الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انضباط الشارع المصرى


رتم الحياة السريع ، والرغبة فى إنجاز الأعمال ، ودوامة السعى وراء لقمة العيش ، وازدحام المواصلات والضوضاء والازدحام المرورى ، وأرتفاع حرارة الجو والوقوف بالساعات أمام محطات الحافلات للركوب فى ظل فوضى عارمة متروكة لسائقى الميكروباصات وسائقى اتوبيسات النقل العام ، ناهيك عن عادم سيارات الأجرة واتوبيسات النقل العام الذى يملأ رئة المواطنين بأشد أنواع التلوث فتكًا وأخطرها على الإطلاق.
 
هذا ونجد الفوضى فى سير المركبات فى شوارع القاهرة وعلى الطرق السريعة دون ضابط أو رابط بل تزيد تلك الفوضى يوما بعد يوم ، ناهيك عن عدم اتباع خطوط السير والالتزام بالقواعد المرورية.
 
وعلى الرغم من حركة إعمار الطرق وتوسعاتها وإضاءتها ووضع اللافتات والعلامات الإرشادية والإشارات الضوئية ، إلا اننا نجد عدم التزام من سائقى المركبات بالقوانين ونجد مخالفات جسيمة تقع فى الشارع المصرى بشكل مثير للدهشة والإستغراب.

فنجد من يسير عكس الاتجاه بكل كبرياء وشموخ ، ونجد من يعبث بالموبيل ويرسل الرسائل ويتصفح الصفحات ويتحدث فى التيلفون دون اى انتباه للطريق او للقيادة ، ونجد من يقوم بتخطى السيارات التى بجانبه دون اعطاء اى اشارات يمين او شمال ، ونجد من يقف صف ثالث دون ان يعبء بالاخرين ولا بحرمة الطريق وتعطيل حركة السير بالشارع.
 
كما نلاحظ اختناق الحركة المرورية بشكل مثير للأعصاب وفى نهاية المطاف تجد سيارات تحتفل بعرس وتوقف الشارع كله من اجل الإحتفال بالعروسين دون الأهتمام بمواعيد الناس وبسيارات الإسعاف او النجدة او المطافى او بالمرضى او الأطفال.
 
نلاحظ ايضا من يسير فى الظلام بدون اى إضاءة خلفية او أمامية ويسير فى عرض الطريق دون ان يعبأ باى شخص.
 
كما نرى من يقود الدراجة النارية دون ان يضع الخوذة او مرايات لروية السيارات الخلفية ، ايضا السرعة الرهيبة لدراجات الطلبات السريعة والسير بشكل جنونى فى عرض الشارع من اجل سرعة توصيل الطلبات للمنازل معرض حياته للخطر وحياة المواطنين.
 
نرى عدم الالتزام الصارخ بالخطوط البيضاء والحارات المرورية وتخطيها بشكل طبيعى وكأنه حق مكتسب
والأغرب من كل هذا بلطجة سائقى الميكروباص وكسرهم لكل اشكال الالتزام المرورى دون اكتراس بشئ وبشكل سافر وجراءة تؤكد امتلاكهم لقوة او نفوذ لامثيل له وأصبح الأن يسير على نفس النهج سائقى التوك توك
ناهيك عن إلقاء المخلفات فى عرض الطريق سواء من قائدى السيارات الملاكى او النصف نقل او العربات النقل المحملة بمخلفات المبانى او القمامة.

أيضا كثير من سيارات النقل والنصف نقل تكون محملة ببعض الطوب والزلط ومن الطبيعى ان تقع الرمال او الزلط فى الشارع اثناء سير تلك السيارات وايضا تقع على السيارات التى تسير خلف تلك العربات دون ادنى مسئولية او مراعاة للمواطنين وحمايتهم من الإصابة او إصابة سياراتهم.
 
والسؤال الأهم هل يلمس ويرى المواطن البسيط كل هذه المخالفات الجسيمة وحده ؟ هل يرى القائمون على تطبيق القانون تلك المخالفات ؟ أم مازالوا يبحثون ويخططون لتطبيق القانون لعودة الانضباط لحركة المرور بالشارع المصرى ؟ ألم يجدوا نظما وخططا جاهزة لضبط قواعد المرور فى بعض الدول المجاورة او الغربية ليطبقوها فى مصر ؟ 

هل الأمر يحتاج كل هذا التفكير والاستغراب والاندهاش والتأخير ؟
هل الامكانيات أم العنصر البشرى أم المواطنين أم كل هذا السبب فى تأخير تفعيل منظومة جيده لادارة المرور وانضباط الشارع المصرى ؟ 

هل هناك استراتيجية تطبق حاليًا او يتم دراستها للتطبيق ونحن لانعلم عنها شيئا؟ متى سوف تطبق ومتى سوف يعلن عنها ؟ هل نلتزم بربط حزام الأمان وعدم التحدث فى الهاتف المحمول ونلتزم بالاشارات الضوئية الجديدة ؟ أم القانون لم يفعل بعد ؟ هل سوف نفاجأ بأنه مطبق بالفعل ونحن فى غفلة منه ؟ وهل هذا قانونى أن يطبق قانون لم يعلن عنه عبر وسائل الإعلام واللافتات فى الشوارع وتصل للمواطنين عبر هواتفهم النقالة ؟ أرى ان أنضباط حركة المرور بالشارع المصرى أهم ما يلاحظه المستثمر والأجنبي الذى يضع قدمه على أرض مصر ومن خلاله يقيم ويصف سلوك وحضارة وثقافة الشعب المصرى وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط