الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جامعة جنوب الوادي تعيد إحياء صناعة الحرير.. علوي: 100 جنيه ومكان ملائم وأوراق التوت تكلفة المشروع.. ومهنى: تربية الديدان عمل سهل ويحقق ربحا جيدا للأسر.. صور

صدى البلد

  • مدرس بكلية الزراعة: ديدان الحرير مشروع بسيط يمكن لأى شخص العمل به وفترة الإنتاج لا تتعدى 35 يوما
  • رئيس قسم وقاية النبات: نسعى لإعادة إحياء ونشر صناعة الحرير فى صعيد مصر كما كانت أيام محمد على

محاولة رائدة تسعى من خلالها جامعة جنوب الوادى، لإعادة إحياء ونشر صناعة الحرير من جديد فى صعيد مصر، لاستعادة ريادة مصر فى هذا المجال، ومن أجل خلق فرص عمل لآلاف العاطلين، بإمكانيات مادية بسيطة تكاد لا تذكر، لاعتمادها فى التغذية فقط على أوراق شجر التوت المنتشرة على جوانب الطرق والترع.

وقال الدكتور رفعت علوى، مدرس تحليل متبقيات المبيدات والسموم فى الأغذية، إن تربية ديدان الحرير من المشروعات البسيطة التى يمكن لأى شخص أو أسرة بسيطة أن تعمل فيها وتحقق منها دخلا إضافيا، لأنها تبدأ بعلبة بيض ديدان تكلفتها 100 جنيه للمحلى، وما بين 250 و300 جنيه للمستورد، مع توفير مكان ملائم وأوراق أشجار التوت، كما أن بداية المشروع حتى يتم الحصول على الإنتاج لا تتعدى 35 يوما، حيث يتم إحضار علبة بيض حرير ووضعها فى حضانة لإتمام عملية الفقس، بعدها يتم توزيع دود الحرير على الحوامل المخصصة لذلك، ووضع أوراق التوت بعد غسلها جيدًا بالماء لكى تتغذى عليها يوميًا، بعدها بـ30 يوما تقوم الديدان بعملية إنتاج خيوط الحرير.

وأضاف علوى: "تأخذ عملية إنتاج الحرير يومين تقوم خلالها الدودة بإخراج خيوط الحرير الطبيعى ولفها حول نفسها حتى تصبح مثل البيضة، وتسمى هذه العملية غزل الشرنقة "خيوط الحرير"، بعدها نقوم بوضع الشرنقة فى الشمس أو مياه ساخنة لقتل الدودة ووقف دورة حياتها حتى لا تقوم بثقب وإتلاف الشرنقة، لأنه بعد انتهاء غزل خيوط الشرنقة تكون الدودة بالداخل وبعدما تلتف حولها الخيوط تحاول الخروج بعمل ثقب فى الشرنقة، بعدها يتم تجميع الشرانق ووضعها فى صفائح تمهيدًا لبيعها للتاجر الذى يحصل على صفيحة الشرانق بحوالى 100 جنيه".

وأشار إلى أن "معمل ومركز جنوب الوادى يعتبر الأهم والأشهر فى صعيد مصر، ونسعى أن يقدم خدمة لجميع المواطنين الراغبين فى العمل بهذه الصناعة، وهو مجهز بإمكانيات عالية، لكن هذا لا يعنى أن تتوافر كل هذه الإمكانيات لبدء مشروع تربية ديدان النحل، فالبيوت الطينية لا تحتاج لتكييفات أو مثل هذه التجهيزات، كما أن مساحة 4 أو 5 أمتار كافية لتربية 4 أو 5 علب من الديدان".

وأوضح أنه توجد أنواع كثيرة من الحشرات تفرز الحرير من رتبة حرشفية الأجنحة ومن غيرها من الرتب، ولكن لا يوجد إلا 4 حشرات فقط قادرة على إنتاج الحرير تجاريًا توجد منهم حشرتان بريتان وهما "دودة حرير التوسار- دودة حرير الموجا"، وآخرين مستأنسين هما "دودة الحرير التوتية - دودة الحرير الخروعية"، وتعتبر دودة الحرير التوتية "دودة القز" هي أشهر ديدان الحرير وتنتج أكثر من 90% من إنتاج الحرير العالمي، وطول الخيط لها يتراوح من 800-1500م ومدة التربية من 28-35 يوما.

وتابع: "أما تربيتها فتحتاج إلى مكان مناسب من حيث التهوية ودرجة الحرارة ويمنع دخول الفئران، تطهير حجرات التربية بالفورمالين قبل التربية ووضع أواني أسفل الحوامل لمنع النمل، العناية اثناء تحضين البيض، حيث يتم ضبط درجة الحرارة علي 25c ورطوبة 90% وتستمر فترة التحضين من 7-10 أيام ، ويراعي انتظام درجة الحرارة والرطوبة داخل الحضان مع تحريك البيض حتي لايلتصق الجنين، وتوفير أوراق التوت الجيدة بكمية مناسبة لليرقات خاصة في أعمارها الكبري "الرابع والخامس" حيث تكون شرهة جدًا في التغذية".

