قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

والد سميرة موسى سر تفوقها .. وأمنيتها قبل مصرعها مصر بلا سرطان

سميرة موسى
سميرة موسى
0|أماني إبراهيم

عالمة مصرية تمتعت بالذكاء والوطنية منذ نعومة أظافرها، فـ نشأتها في منزل لا يفرق بين شاب وفتاة كان الفضل في تحقيقها لإنجازات مبكرة في سن صغير، ورغم وفاتها قبل أن تتم عامها الـ 35 إلا أن سميرة موسى تعد أول عالمة مصرية تتمكن من إنشاء أول قنبلة ذرية، حتى انها أرادت استغلال هذه الطاقة في أن تجعل وطنها مصر خاليا من مرض قاتل، ويحل اليوم 15 أغسطس، الذكرى 66 على رحيلها.

- النشأة :
ولدت سميرة موسى في 3 مارس 1917، بقرية سنبو الكبرى في مركز زفتى بمحافظة الغربية، وكانت أسرتها المكونة من أبيها وأمها و6 شقيقات وشقيقان، دائما ما يستقبلون أهالي القرية في منزلهم فيما يشبه المجلس لمناقشة كل الأمور التي تخص القرية، ورغم عدم انتشار تعليم الفتيات حينها، إلا أن والدها حرص على تلقيها للتعليم مثلها كإخوتها، لم يفرق بين شاب أو فتاة.

التحقت سميرة بمدرسة "صنبو" وحفظت عدة أجزاء من القرآن، وكان عمل والدها المشترك بين محافظتي القاهرة والغربية، دافعا لينتقل برفقة ابنته إلى القاهرة لتتلقى تعليمها، واشترى سكنا في حي الحسين، ودرست سميرة في مدرسة قصر الشوق ثم مدرسة "بنات الأشراف" التي أسستها الناشطة النسوية نبوية موسى.

- الدراسة :
كانت سميرة متفوقة دراسيا منذ اليوم الأول في مرحلة تعليمها، فكانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935، فحصلت المدرسة التي كانت تدرس فيها على معونة مالية من الحكومة، واشترت نبوية موسى مديرة المدرسة معمل خاص، وكانت هذه المرة الأولى الذي توافر فيها معمل في مدرسة.

كانت سميرة متفوقة وذكية، حتى انها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر وهي في الصف الأول الثانوي، وطبعته من مال أبيها عام 1933 وأهدت نسخ منه لزميلاتها.

التحقت سميرة بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ولفت ذكائها وتفوقها نظر عميد كلية العلوم حينها، دكتور علي مصطفى مشرفة، حتى أنها تأثرت به في حياتها الشخصية وتفوقت في المرحلة الجامعية فأصبحت الأولى على دفعتها، وتم تعيينها بإصرار من أستاذها مشرفة.

- الأبحاث :
كانت متحمسة جدا حتى أنها أنهت الرسالة في عام وخمسة أشهر، وكتبت الكثير من الأبحاث المتصلة ، كان أهمها بحث عن تفتيت المعادن الرخيصة، وآخر عن صناعة القنبلة الذرية من مواد متاحة للجميع، لكن هذا البحث لم تكتبه، ولم توضح حتى كيفية حدوث ذلك.

«أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين» كانت هذه هي الأمنية التي نشدتها موسى طويلا عن تسخير الذرة لخدمة الإنسان.

- السفر الوهمي ومصرعها :
سافرت العالمة المصرية إلى الولايات المتحدة بعد تلقيها لدعوة مزيفة من إدارة المفاعل هناك في عام 1952، وكانت هذه الرحلة هي الأخيرة لها في الحياة، فبعدما أتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الامريكية، قررت العودة إلى مصر لإنشاء المعمل الخاص بها في منطقة الهرم بالجيزة، ولكن خلال عودتها اصطدمت سيارة نقل ضخمة بسيارتها وأدت إلى وفاتها في 15 أغسطس من نفس العام.

أحيطت قضية مصرعها بالكثير والكثير من الغموض، فالسائق كان يحمل اسما مستعارا، وتبين أن إدارة المفاعل لم ترسل لها دعوة للحضور، فرحلت العالمة التي لو كانت على قيد الحياة لغيرت كثيرا في اقتحام مصر لمجال الطاقة الذرية في فترة مبكرة.