ممزق أنا لا جاه ولا ترف.. القصة الحقيقية لـ أنا وليلى أشهر أغاني كاظم الساهر

هذا اللون المختلف في الغناء، والعزف المنفرد للقصائد، والصوت الذي تشبع بالكلاسيكية حتى خاطب الوجدان وألهب العاطفة لدى مستمعيه، القادم من بلاد الرافدين لينتشر صداه في كل العالم العربي، وينل عن اقتدار لقب قيصر الغناء العربي.. كاظم الساهر.

في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر ولد كاظم الساهر ليكمل عامه الـ 61، وقبل أن يدخل مجال الفن عمل كاظم بمهن كثيرة اتسمت بالبساطة أبرزها بائع كتب ومثلجات.
يقول كاظم الساهر: "عندما قرأت كلمات قصيدة أنا وليلى بقيت أبحث عن الشاعر خمس سنوات، وعندما نشرت نداءً وإعلانا لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجلا فقيرا مسكينا، وهو أستاذ لغة عربية يدرس في إحدى المناطق النائية ببغداد، فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة 355 بيت شعر، وكان كل من يدعي أن هذه قصيدته يجلب لي بيتين أو أربعة أبيات من القصيدة".
من هي ليلى
كان حسن المرواني شاب من أهالي الزعفرانية وهي منطقة من مناطق بغداد، وكان هذا الشاب شابا رزينا خلوقا من أسرة فقيرة، والتحق بكلية الآداب جامعة بغداد، فتعلق قلبه بفتاة تدعى "سندس" من كركوك، واسم ليلى هو اسم الكنية عن الحبيبة في الشعر العربي.

تقدم حسن المرواني لمصارحة سندس بحبه لكنها صدته، وما كان منه إلا أن عاود الكرة معها بعد عامين وعادت وصدته فتفجرت شاعرية الطالب وكتب كلاما قيل عنه إنه لم يرتق له أي كلام في هذا العصر.

وبعد أن خطبت الفتاة لشخص غني منتسب إلى نفس الكلية، قال حسن المرواني القصيدة وألقاها مكسر القلب فائض الشاعرية في إحدى قاعات كلية الآداب.

كيف حصل كاظم على القصيدة
في فترة الثمانينات كانت تصدر جريدة شبابية كانت الأكثر انتشارا في الوسط الشبابي في العراق، وكانت متميزة في كل شيء، ومن ضمن صفحات هذه الجريدة صفحة للمساهمات الشعرية، وتضمن أحد الأعداد هذه القصيدة فوقعت العين الساهرية عليها وراح يبحث عن صاحبها.

ولكثرة مدعي كتابة القصيدة، لجأ الملك الساهر إلى طريقة "أكمل القصيدة"، وكل من ادعى كتابتها لم يستطع إكمالها، حتى وصل إلى كاتبها الحقيقي وهو الشاعر المبدع حسن المرواني، والذي ساعد كاظم بالوصول إلى الشاعر الحقيقي هو ابن خالة الشاعر، وكان حينها يعمل في مجال التدريس في ليبيا.
وما لا يعلمه الكثيرون أن كاظم اختار جزءا صغيرا من القصيدة يغنيها، بينما القصيدة كاملة تعددت أبياتها، حيث بدأت "دع عنك لومي واعزف عن ملاماتي.. إني هويت سريعا في معاناتي"، "ديني الغرام ودار العشق مملكتي.. قيس أنا وكتاب العشق توراتي".