واستطرد: "يجب الاهتمام بغسل الأوراق وخلوها من الأوساخ، والتحكم في الظروف الجوية حول اليرقات وتوفير الحرارة والرطوبة بما يتناسب مع كل عمر، حيث يمكن استخدام الإسفنج حول صواني التربية/اليرقات لزيادة الرطوبة، وفي حالة زيادة الرطوبة عن اللازم، خاصة أوقات الانسلاخ يمكن استخدام الجير الحي لتقليلها، ويجب العناية باستخدام المطهرات بعد كل انسلاخ وقبل تغير الفرشة وعدم التعجل بتقديم الغذاء بعد الانسلاخ أو منعه قبل الصيام إلا بعد التأكد من أن 90% من اليرقات قد دخلوا أو خرجوا من الصيام، وذلك لتوحيد الأعمار وتجنب تفاوت النمو بين اليرقات حتى لا تحدث مشاكل التربية".

أما عن أمراض دود الحرير، فأوضح علوي أن أشهرها "مرض الببرين- مرض الجراسيري- مرض المسكردين- الفلاشيري"، وللوقاية من الأمراض، يجب عدم تربية ديدان من بيض غير مختبر وأن تكون السلالة جيدة، وعدم تزاحم اليرقات أثناء التربية، والتغذية بورق توت سليم، وتوفير التهوية، وكذلك درجة الحرارة والرطوبة المناسبة، والاهتمام بالنظافة وتغيير الفرشة باستمرار مع التخلص من اليرقات الميتة والمصابة والضعيفة حتى لا تكون مصدر عدوى.

فيما قال الدكتور كارم محمد مهنى، رئيس قسم وقاية النبات، إن صناعة الحرير كانت مزدهرة فى مصر خلال فترة حكم محمد على، وكان لمصر الريادة فى هذا المجال، حيث تمت وقتها زراعة 3 ملايين شجرة توت على الترع، لكن فى الفترة الأخيرة لم يعد لمصر ريادة فى هذا المجال رغم بساطة مشروع تربية ديدان الحرير الذى لا يحتاج إلى تكاليف أو امكانيات عالية وتمثل دخلا جانبيا لأى أسرة مع خبرة بسيطة يمكن اكتسابها من خلال التدريب، لذا تسعى المراكز البحثية حاليًا لإعادة نشر وإحياء هذه الصناعة، وسوف يقوم مركز جامعة جنوب الوادى بفتح باب التقدم لدورات تدريبية بشكل عملى قريبًا سواء للطلاب أو مواطنين من خارج الجامعة.

وأضاف مهنى: "أى أسرة تستطيع تربية ديدان الحرير، فالعملية بسيطة للغاية ولا تحتاج سوى إلى علبة ديدان فى البداية وأشجار التوت التى تنتشر بكثافة فى مصر، وبالنسبة للبيوت المبنية من الطين اللبن لا يحتاج المشروع إلى تكييفات أو أو أجهزة لضبط درجة الحرارة، فيما يحتاج الأمر إلى تكييفات بالنسبة للبيوت المبنية من الخرسانة لارتفاع درجات الحرارة به، كما أننا نسعى خلال الفترة القادمة لأن تكون تربية ديدان الحرير مثل تربية النحل المنتشرة فى كل ربوع مصر".

وأشار إلى وجود بعض العمالة المدربة على إنتاج السجاد اليدوى من الحرير لتصديرها للخارج، ووجود بعض البلاد والقرى تعمل فى هذا المجال مثل قرية ساقية أبو شقرة بالمنوفية وقرية فوة بكفر الشيخ ومدينة أخميم بسوهاج، لافتًا إلى أن رئيس الجامعة طالب بإكثار عقل التوت من الأصناف الرومى واليابانى المنزرعة بقسم وقاية النبات بالكلية ونشرها وتعليم المزراعين والمهندسين الزراعيين والشباب طرق التربية وإنتاج الحرير لفتح المجال لكبار السن والمرأة المعيلة لعودة صناعة الحرير فى جنوب الصعيد.

وكان الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادي، افتتح منذ فترة قريبة، مبنى جديد بمزرعة كلية الزراعة كمركز للتدريب على تربية ديدان الحرير في موسم التربية وأعمال النحالة المختلفة والنمل الأبيض والمبيدات والقوارض وسوسة النخيل والآفات الأكثر ضررًا.