قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

طوبة وأمشير.. أسرار تسمية الشهور الفرعونية وعلاقتها بالطقس والزراعة

رسم لتقويم السنة الفرعونية
رسم لتقويم السنة الفرعونية

يتبع البشر في أنحاء العالم حوالي 14 تقويما، أقدمهم التقويم الفرعوني والذي يلقب بـ «أبو التقاويم»، وتكون رأس السنة في التقويم المصري القديم أول أيام شهور السنة "1 توت"، وهو يوافق 11 سبتمبر كل عام.

ومع ظهور التقويم الميلادي، قررت الكنيسة القديمة إحياء التقويم الفرعوني من خلال البدء ولكن من وقت قريب وسمي بـ«التقويم القبطي» ولكن كليهما تقويم واحد باختلاف عدد السنوات، وترتبط أسماء الشهور القديمة التي ما زالت تستخدم في التقويم القبطي والفرعوني برموز هيروغليفية ذات دلالات، كان يتبعها المصريون القدماء ليستدلوا على ماهية كل شهر، خاصة في كيفية التعامل مع الطقس والزراعة.ما زال المصريون يستخدمون أسماء هذه الشهور خلال الزراعة، وبعض من هذه الشهور ترتبط بأمثال شعبية، فشهر توت الأول في السنة الفرعونية له مثل شعبي «توت يقول للحر موت» لأن مع بدايته يبدأ الطقس في التحسن والميل للبرودة، وشهر بابه الذي يحل مع أواخر أكتوبر تقل فيه درجات الحرارة فيرددوا مثل «بابه خش واقفل الضرامة»، والضرامة هي جزء كان يعلو الأبواب للتهوية، كما قال سامي حرك، الباحث في علم المصريات.
أما في الشهر الفرعوني هاتور فيشتهر بمحصول القمح فيقال فيه «هاتور أبو الدهب المنتور» والدهب المنتور إشارة للقمح، أما شهر كياك الذي يحل في الشتاء فيتميز بقصر طول النهار والمثل الشعبي الخاص به «كياك..صباحك مساك»، أما شهر برمهات فيردد الفلاحون فيه «برمهات..روح الأرض وهات» إشارة إلى حصاد الأرض، أما في شهر طوبة الذي يتميز بالبرد القارص الذي يجبر الجميع على الالتزام بمنازلهم حتى صغار السن، يقال فيه «طوبة..يخلي الصبية كركوبة».
ولأسماء الشهور الفرعونية معان مستمدة من أسماء الآلهة أو من كلمات كانت مرتبطة بالزراعة الذي اشتهر بها المصريون القدامى، وشهر «توت» يعني بالهيروغليفية "تحوت" وكان إله الحكمة والمعرفة، أما الشهر الثاني «بابه» فيعني بالهيروغليفية "با اينت" حيث كانت الأرض الزراعية، أما الشهر الرابع «كيهك» فيعني بالهيروغليفية «كا حر كا» وهو الثور المقدس أو إله الخير.

يسمى الشهر الخامس من السنة الفرعونية «طوبة»، وبالهيروغليفية " تا أيبت" وكان يطلق هذا الاسم على إله المطر، أما الشهر السادس «أمشير» فيرتبط بإله العواصف والزوابع، أما شهر «برمهات» فكان بالهيروغليفية "بر مونتو" وتنضج فيه المحاصيل الزراعية، والشهر الثامن «برمودة» وبالهيروغليفية يعني "بر موت" وهو بيت المعبودة موت، وفيه تنتهي المزروعات بعد جنى الثمار ويدل على عيد الحصاد.
أما شهر «بشنس» فيعني بالهيروغليفية "با خنسو" ومعناه القمر وهو دلالة على أن النهار أطول من الليل، اما الشهر العاشر «بؤونة» فيعني بالهيروغليفية "با إينت" ويسميه العامة بؤونه الحجر، أما شهر «أبيب» وبالهيروغليفية "الاله عبب"، والشهر الأخير «مسرى» فكان بالهيروغليفية "مس رع" أي “ولادة رع” أو (سا رع) والمقصود به ابن الشمس.

كانت السنة مقسمة إلى 12 شهرا كل شهر 30 يوما، والخمسة أيام الأخيرة كانت تسمى بـ «أعياد النسئ» وكانت مخصصة لأعياد الآلهة المصرية القديمة، وهم أوزوريس وحورس وست وايزيس ونفتيس.