الشلل يضرب مشروعات أردوغان القومية .. صحيفة بريطانية: مليارات قطر لن تنقذ تركيا من عثرتها الاقتصادية .. خبراء: لا أحد يريد إقراض أنقرة

- أردوغان بني شعبيته من خلال بناء مشاريع عملاقة
- توقف العمل طال بناء مبني المخبرات في أنقرة
- التباطؤ أصاب الاقتصاد التركي قبل نشوب الأزمة مع أمريكا
أكدت صحيفة إندبندنت البريطانية أن المشاريع القومية الطموحة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تتعثر وأصابها الشلل بسبب الأزمة المالية التى يعاني منها الاقتصاد التركي بسبب ارتفاع التضخم وتدهور الليرة لمستويات تاريخية.
وقالت الصحيفة إن أردوغان الذي شغل منصب عمدة اسطنبول بني سمعته من خلال بناء مشاريع عملاقة مثل المساجد والمطارات والجسور وتسهيل إقامة مشاريع للقطاع الخاص مثل المجمعات السكنية ومراكز التسوق، وأن ذلك اعتمد على الاقتراض من الخارج ولكن هذا تقلص بسبب ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وتنامي الشكوك حول تماسك الاقتصاد التركي.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن تلك المشاريع التى خلقت فرصا للعمل وأثارت جدلا حول جدوها وتأثيرها السلبي على البيئة، أصابها الشلل بسبب الأزمة المالية والتى أدت إلى توقف الطفرة العمرانية التي شهدتها تركيا منذ سنوات.
ولفتت إلى أن وكالات الأنباء التركية ذكرت أن مشروع النقل الرئيسي في مدينة إسطنبول، التى تعرف بالعاصمة التجارية للبلاد، الذي يربط جانبها الأوروبي بالآسيوي سوف يتم تقليصه، وكذلك تحيط الشكوك بمشروع قناة إسطنبول والذي وصفه أردوغان بالمشروع المجنون، وكذلك تم التوقف عن بناء دار أوبرا في ميدان تقسيم الشهير في إسطنبول الذي شهد في السنوات الأخيرة احتجاجات ضد أردوغان، وفي أنقرة تم تعليق مشروع إعادة بناء مقر المخابرات.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن خبراء قولهم إن مشاريع البناء في جميع أرجاء البلاد إما تم تعليقها أو تشهد تأخرا حيث أن معدات البناء موجودة ولكن العمل متوقف، وقال الخبير الاقتصاديأتيلا يسيلادا إن لا أحد يريد إقراض تركيا الآن، وذكر مطور عقاري وصفته الصحيفة بأنه لديه اتصالات جيدة بالدوائر الرسمية أن الشركات الضخمة التي تنفذ مشاريع البنية التحتية ليس لديها أي أموال للعمل بها فيما جمدت الحكومة إنفاقها وستعيد النظر في جميع المشاريع.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن تركيا قبل أن ينشب خلافها مع أمريكا بشأن احتجازها للقس الأمريكي أندرو برونسون شهد اقتصادها تبأطا وانخفضت تصاريح البناء للقطاع الخاص بنسبة 40 في المائة في النصف الأول من عام 2018 مقارنة بالعام السابق، ولفتت إلى أن المطورين العقاريين وجدوا أنفسهم في مأزق لأنهم اقترضوا أموالا من البنوك لتمويل مشاريعهم ولكنهم اشتروا أراضي بدلا من بناء المشاريع، ونقلت الصحيفة عن مطور قوله: "أصبح لديهم الكثير من الأراضي دون سيولة لاستكمال مشاريعهم".
وذكرت الصحيفة أن وزير المالية التركي بيرات البيرق أعلن الشهر الماضي، أن جميع الوزارات سوف تعيد النظر في المشاريع الاستثمارية كجزء من إجراءات التقشف إثر انهيار الليرة التى فقدت 40 في المائة من قيمتها هذا العام.
وقالت إندبندنت إن تركيا ليس لديها من ينقذها من تلك الأزمة المالية رغم أن قطر تعهدت بضخ استثمارات بقيمة 15 مليار دولار في اقتصادها.