدينا سوق كبير وقوة بشرية تحتاج الى منتج ذي جودة عالية واتقان فى الصنع، نحتاج فى الفتره الحالية الى الاعتماد على النفس من خلال عودة المصانع ، وعودة المنتجات المصرية بشكل ومضمون ذي جودة عالية.

نحتاج الى عودة الثقة فى أنفسنا من جديد ونشجع منتج بلدنا ، أطالب مؤسسة الإعلام بعرض منتجات مصر على شاشاتها من أجل تشجيع المصريين على شراء تلك المنتجات من جديد وبأسعار تناسب السوق المصرى ، أطالب بتحسين جودة المنتجات من حيث الشكل والمضمون ، أطالب بحملات توعية فى الاسواق واماكن التجمعات لحث المواطنين على شراء منتج بلدهم ، من خلال العروض والمسابقات والجوائز على المنتجات المصريه كما نرى فى المنتجات والاسواق العالمية التى تشجع منتجات بلادها.
 
أتمنى أن تعود منتجات السلع المعمرة تغزو منازلنا من جديد ، والمنتجات الغذائية تملأ محلات السوبر ماركت والهايبر وغيرها من المحلات الكبيره التى يغيب عنها المنتج المصرى.

أطالب بحملة قومية لتشجيع صنع فى مصر ، فى ظل الظروف القاسية التى تمر بها بلادنا ، وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط