انفصام الشخصية عند حكام كرة القدم المصرية

فى موسم 2016/2015، قرر حكام بطولة الدوري الممتاز مقاطعة أي مباراة يكون الزمالك طرفًا فيها وجاء ذلك ردا على ما سماه الحكام " إساءات رئيس الزمالك ضد محمود البنا ومطالبته بإقالة رئيس لجنة الحكام وجيه أحمد على خلفية هزيمة الزمالك من طلائع الجيش 2 /3 .

وهى المباراة التى شهدت احتساب محمود البنا ضربتى جزاء لصالح فريق طلائع الجيش، كنا قام بطرد مدافع الزمالك علي جبر، مما دفع رئيس نادى الزمالك بعدها لإصدار بيان معلنا فيه عدم استكمال الدورى بسبب القرارات التحكيمية الظالمة التى شهدتها المباراة "حسب ماجاء فى البيان"، وطالب الزمالك بإقالة وجيه أحمد لأنه يتعمد اختيار حكام تريد إسقاط الزمالك.

بعدها اجتمع الحكام وأصدروا بيانًا مضادًا لبيان الزمالك وأبلغوا رئيس لجنتهم وجيه أحمد بمقاطعتهم مباريات نادى الزمالك فى كل المراحل السنية حتى اعتذار رئيس النادي مرتضى منصور عن الهجوم الذي شنه على اللجنة والحكام.

ثم تطور الأمر بعدها، عندما شن رئيس الزمالك، هجوما آخر ضد الحكام، بعد تعرض الزمالك للظلم فى إحدى مبارياته مما دفع الحكام لمقاطعة مباريات الزمالك قبل لقائه أمام فريق اتحاد الشرطة فى كأس مصر، مما دفع اتحاد الكرة للاستعانة بطاقم حكام أردنى لإدارة المباراة، وكان قمة التهريج مطالبة الحكام اعتبار اليوم الذى امتنعوا فيه عن إدارة مباريات الزمالك عيدًا للحكام.

أذكركم بردود أفعال حكام كرة القدم المصريين تجاه نادى الزمالك ورئيسه المستشار مرتضى منصور، بعد أى هجوم يتعرضون له من جانب رئيس القلعة البيضاء، وأدعوكم لمقارنتها بردود أفعالهم "الجبانة" بعد الحملة المسعورة التى يتعرضون لها هذا الموسم من جانب النادى الأهلى ونادى بيراميدز، لتتأكدوا أنهم يكيلون بمكيالين تجاه الأندية المصرية.

فالحكام ودن من طين والأخرى من عجين وتواروا عن الأنظار تمامًا، لا أعلم هل هو خجل أم خوف بعد الانتقادات اللاذعة والهجوم الشرس الذى يتعرضون له من جانب النادى الأهلى بعد تعادله مع نظيره الإنتاج الحربى فى الأسبوع الخامس، ونادى بيراميدز بعد سقوطه فى فخ التعادل أمام فريق الجونة.

طاقم التحكيم المكلف بإدارة مباراة الاهلى والإنتاج الحربى بقيادة ابراهيم نورالدين لم يسلم من الهجوم والانتقاد أثناء وبعد المباراة من جميع المنتمين للنادى الأهلى بسبب عدم احتساب الحكم ضربة جزاء لصالح وليد أزارو والغاء هدف أحرزه مؤمن زكريا مما أدى لانتهاء المباراة بالتعادل السلبى بين الفريقين.

وانتفض النادى الأهلى وهاجم حكام اللقاء بضراوة واعتبر أن ابراهيم نورالدين أثر بشكل مباشر فى نتيجة المباراة وأصدر بيانًا بإجراء تحقيق مع طاقم الحكام واتخاذ الإجراءات الرادعة ضده والا سيقوم النادى بالتصعيد حتى لو اضطر الاستعانة بحكام أجانب لإدارة مبارياته أو الانسحاب من بطولة الدورى العام.

كما تعرض الحكام ورئيس اللجنة عصام عبدالفتاح لانتقاد لاذع وسخرية من المستشار تركى آل الشيخ مالك نادى بيراميدز سواء فى مداخلاته التليفونية عبر قناة بيراميدز أو بالكتابة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك عندما كتب أن "التحكيم مازال فى غيبوبة" وقال فى بوست اخر إن "رئيس لجنة الحكام بيتلطش بعد كل مباراة" وجاء ذلك على خلفية تعرض ناديه لظلم تحكيمى فى مباراته أمام فريق الجونة فى الأسبوع السادس بالدورى الممتاز.

بعد كل هذا لم ينطق الحكام المصريون بحرف واحد، ولم نسمع لهم صوتًا ولم نشاهد لهم اجتماعا واحدا يعلنون فيه تضامنهم مع زملائهم الذين تعرضوا لهجوم قاس واتهامات عديدة، ولم يصدروا بيانا واحدا يرفضون فيه تلك الاتهامات حفاظا على هيبتهم التى ذهبت أدراج الرياح، كما لم يجرؤ أى منهم ويعلن امتناعه عن إدارة مباريات الناديين كما كانوا يفعلون مع الزمالك، مما يؤكد أن الحكام مصابون بانفصام الشخصية.